أكد الزعيم الصومالي عبدالله يوسف ان عناصر من تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه اسامة بن لادن تسللوا حديثاً الى منطقة "بونت لاند" بلاد بونت، بعدما وصلوا من آسيا الصغرى عبر ميناء بوصاصو المطل على خليج عدن. وذكر ان خصمه جامع علي جامع الذي يتنازع وإياه على رئاسة "بلاد بونت" في شمال شرقي الصومال، يتولى تأمين مخابئ لهذه العناصر. لكن جامع نفى وجود أي من عناصر "القاعدة" في منطقته، مشيراً الى ان الفي عنصر من الجيش الاثيوبي توغلوا مسافة 300 كيلومتر داخل الاراضي الصومالية، منذ تشرين الثاني نوفمبر حتى الشهر الجاري. وحذر "القوى الأجنبية" من "استغلال قضية الحرب على الارهاب لتنفيذ أهداف اخرى في الصومال". وتعتبر حكومة "بلاد بونت" ان المقاطعة تضم خمسة اقاليم هي مُدق ونوغال وباري وصول وسناج، لكن "جمهورية ارض الصومال" المجاورة تصر على ان الاقليمين الأخيرين جزء من اراضيها. وكان مجلس للأعيان في "بلاد بونت" اعلن حكماً ذاتياً في الاول من آب اغسطس 1998، وانتخب العقيد عبدالله يوسف رئيساً للمقاطعة لفترة ثلاث سنوات انتهت في آب الماضي. وجدد بعض أعضاء مجلس الأعيان ولاية يوسف، فيما انتخب آخرون رئيساً آخر هو جامع علي جامع، ويدعي كل منهما شرعية رئاسته. وقال جامع في حديث الى "الحياة" في بوصاصو: "اعلان الحرب على الارهاب أصبح موضة في الصومال في الفترة الأخيرة يقلدها، خصوصاً جميع الذين يفشلون في السياسة، وذلك لتحقيق مآرب شخصية. فتراهم يطلقون التصريحات تلو البيانات التي تشير الى ان ثمة ارهابيين في هذا المكان أو ذاك في الصومال". واكد دخول قوات اثيوبية الصومال على ثلاث دفعات، وقال: "في 27 تشرين الثاني نوفمبر توغل 120 عسكرياً اثيوبياً مسافة 90 كيلومتراً داخل الأراضي الصومالية، تحديداً الى مدينة غالكاعيو حيث زودت هذه القوات عبدالله يوسف معدات عسكرية وامدادات لوجستية، ثم عادت من حيث أتت بعد 24 ساعة على تنفيذ مهماتها. وفي 12 كانون الأول ديسمبر الماضي عبر 1800 عسكري اثيوبي الحدود ووصلوا الى مدينة غروي. وآخر دفعة وصلت في السادس من الشهر الجاري وضمت 80 جندياً توغلوا مسافة 300 كيلومتر ونشك في انسحاب هذه المجموعات التي كانت تدرب قوات عبدالله يوسف". واضاف رداً على سؤال: "نحن على علم بالتحركات الجوية والبحرية الاميركية والأوروبية في المنطقة، ونرحب بالتعاون معها إذا كانت تساعد في منع تسلل بعض المشبوهين الى منطقتنا، بل نحن مستعدون لتسليمهم في حال وجدوا فعلاً هنا. اقول ذلك لانه في حال رفضنا تلك التحركات، فربما يعتقدون بأن هناك فعلاً ارهابيين في المنطقة، لذلك نرحب، لكننا نشدد على اهمية عدم استخدام القوى الاجنبية قضية الارهاب لتنفيذ أهداف أخرى لا علاقة لها بها". لكن عبدالله يوسف الموجود في مدينة غروي عاصمة "بلاد بونت" أكد ل"الحياة" ان عناصر من تنظيم "القاعدة" وصلوا الى بوصاصو من آسيا، وقال: "جامع وقادة الاتحاد الاسلامي الصومالي يرحبون بهم ويخبئونهم. بعضهم موجود في المدينة وآخرون خارجها، ولا أحد يعرف أين هم بالتحديد. فالبلد مليء بالارهابيين، وجامع نفسه ينتمي الى جماعة الاتحاد التي قررت عدم الظهور في هذه المرحلة، ووضعوه جامع في الواجهة". وأكد استعداده ل"مشاركة الاميركيين في محاربة الارهاب واعتقال عناصر القاعدة"،. وزاد: "نرحب بالعمل الى جانبهم الاميركيين، إذ لا يمكن الصومال ان يستمر في الفوضى السائدة في كل أقاليمه، خصوصاً في غياب حكومة وطنية مركزية، وانعدام النظام والقانون".