اكدت مصادر سعودية معنية ل "الحياة" ان هدم قلعة أجياد واقامة مشروع سكني عند موقع القلعة والاراضي التابعة لها والمطلة على المسجد الحرام في مكةالمكرمة، هدفه خدمة حجاج بيت الله الحرام ومواجهة الزيادات الكبيرة في أعداد الحجاج سنوياً، من خلال توسيع المنطقة المحيطة بالحرم المكي واقامة مشروع سكني يتضمن بناء 11 برجاً سكنياً بارتفاعات تصل الى 22 طابقاً. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية التركية حسين ديريوز صرح امس ل "فرانس برس" بأن بلاده ابلغت السلطات السعودية استنكارها لتدمير قلعة اجياد باعتبارها "ارثنا التاريخي والثقافي المشترك". واعتبر وزير الثقافة التركي اسميحان تالاي ان هدم القلعة "خطوة لإزالة آثار الحضارة التركية"، مشيراً الى انه سيبحث هذه المسألة مع منظمة الثقافة والتربية والعلوم "يونيسكو". واستغربت مصادر سياسية سعودية اثارة الحكومة التركية لهذا الموضوع "الذي لا يخدم مصلحة المسلمين". واوضحت المصادر السعودية ان العمل في المشروع بدأ قبل نحو اسبوع لتسوية الاراضي التي تقع عليها قلعة اجياد، ما تطلب هدم القلعة، مشيرة الى ان السلطات السعودية لم تكن تريد سابقاً هدم القلعة وحرصت على بقائها لكن زيادة اعداد الحجاج وازدحام المنطقة المحيطة بالحرم اضطرتها الى هدم القلعة واستثمار الموقع هناك بمشروع سكني استثماري سيخصص ريعه للمسجد الحرام والصرف على مشاريع خدمته وتطويره. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وافق في شهر شباط فبراير الماضي على وقف موقع قلعة اجياد والاراضي التابعة لها في مكةالمكرمة على المسجد الحرام واستثمار هذا الموقع الذي تتجاوز مساحته 23 الف متر مربع. وتبلغ كلفة المشروع حوالي 533 مليون دولار. ويضم المشروع الاستثماري 11 برجاًَ سكنياً بارتفاعات متدرجة تراوح بين 17 و 32 طابقاً مما يتيح اطلالة الابراج على المسجد الحرام، وتحوي الابراج 942 شقة بمساحات مختلفة الى جانب فندق بدرجة خمس نجوم في غرب الموقع يضم 1220 غرفة من برجين احدهما بارتفاع 32 طابقاً والآخر بارتفاع 20 طابقاً. كما يلحق بالمشروع مركز تجاري من طابقين، وقد عهد باعمال البناء الى مجموعة بن لادن السعودية على ان ينتهي المشروع في 2006. وكانت السعودية قد قامت خلال العشرين سنة الماضية وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز بأكبر مشروع لتوسعة الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة بكلفة ناهزت الثلاثين بليون ريال 8 بلايين دولار، وتطلب المشروع هدم كل المباني والعمارات المحيطة بالحرمين لتوسيعهما ومدّ الساحات المحيطة بهما ليستوعبا اكثر من مليوني حاج. ادت عمليات "ازالة قلعة اجياد" لتنفيذ مشروعا لتوسيع الطاقة الاستيعابية واعادة تنظيم المناطق المحيطة بالمسجد الحرام في مكةالمكرمة الى احتجاج تركيا لدى منظمة اليونسكو باعتبار القلعة " ارث ثقافي " . وقال سعوديون التقتهم الحياة ان المشروع الذي استندت اليه السلطات السعودية في جبل بلبل الذي تقع عليه قلعة اجياد يقضي بالمحافظة على القلعة واعادة بناؤها بنفس مزاياها وابعادها في موقع آخر من مكةالمكرمة باعتبارها عملا تاريخيا يوثق لمرحلة من مراحل تطور الحفاظ على امن المسجد الحرام وزواره والعاكفين فيه . والقلعة بناء عسكري قديم اقيم على ارتفاع 148 متراً على جبل بلبل، لا تتجاوز مساحة مبانيه 800 متر مربع، وراء اسوارها ارتفاعها ثلاثة امتار. شيدت لرصد تحركات المعتدين في عهد الشريف غالب عام 1781واعيد ترميمها سنة 1884من جانب والي الحجاز عثمان باشا وخصصت في السنوات التي اعقبت توسيع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز للمسجد الحرام لحفظ مقتنيات وتراث المسجد وبعض الآثار المكية الاخرى. وسبق لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ان اوقف عمليات ازالة وتطوير الجزء التركي من المسجد الحرام بعد اعتراض مماثل وبقيت الاجزاء التي شيدت من العهد التركي حتى اليوم موجودة في المسجد واستكملت عمليات التطوير والتوسيع الحديثة لمرحلة اخرى في المسجد الحرام.