نتفق مع الرئيس جورج بوش في تحذيره من الخطر المستمر للإرهاب العالمي، وأدعو شخصياً الدول العربية والإسلامية الى قيادة الحملة على الإرهاب، لا مجرد المشاركة فيها، ثم ازيد أنني اعرف العرب والمسلمين، بقدر ما يعرف هو بلاده او المكسيك، ومن منطلق معرفتي هذه اصر على ان الغالبية العظمى من 2،1 بليون عربي ومسلم يختلفون معه جذرياً على تعريف الإرهاب، وبالتالي على الهدف المنطقي في الجولة المقبلة من الحرب المستمرة. وبما انني أشكو دائماً من الذين ينصِّبون انفسهم ناطقين باسم الآخرين، فإنني لن أتحدث عن العرب والمسلمين، وإنما أتحدث عن نفسي، فأنا أؤيد 99 في المئة من السياسة الأميركية، وأختلف معها على نقطة واحدة هي تأييد إسرائيل. الرئيس بوش قال في اهم نقطة بالنسبة إليّ في خطابه ان "قواعد تدريب الإرهابيين في افغانستان دمرت، غير ان معسكرات لا تزال موجودة في دول عدة، وهناك شبكة تحتية من الإرهاب تضم جماعات مثل حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي وجيش محمد، تعمل في غابات نائية وصحارى وتختبئ في وسط المدن". من كتب خطاب الرئيس الأميركي؟ شارون، أو الشارونيون في إدارته، امثال نائب وزير الدفاع بول وولفوفتيز؟ أقول للرئيس كعربي يؤيد السياسة الأميركية ان حماس والجهاد وحزب الله حركات تحرر وطني. وفي حين اعارض العمليات الانتحارية، فإنني أدرك ان ما أطلقها هو إرهاب إسرائيل. وإذا كانت هذه العمليات إرهاباً، فإن الواجب تدمير الإرهاب الذي أطلقها، فالإرهاب الحقيقي هو الاحتلال، والحركات التي أشار إليها الرئيس بوش لم تكن موجودة قبل هذا الاحتلال. غير ان الإدارة الأميركية لا تعمل لإنهاء الاحتلال بل لتثبيته. والرئيس تحدث عن مدى الكره للولايات المتحدة، إلا انه لم يسأل عن السبب. أنا أقول له، فقد طرح الأميركيون السؤال "لماذا يكرهوننا؟" بعد إرهاب 11 ايلول سبتمبر، وهم وجدوا فوراً أن الجواب الدائم هو تأييد السياسة الأميركية الإرهاب الإسرائيلي. وعندما اكتشف انصار إسرائيل في الإدارة ووسائل الإعلام ان اسرائيل سبب كره الولاياتالمتحدة، ومسؤولة بالتالي، بشكل غير مباشر، عن دماء الضحايا مسؤولية الإرهابيين الذين نفذوا الإرهاب، لم نعد نسمع السؤال، فالجواب عنه لا يناسب انصار إسرائيل في الإدارة وحولها. والرئيس بوش يتحدث عن دول تؤيد الإرهاب، وتحديداً عن كوريا الشمالية التي تسلح نفسها بالصواريخ وأسلحة الدمار الشامل، وإيران التي تسعى للحصول على هذه الأسلحة "وتصدر الإرهاب" والعراق الذي يجاهر بالعداء للولايات المتحدة "ويؤيد الإرهاب". مرة اخرى، إذا كان الرئيس يتحدث عن تأييد ايرانوالعراق المنظمات الفلسطينية، فإنني أقول له ان هذه المنظمات حركات تحرر وطني، واجب كل بلد عربي او اسلامي دعمها. وفي حين يصعب الدفاع عن النظام في العراق، فإنني انبه الرئيس الى محورية القضية الفلسطينية التي تجعل كل طالب شهرة او شعبية يؤيدها ليكسب الرأي العام، وهو ما فعل الرئيس صدام حسين بعد احتلال الكويت ظلماً، وهو ما فعل اسامة بن لادن عندما وقع في شر اعماله في افغانستان، فقد رأيناه في فيديو على التلفزيون يؤيد الفلسطينيين، مع انهم وقضيتهم لم يكونوا يوماً بين اهتماماته. مرة اخرى، اذا كان هذا رأيي كمواطن عربي يؤيد الولاياتالمتحدة علناً في كل سياسة سوى سياستها الإسرائيلية، فإن على الرئيس بوش ان يفكر في آراء الناس الآخرين، الذين يرون موقف الولاياتالمتحدة الداعم لإسرائيل بالسلاح والمال والفيتو في مجلس الأمن، ولا يفرقون بعد ذلك بين العدو الأساسي والدولة العظمى حليفته. الرئيس بوش قال في عبارة ذات معنى "الوقت ليس الى جانبنا، ولن أنتظر الأحداث، فيما الخطر يزداد"... أو يتفاقم. هل هذا تهديد لإيران او العراق؟ ارجو ألاّ يكون ذلك لأن الذين كتبوا خطاب الرئيس هم ايضاً الذين روجوا إشاعة تنضح عنصرية عن ضرب بلد مسلم في رمضان من دون ان يثور المسلمون، وأن الولاياتالمتحدة بالتالي تستطيع ان تضرب اي بلد آخر، والمقصود اعداء إسرائيل، لأن العرب والمسلمين لا يفهمون إلا القوة، ويخافون من العصا. هذه الدناءة روج لها ناس يشكون كل يوم من اللاسامية، غير انني أقول للرئيس ان العرب والمسلمين لم يثوروا لضرب افغانستان لأن طالبان والقاعدة تستحقان العقاب. وفي حين انني لست في وضع ان اتحدى الرئيس الأميركي ان يجرب ضرب العراق أو إيران ليرى كيف يثور العرب والمسلمون، فإنني أرجو فقط ألاّ تنساق الإدارة الأميركية وراء أنصار إسرائيل الذين نشروا الكره للولايات المتحدة حول العالم. مرة اخيرة، أكتب من منطلق تأييد السياسة الأميركية لا معارضتها، وقد درست في الولاياتالمتحدة، وأكثر أفراد اسرتي الأقربين يحملون الجنسية الأميركية، بمن فيهم ابني بحكم ولادته في العاصمة واشنطن يوم عيد جورج واشنطن قبل 17 عاماً. وإذا كان هذا رأي القريب، فكيف يكون رأي البعيد؟ ارجو أن يقرأ الرئيس بوش المقابلة مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله مرة ثانية، قبل ان يخطو خطوته التالية في الحرب على الإرهاب، فالأمير عبدالله تحدث كصديق.