توزعت "قوى" الميداليات العربية في اليوم الثالث من مسابقات "أم الألعاب" ضمن دورة الألعاب الآسيوية الرابعة عشرة المقامة حاليًا في مدينة بوسان الكورية الجنوبية، إذ دخلت كل من قطروالكويتوالبحرين السجل الذهب، واكتفت السعودية نجمة اليوم، بذهبية الوثبة الثلاثية، وتميز سباق ال400م بالمواجهة المنتظرة بين الكويتي فوزي الشمري الدهش والسعودي حمدان البيشي. في حين لم يدنُ مبارك عطا من منصة التتويج في ال110 أمتار حواجز. وفاجأ البحريني محمد راشد المتجنس كثرًا في سباق ال800م. والى ذهبيتي الرماية أول من أمس، أضافت قطر فضية وبرونزية في البولينغ. رفعت قطر رصيدها إلى أربع ذهبيات أمس في الدورة الآسيوية في بوسان وتقدمت إلى المركز ال11 في الترتيب الموقت، في حين أن ترتيب السعودية ال13 بفارق الفضة والبرونز والبحرين ال19. وحصدت قطر الذهبية الرابعة بفضل الرباع أسعد سعيد سيف البلغاري الأصل الذي توّج في وزن 105 كلغ في مسابقة رفع الأثقال محققًا رقمين قياسيين للدورة الأولى في رفعة النتر 225 كلغ، والثاني في المجموعة 417.5 كلغ. ونال الصيني سوي وينهوا الفضية 415 كلغ، والايراني حسين تافاكولي البرونزية 400 كلغ. وتأمل الكويت أن تعوّض إخفاقها في كرة القدم من طريق كرة اليد إذ سبق لها أن سجلت انتصارات قارية فيها، وهي بلغت وقطر أمس الدور نصف النهائي إثر تعادلها مع الامارات 26-26، وفوز قطر على تايوان 34-27 ضمن المجموعة الثانية، فتصدرت الأولى من دون أي خسارة وانتقلت لمواجهة اليابان، وتلتها قطر التي تلتقي كوريا الجنوبية غدًا. واستمر العداء الكويتي فوزي الشمري الدهش ظلاً مزعجًا و"عقدة" لمنافسة السعودي حمدان البيشي، فبعدما فاز عليه في سباق ال400م خلال بطولات الخليج ودورة غرب آسيا والبطولة القارية ولقاء قطر الدولي، أكد جدارته وسيطرته على المسافة، وخطف منه الميدالية الذهب في آسياد بوسان بتجاوزه إياه بنحو متر فقط، فعادل رقم الدورة مسجلاً 93،44 ثانية في مقابل 95،44ث للبيشي، وحلّ السريلانكي روهان هاندنبوراج ثالثًا 67،45ث. وبذلك منح الدهش الكويت ذهبيتها الاولى في الدورة، وهذا ما كان متوقعًا من مسؤولي ألعاب القوى فيها. لأنه وعلى حد تعبير رئيس الاتحاد الشيخ حمد ناصر الصباح "منافس دائم لكبار الابطال والبيشي واحد منهم". واعتبر الدهش في تصريحه ل"الحياة" أن السباق كان تكتيكيًا جدًا "وخططت منذ البداية أن أضاعف سرعتي في قسمه الاولى ثم أتراخى قليلاً وأفاجئ البيشي صديقي في الامتار الاخيرة وهذا ما حصل وما أكد سيطرتي المطلقة على مجرياته. الرقم الذي حققته ممتاز ويضعني أمام مسؤولية المحافظة على مستواي في الموسم المقبل لأخوض بطولة العالم في باريس". ولفت الدهش الانظار في بطولة العالم السابعة للشباب في مدينة انسي الفرنسية عام 1998 عندما أحرز الميدالية البرونز 89،45ث، محققًا أول ميدالية عالمية لألعاب القوى الكويتية، علمًا أن بدايته الرياضية كانت من طريق كرة السلة. واكتسب الدهش الخبرة مع المدرب الاوكراني موفو فاسيلي، ثم مع مواطنه فاليري موشكوفيسكي، وعزز خبرته هذا العام من خلال المعسكرات التدريبية وخوض خمسة لقاءات ضمن الجائزة الكبرى. وأكدت البطولة الآسيوية الاخيرة في