قال مسؤول افغاني متحالف مع الاميركيين في قندهار إن عددًا من المقاتلين المحليين تساندهم قوات أميركية، اتخذوا مواقع حول قرية يعتقد أن زعيم "طالبان" الملا محمد عمر يختبىء فيها. جاء ذلك في وقت ادعى وزير في الحكومة الافغانية الموقتة أن الملا عمر اعتقل، الامر الذي سارع رئيس الحكومة حميد كارزاي ومسؤولون أميركيون الى نفيه. وتمركزت عناصر من الجيش الاميركي في مواقع أخلاها مشاة البحرية المارينز الذين بدأوا ينسحبون الى سفنهم، في مؤشر الى استكمال مهمتهم. قندهار، كابول، واشنطن - أ ب، رويترز - أثار وزير الإعمار في الحكومة الافغانىة الموقتة أمين فرهانغ لغطاً بإعلانه في مقابلة مع التلفزيون الالماني أنه سمع من مصادر موثوق بها أن زعيم "طالبان" الملا محمد عمر اعتقل. ونقلت محطة "اي بي سي" الاسترالية تأكيدًا للنبأ من مصدر وصفته بأنه "رفيع المستوى" في "تحالف الشمال". وسرعان ما تبين أن النبأ مجرد "إشاعة"، إذ سارع مسؤولون في الحكومة الموقتة الى نفيه، فيما شكك الاميركيون في صدقيته، قبل أن يظهر رئيس الحكومة حميد كارزاي عبر شبكة "اي بي سي" التلفزيونية الاميركية ليؤكد أن الملا عمر لا يزال طليقاً. وحرص كارزاي في المقابلة التلفزيونية على القول إن الملا عمر "مجرم على مستوى عالمي لم يقطع علاقته بالارهاب، لذلك يجب أن يسلم الى الولاياتالمتحدة إذا كانت تريده". جاء ذلك بعد إعلان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد أن قضية الملا عمر ليست موضع تفاوض، ويجب الا تستغل للعفو عن مسؤولين آخرين في "طالبان". وقال كارزاي إن الحكومة الموقتة تبحث أيضاً عن أسامة بن لادن الذي لا يزال حياً "لكنه قد يكون نجح في الفرار من أفغانستان". وأعلن نصرت الله نصرت المسؤول في الاستخبارات في مدينة قندهار أن مفاوضات تتواصل بين قائد في "طالبان" وأعيان قبائل في شأن مصير الملا عمر. وأضاف: "لا يمكننا الانتظار أكثر من يوم أو اثنين، وبعدهما سنهاجمهم بالتأكيد"، مشيراً الى أن القرية التي يختبئ فيها زعيم "طالبان" محاصرة تمامًا. في غضون ذلك، أفادت تقارير أن عناصر من "المارينز" دخلت ضواحي قرية بغران في ولاية هلمند ونفذت عمليات دهم وتفتيش من منزل الى آخر بحثًا عن الملا عمر. وقال نصرت الله إن "الاميركيين يفتشون منازل في بغران"، وهي منطقة جبلية نائية شمال هلمند. ولم يستبعد أن يكون الملا عمر لا يزال على اتصال مع بن لادن. وأضاف ان قوات أفغانية اتخذت مواقع على الخطوط الامامية قرب بغران في انتظار استكمال المفاوضات مع زعماء محليين على تسليم الملا عمر وإلقاء أسلحتهم. وذكر نصرت الله ان القوات الافغانية موجودة في المقدمة وتساندها قوات أميركية في الصفوف الخلفية، مشيراً الى أن الاميركيين "لا يريدون البقاء في المقدمة لأسباب أمنية ولعدم رغبتهم في التعرض لخسائر". وأنجز الاميركيون بالتعاون مع القوات المحلية عمليات استطلاع برية في ضواحي قندهار، فتشوا خلالها قاعدة مهجورة ل"طالبان" عثر فيها على آثار تركها مقاتلون عرب، وكميات كبيرة من الاسلحة والذخائر في كهوف. "المارينز" في غضون ذلك، أغلق عناصر المارينز قاعدة "كامب رينو" التي أقاموها جنوب قندهار، فيما سلموا مطار قندهار الى وحدات من الجيش الاميركي. ورأى مراقبون أميركيون أن هذه التطورات مؤشر الى نقلة نوعية في العمليات في أفغانستان. فيما اكد مسؤول عسكري أميركي أن رجال "المارينز" يحزمون أمتعتهم حالياً، استعداداً للعودة الى سفنهم.