} شهدت الفترة الأخيرة حركة لافتة على صعيد الاعلام العربي على الانترنت. وفي اوقات متقاربة أطلقت مواقع عدة تعمل في هذا المجال، مثل "سي ان ان ارابيك"، و"غود نيوزفورمي"، و"جهينة" وغيرها. ومن البديهي ان يترافق هذا الأمر مع بروز جملة من الاسئلة عن النشاط الاعلامي العربي على الشبكة، وخصوصاً مسألة المحتوى. فما هي أهمية المحتوى؟ وما هي علاقته بالتوظيف في المال والجهد في مشاريع المعلوماتية؟ وكيف تنظر عين الاعلام الشبكي الى الازمة المديدة في سوق "نازداك"؟ في متابعتها هذا النشاط المهم، التقت "الحياة" حسام السكري، مدير موقع "بي بي سي - أرابيك"، الذي يعتبر من أوائل مقدمي المحتوى العربي على الانترنت. واستهل السكري اللقاء بالاشارة الى تمتع الموقع بعمر طويل نسبياً على الانترنت. وأوضح ان بداياته الاولى ترجع الى أواخر العام 1997. وفي 3 تشرين الثاني نوفمبر 1999، أعيد أطلاق الموقع مجدداً ليقدم خدمة على مدار 24 ساعة مع طاقم تحريري خاص. وعلى رغم انه الفرع العربي لموقع "بي بي سي" العالمي، إلا ان "بي بي سي - أرابيك" لم يكن عالة على الموقع الاصل. وولّد إقبالاً وحركة من الجمهور على الموقع العالمي، يوازي ما يرده بكل اللغات الاخرى مجتمعة. ولا يقتصر عمل "بي سي سي - أرابيك"، على ما يقدمه عبر الانترنت، بل سعى الى تنويع أوجه تفاعله مع المعلوماتية العربية. وعلى سبيل المثال، نظم ندوة مشتركة مع "مدينة دبي للانترنت" عن الاعلام الشبكي ركزت على أهمية وضع الاعلام المعلوماتي العربي في خدمة المجتمع، وتصدت لمهمة دحض الاعتقاد السائد أن عقلية الربح وحدها هي التي تسيطر على نشاطات الانترنت، وان الشيء الاساس فيه هو الربح والاثراء والسندات والاسهم وما الى ذلك. وشددت الندوة على ان الأداة الرئيسة التي تؤدي الى دخول المعلوماتية الى النسيج الاجتماعي هي التوظيف والاستثمار في المجتمع نفسه. وكذلك نظّم "بي بي سي - أرابيك" ندوة معمقة عن "المحتوى" CONTENT في أعلام العصر الحديث. ميزات محتوى "بي بي سي - أرابيك" ولفت السكري الى الازمة العميقة التي يعانيها قطاع المعلوماتية العالمية منذ نحو السنتين، وخصوصاً تراجع سوق "نازداك" لأسهم تكنولوجيا المعلوماتية والاتصالات. وبيَّن ان هذه الازمة أدت الى اعادة تشكيل صورة المعلوماتية واستثماراتها. ومن الدروس المستفادة ان الاستثمار في التكنولوجيا وتطورها العلمي لا يكفي وحده لاستمرارية نمو المعلوماتية والكومبيوتر. وأبرزت الأزمة أهمية الاستثمار في المحتوى، وهذا ما يعتبر راهناً المجال الاكثر سخونة وقوة. وعلى الصعيد العالمي، تتجه الاموال في قوة الى التوظيف في المحتوى المعلوماتي. ولاحظ مفارقة في العالم العربي تكمن في تراجع التوظيف في المحتوى، وان الكثير ممن دخلوا الى هذا المجال تراجعوا. وفي معنى ما، فإن الوضع في العالم العربي هو التراجع، في الوقت الذي تتجه حركة العالم الى مزيد من التقدم في التوظيف في المحتوى! وعمد "بي بي سي - أرابيك" الى تشجيع التعامل مع المحتوى العربي وعقد شراكات مع من يقدمون الاخبار والمعلومات العربية على الانترنت. ويقدم الموقع خدماته في المحتوى الى شركائه العرب، ما يتيح لهم اضافتها الى الخدمات التي ينهضون بها أصلاً. ويشمل ذلك المحتوى، النصوص والصور وأفلام الفيديو وما الى ذلك. وتحدث عن ميزات المحتوى الذي يقدمه، ونوه بالخط التحريري المميز لل"بي بي سي"، الذي يعرفه العالم العربي جيداً منذ بدء بث راديو "هيئة الاذاعة البريطانية"، التي اشتهرت شعبياً باسم "اذاعة لندن". ولفت الى ان الموقع استخدم طرقاً أعلامية عدة، ففي البداية اعتمد على بث اذاعي بالراديو عبر الانترنت، ثم استخدم النصوص المكتوبة على ملفات PDA. ثم انتقل الى النصوص المكتوبة على طريقة "رييل بلاير"، مع ما يرافقها من صور وفيديو وما الى ذلك. ومن الخدمات التي تميز مواقع مؤسسة "بي بي سي"، تعليم الانكليزية مجاناً عبر الانترنت بأساليب تفاعلية تتضمن الصوت والصورة والتمارين الصوتية وما الى ذلك. والارجح ان زائر الموقع يلفته بسهولة حضور مواد الصوت على صفحة-المنزل Home Page، التي تفرد قسماً خاصاً لاذاعة لندن، وتعطي مواداً أخبارية مسجلة في ملفات صوتية. ويظهر في اعلى الشاشة ازرار سجلت عليها كلمة "اسمع"، لترشد متجول الشبكة الى حضور مواد الصوت. ويظهر الموقع مقيماً على تقاطع بين بريطانيا وعالم العرب.ففي أقوال الصحف العالمية، هناك مواد مترجمة الى العربية من صحف المملكة المتحدة. ويتابع القسم صورة العرب في الصحافة البريطانية، ويقدم ابرز ما جاء من أخبار وتحليلات ومقالات عن قضاياهم. وثمة قسم لافت في أعلى صفحة-المنزل، عنوانه "مشاكل تصفح الموقع"، ويقدم معلومات عن أنظمة الكومبيوتر وبرامج الانترنت التي تتوافق مع الموقع العربي، وتلك التي تواجه عقبات ومشاكل في هذا الامر. ويقدم ارشادات تقنية عن طرق التغلب عن بعض هذه الصعوبات. عنوان الموقع على الانترنت: http://www.bbcarabic.com