كولومبو مرحلة النضوج الفني والذهني التي بلغها الدهش حيث قطف الفوز وسجل 21،45 ثانية. ومنح الكويت أول ذهبية قارية، إضافة إلى فضية ال200م 92،20ث. ويطمح الدهش إلى الثنائية في بوسان من خلال إضافة ذهبية إلى فوزه أمس، ويعتبر بطولة العالم المقبلة مرحلة على درب دورة أثينا الاولمبية 2004. وإلى فوزه في لقاء قطر، حل الدهش ثانيًا في أوسلو وشيفيلد وروما، وبرز في كأس العالم في مدريد. في المقابل، كان البيشي ينتظر الآسياد لاستعادة بريقه بعدما تراجع مستواه في الفترة الاخيرة، فحل ثالثًا في كولومبو، علمًا أنه انتزع ذهبية بطولة العالم للشباب في تشيلي بزمن قياسي مقداره 66،44 ثانية. واعتبر البيشي ل"الحياة" أن الخطأ الذي نفذ منه الدهش للفوز هو تراخيه قليلاً في ال100 متر ما قبل الاخيرة، "كنت واثقًا من الفوز وسجلت وقتًا جيدًا، لكنني تعلمت كثيرًآ مما حصل، وسأبدأ الموسم الجديد بطريقة علمية وهدفي الاسمى بطولة العالم". ولم يوفق القطريان آدم آدم بطل آسيا وسالم البدري في ال800م، فحلا في المركزين الخامس والسادس على التوالي، وانتزع البحريني محمد رشيد، وهو مغربي الاصل يدعى رشيد خويا، المركز الاول مسجلاً زمنًا مقداره 12،47،1 دقيقة، وتلاه الهندي كالاتاثوم ماثيو 57،47،1د، والصيني لي هوي كوان 77،47،1د. وأكد رشيد أن الخبرة التي اكتسبها من خلال مشاركته في السباقات الاوروبية نفذها "هنا في هذا السباق التكتيتي وخططت تفاصيله قبيل الانطلاق". وفي سباق ال110 أمتار حواجز، خذل السعودي مبارك عطا الترشيحات التي ترقبت فوزه واكتفى بالمركز الخامس 07،14ث بعد انطلاقة سيئة، واعتبر أن الاصابة التي لحقت به أخيرًا لا تزال تؤثر على أدائه أحيانًا. وتلاه القطري عيسى محمد الزوادي 26،14ث، بينما حل الصيني ليوكسيانغ أول مسجلاً رقمًا جديدًا للألعاب 27،13ث. خير تعويض وتميز سباق ال3 آلاف متر موانع بثنائية قطرية عبر عبدالله خميس بطل آسيا وعلي أبو بكر كامل. ففازت قطر بأولى ذهبياتها في ألعاب القوى. سجل خميس رقمًا جديدًا للألعاب مقداره 52،30،8 دقائق، ولم يميز "السبرنت" بين كامل والياباني يوشيتكا إيواميزو إذ سجلا الوقت ذاته 75،31،8د ومنح كل منهما الفضية. وغاب عن السباق السعودي سعد شداد الاسمري حامل فضية هيروشيما 1994 بداعي الاصابة التي عاودته منذ نحو أسبوعين، في حين حل قريبه حسان الاسمري سابعًا 75،00،9د. ورأى خميس أن فوزه خير تعويض على خسارة مبارك النوبي في ال400م حواجز، وأحمد إبراهيم في ال10 آلاف متر، وبلال سعد في رمي الكرة الحديد "أسفت كثيرًا لذلك، لكن الرياضة فوز وخسارة". وكشف خميس وهو سوداني الاصل مثل مواطنه كامل أن خطة المنافسة "كانت تقضي بالضغط في اللفة الاخيرة، والسباق لم يكن صعبًا، وتوقعت الفوز به وأنا مطلع على مستوى المشاركين وهم لا يقاربون عدائي سباقات الجائزة الكبرى التي خضتها، هذا الموسم كان ممتازًا، أحرزت ذهبيتي آسيا في الموانع وال5 آلاف متر، وحللت ثالثًا في كأس العالم، وحققت رقمًا قطريًا جديدًا 13،8د". أما كامل فكان يتوقع الفوز بإحدى الميداليتين الفضية أو البرونزية، و"همي الاساس كان منصبًا على كيفية بلوغ قطر المركز الاول، والسباق كان في رأيي صعبًا". المولّد