زادت أمس حدة التوتر في اجزاء من مقاطعة بلاد بونت الصومالية حيث حصلت اشتباكات الاسبوع الماضي قتل فيها تاجر كبير في المنطقة التي يتنازع على السلطة فيها زعيمان يدعي كل منهما رئاستها. وأكد أحد هذين الزعيمين أن التاجر القتيل كان عضواً بارزاً في حركة "الاتحاد الاسلامي" الصومالية. في غضون ذلك تواصل طائرات رصد غربية، يعتقد بأنها فرنسية، تحليقها في أجواء بلاد بونت شمال شرقي البلاد، خصوصاً فوق مياهها المطلة على خليج عدن والمحيط الهندي. فيما أكد صيادون في المنطقة ان سفناً اميركية تعترض قوارب الصيادين الذين يحملون أسلحة ويتم استجوابهم في عرض البحر. وكانت مجموعة مسلحة أطلقت النار على مدير "شركة التوفيق للتجارة العامة" فارح محمد سعيد دير الملقب ب"الطويل" فأردته واثنين من حراسه وإمرأة عابرة في مدينة غروي عاصمة المقاطعة في اقليم نوغال. وتردد في مدينة بوصاصو مرفأ على خليج عدن، ان قوات عبدالله يوسف، أحد الزعيمين المتنافسين على رئاسة المقاطعة، هي التي اطلقت النار على الطويل وحراسه الاسبوع الماضي. لكن يوسف نفى الاتهام، في تصريح ل"الحياة" أمس، وقال ان الطويل قتل خلال هجوم شنته قوات منافسه جامع علي جامع على مقره في غروي. وأضاف ان الضحية كان ضابطاً برتبة كابتن في جيش الرئيس الصومالي السابق محمد سياد بري، وأنه عمل لاحقاً مع حركة "الاتحاد الاسلامي" الصومالية وصار عضواً بارزاً فيها. يذكر أن واشنطن وضعت "الاتحاد الاسلامي" ضمن لائحة ضمت شركات واشخاصاً تشتبه بأنهم على علاقة بتنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه اسامة بن لادن. وذكرت مصادر عدة في بوصاصو ل"الحياة" ان منزل قائد ميليشيات بلاد بونت عريس، وهو ابن عم عبدالله يوسف، تعرض لهجوم واطلاق نار من مسلحين بعد يومين من مقتل الطويل. وان ثلاثة من حراس نائبه العقيد عبدالصمد علي شيره، الذي كان في المنزل، قتلوا في الهجوم. وأدى ذلك الى مزيد من التوتر في المنطقة حيث دعا الأعيان وزعماء القبائل الى اجتماع للتشاور وحسم قضية النزاع على رئاسة بلاد بونت. يذكر ان مقاطعة بلاد بونت التي تضم 5 اقاليم مدق ونوغال وباري وصول وسناج اعلنت حكماً ذاتياً في 1 آب اغسطس 1998، وانتخب أعيانها عبدالله يوسف رئيساً. ولدى هذه المقاطعة حكومة ومجلس للنواب ومحكمة عليا. ونص دستورها على أن يوسف يحكم لفترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات وان عليه اجراء احصاء للسكان وانتخابات قبل ثلاثة أشهر من انتهاء ولايته في اب 2001 الماضي. لكن يوسف لم ينجح في اجراء انتخابات في الموعد المحدد، وطالبه رئيس المحكمة العليا يوسف حاجي نور بتسليم سلطاته تمهيداً لاختيار رئيس جديد. ورفض عبدالله يوسف الطلب وقال ان مؤامرة انقلابية دبرها الاسلاميون لاطاحته بعدما عرقلوا عملية احصاء السكان، وحدد بعض من الأعيان ولايته لثلاث سنوات أخرى، فيما انتخب أعيان آخرون جامع علي جامع رئيساً للمقاطعة. ولا يعترف أي منهما بالآخر. من جهة أخرى، أكد صيادون في المنطقة ان السفن الأميركية في المحيط الهندي وخليج عدن قبالة سواحل بلاد بونت، ما زالت تعترض الصيادين الصوماليين في عرض البحر، خصوصاً الذين يشتبه بأنهم يحملون أسلحة على متن قواربهم، ويتم استجوابهم من قبل البحرية الأميركية في عرض البحر. لكن الصيادين أكدوا عدم اعتقال أي من زملائهم، مشيرين الى أن طائرات رصد غربية، يعتقدون بأنها فرنسية أو المانية ما زالت تحلق يومياً في أجواء المنطقة، خصوصاً فوق البحر. وذلك لرصد قوارب مشتبهة قد تنقل اتباع بن لادن الى البر الصومالي.