لندن - "الحياة"، رويترز - ظل سعر الين قريباً جداً من أدنى مستوياته منذ ثلاثة أعوام ازاء الدولار أمس الأربعاء بعد تصريحات لوزير الخزانة الأميركي بول اونيل لم يشر فيها إلى اعتراض أميركي قوي على انخفاض الين. وتراجع الاهتمام باليورو بعض الشيء الأسبوع الجاري في ظل انخفاض الين. لكن العملة الأوروبية الموحدة ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ أسبوع أمام الدولار، مع ترقب المتداولين لشهادة فيم دويزنبرغ، رئيس البنك المركزي الأوروبي أمام البرلمان الأوروبي، والتي يستبعد المحللون أن تجدد الآمال بخفض أسعار الفائدة الأوروبية. وركز أونيل في حديثه في طوكيو على ضرورة اسراع اليابان في تنفيذ الاصلاحات بدلاً من مناقشة قيمة الين. لكنه قال إن التشبث بعملة ضعيفة لن يحل مشاكل اليابان الهيكلية، معرباً عن اعتقاده بأن اليابان لا تدفع الين إلى الهبوط عمداً. من جهته، قال المحلل جو بريندرغاست من "كريدي سويس فيرست بوسطن" إن "أونيل لم يشجع سياسة الين الضعيف، لكنه ووزارة الخزانة لن يتضايقا من ين ضعيف إذا كان هبوطه متماشياً مع أساسيات الاقتصاد". وأضاف ان "تصريحاته كانت كافية لأن يحافظ الين على انخفاضه. ونحن نشهد في الوقت الراهن اتجاهاً صعودياً في الاحصاءات الأميركية، في حين يسود الركود اليابان. وإذا ظل الحال على ما هو عليه، فإن الين سينخفض أكثر". وفي الواحدة والدقيقة 59 بتوقيت غرينتش، سجل الين 23.134 ين للدولار، مقترباً من أدنى مستوياته منذ ثلاثة أعوام عند 48.134 ين الذي بلغه في الجلسة السابقة. وتراجع الين أيضاً ازاء العملات الأخرى، فهبط إلى أدنى مستوياته منذ أسبوعين أمام اليورو، متجاوزاً مستوى 119 يناً لليورو، واقترب من أدنى مستوياته منذ عامين ونصف العام أمام الاسترليني والفرنك السويسري. وقال اونيل إنه لا يعتقد أن خفض الين المتعمد جزء من جدول أعمال الاصلاح الاقتصادي في اليابان. لكنه وجه تحذيراً شديداً من أن ذلك لن يفيد. لكن على رغم ذلك، بدت لهجته معتدلة بالمقارنة مع اعتراضات مباشرة من قبل عدد كبير من الدول الآسيوية التي اتهمت اليابان بدخول دورة حفض تنافسي للعملات الوطنية، وذلك بعدما هبطت قيمة الين بنسبة 15 في المئة أمام الدولار في الأشهر الأربعة الماضية. من جهتها، أكدت اليابان عدم تدخلها في أسواق الصرف من خلال تأكيد وزير المال ماساجيرو شيوكاوا ورئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي مجدداً ضرورة ترك سعر الصرف لقوى السوق. في لندن، ارتفع سعر الجنيه الاسترليني قليلاً ازاء اليورو والدولار أمس. إلا أن مكاسبه ما لبثت أن توقفت بسبب تصريحات أبدت فيها وزيرة التجارة والصناعة البريطانية باتريشيا هيويت تأييدها للانضمام لليورو. وأكدت هيويت لصحيفة "تايمز" مجدداً تأييدها لانضمام بلادها إلى العملة الأوروبية الموحدة، قائلة إن الصناعة ستستفيد من هذه الخطوة. وأضافت انه يبدو ان هناك "خطأ أساسياً في سعر صرف اليورو مقابل الجنيه الاسترليني، في الوقت الذي يسعى المنتجون البريطانيون إلى تحقيق أرباح من صادراتهم إلى منطقة اليورو".