خصصت القناة الخامسة الفرنسية أخيراً حلقة من برنامج "ريبوست" لبحث أهمية رئيس اتحاد الفلاحين الفرنسيين جوزيه بوفيه، ضمت بوفيه ومسؤول العلاقات الدولية في حركة "آتاك" - فرنسا كريستوف آغيتون، وصحافيين مساندين للنموذج السائد من النظام العالمي. وكان لافتاً أن المؤيدين للعولمة لم ينفوا أهمية "آتاك"، وأعلنوا أن إحصاءات غير رسمية بينت أن ثلثي الفرنسيين يتعاطفون مع هذه الحركة. "آتاك والانتخابات الرئاسية" صار عنواناً تطرحه وسائل إعلام فرنسية عدة، وخصصت له صحيفة "ليبراسيون" أخيراً ملفاً كاملاً. ومع فراغ "المشهد اليساري" في العالم جاءت تيارات الجمعيات المناهضة للعولمة لتحتل مكانة بارزة فيه. لكن هذا التيار الذي سجل نجاحات صغيرة ومتتالية منذ بروزه الإعلامي خلال احتجاجات سياتل العام 1999، يسجل في فرنسا انتصاره الأبرز، إذ صارت "آتاك" أحد "المراجع" في الانتخابات الرئاسية. ويرى المتابعون أن تأثير هذه الحركة واضح من خلال مشاركة سياسيين فرنسيين هذه السنة في مؤتمر بورتو أليغري الذي يلتقي فيه مناهضو العولمة وتشارك "آتاك" في تنظيمه، اذ سيحضره ستة وزراء فرنسيون وعدد من النواب، كما سيحضره مستشارون لكل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ليونيل جوسبان و30 نائباً في البرلمان الأوروبي، وربما يعد أفضل تلخيص لهذه الحال ما أشارت اليه صحيفة "ليبراسيون" التي كتبت ان: "مجموعة كبيرة من القافلة الانتخابية الفرنسية ستتوجه إلى بورتو أليغري، فيما يبدو أن المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد هذه السنة في نيويورك لا يثير النخبة السياسية بالمقدار نفسه". تبدو "آتاك" في فرنسا الأكثر حضوراً بين المجموعات والحركات المناهضة للعولمة، وهي تُعرف بحركة "آتاك" العالمية، ويقدر المنتسبون إليها في فرنسا فقط ب30 ألفاً، ولها فروع في 24 دولة. وهي تأسست في فرنسا في 3 حزيران يونيو 1998. وأوضح أغيتون ل"الحياة" أن نجاح هذه الحركة مرتبط في شكل رئيس بتنامي التيار المعادي للعولمة الليبرالية الذي يطالب بعولمة إنسانية، ولفت الى ان هذه الحركة جددت مطالبتها بإطلاق رقابة شعبية على المؤسسات الدولية إنطلاقاً من الأزمة الأرجنتينية. أما في ما يختص بالانتخابات الرئاسية الفرنسية فإنها ترفض دعم مرشح معين، لكن رئىس "آتاك" برنار كاسان أعلن أن حركته تأمل بألاّ تغيب المواضيع المتعلقة بالمعركة عن حملات المرشحين.وفيما يرى بعض المحللين أنه لا يزال من المبكر الحديث عن نجاح مدو ل"آتاك" من خلال حضورها القوي في المشهد الانتخابي الفرنسي، يعد الموقع الذي احتلته أبرز نجاح للحركة المناهضة للعولمة في العالم.