وأحرز السعودي سالم المولّد ذهبية الوثبة الثلاثية 60،16م بعد منافسة خماسية كان أطرافها لاعبو الصينواليابانوقطروكوريا الجنوبية، وحلّ الصيني لاو جيافنغ ثانيًا 57،16م، والياباني تاكاتشي كاماتسو ثالثًا 34،16م. وكان المولّد بطل آسيا بعيدًا من رقمه الشخصي 94،16م "لأن الموسم شارف على النهاية والجميع منهك لذا فإن المستوى كان متواضعًا". وحل الكويتي خالد البخيت سادسًا 75،15م. وتأهل لنهائي ال200م العماني سعيد الدلهمي 26،21ث، والسعودي البيشي 04،21ث فضلاً عن الدهش 01،21ث، وخرج السعودي أحمد الدوسري 39،21ث، والعُماني مسلم الحوطي 59،21ث. وفازت الصينية لي مي جو في رمي الكرة الحديد 62،18م، وحلت الكورية الجنوبية لي ميونغ سن ثانية 50،18م، والتايلاندية كراسايان جوثابورن 53،17ث. وتجاوزت الصينية غاو شوينغ ارتفاع 35،4 أمتار من القفزة الثانية في مسابقة الزانة وحلت أولى أمام اليابانية أونو ماسومي 10،4م والصينية كسياكين 00،4م. وعززت قطر رصيد ميداليتها بفضية وبرونزية مسابقة الماسترز للبولينغ عبر مبارك وأحمد المريخي، بينما فاز السنغافوري ريمي أونغ بالذهبية. وضمن الملاكم السوري ناصر الشامي برونزية وزن 91 كلغ في الملاكمة إثر فوزه على الاندونيسي فارغهيزي جونسون بالنقاط 18-14 في الدور ربع النهائي، والذي شهد خسارة الاردني يوسف حسن أمام الكوري الجنوبي لي هيون سونغ بالنقاط 24-27. وخسر الكويتي سعد الحجرف أمام الاوبكستاني شيرزود حوسانوف بالانسحاب في وزن 67 كلغ. وفي كرة اليد تعادلت الكويت مع الامارات 26-26. المرآة العاكسة من جهته، أكد رئيس الاتحاد القطري العميد دحلان الحمد ل"الحياة" أن كلاً من الاتحادين السعودي والقطري باتا ينتهجان سياسة متقاربة في التطلعات والاهداف، "تدور بيننا منافسة شريفة، وباتت ألعاب القوى السعودية قوة لا يستهان بها. نحن أول المنافسين لهم وهم أول المنافسين لنا، وأنا في المناسبة مسرور لدخول البحرين على خط هذه المواجهة". وأضاف: "نحن نفرح إذا فاز أي بطل سعودي لأن ذلك وليد الجهد والتعب، وهم يفرحون لنا أيضًا، ونحاول أن نصحح لبعضنا البعض متى وجد الخلل، باختصار كل منا مرآة عاكسة للآخر، وما يحصل دليل الحيوية ومؤشر إيجابي". الحظوظ الاردنية تنطلق اليوم منافسات التايكواندو، وترجح فيها كفة الاردنيين لاحراز عدد من الميداليات ومتابعة الحصاد الذي بدأوه في دورة سيول عام 1986، ما يجعلهم القوة العربية الابرز في هذا المجال. وكان كل من أحمد علي وسامر كمال وتوفيق نويصر أحرز فضية وطارق اللبابيدي برونزية في آسياد سيول. وغاب الاردن عن دورة بكين 1990، وعاد إلى الظهور في الدورة التالية في هيروشيما 1994، فحصل على فضيتين بفضل محمد الزعبي وعمار فهد وبرونزيتين عبر يوسف أبو زيد وتوفيق نويصر. وتعزز الرصيد الاردني في الدورة الاخيرة في بانكوك 1998، فأحرز كل من حسين الطلحة وإبراهيم كمال فضية ومحمد الفرارجة برونزية، وباتت آلاء كتكت أول أردنية تظفر بميدالية في الألعاب الآسيوية، هي فضية وزن 70 كلغ. ويمثل الاردن في بوسان جميل الخفش وزن ما بين 62 و67 كلغ، ومحمد أبو زاغة ما بين 54 و58 كلغ، وإياد الصيفي ما بين 67 و72 كلغ، وعلي الاسمر ما بين 58 و62 كلغ.