} واصلت العملة اليابانية تدهورها مقابل العملات الرئيسية أمس مسجلة ادنى مستوى لها مقابل الدولار منذ ثلاثة أعوام وسط دلائل على ان السلطات المالية اليابانية قررت ترك العملة تحت رحمة قوى السوق. كما ارتفع الدولار مقابل اليورو على رغم ان ارقام اجمالي الناتج المحلي في الولاياتالمتحدة المعدلة عن الربع الثالث من السنة الجارية جاءت اسوأ من التوقعات. ولم تتأثر اسواق القطع أمس بازمة الارجنتين، اذ يعتقد انه تم استيعابها بالفعل في السوق. وتراجعت اسعار الاسهم في طوكيو وهونغ كونغ ولندن أمس وارتفعت في المانيا وفرنسا وعند افتتاح بورصة نيويورك. لندن - "الحياة"، رويترز - تراجع الين امام الدولار أمس ولليوم السابع على التوالي مسجلاً ادنى مستوياته منذ اكثر من ثلاثة أعوام مقابل العملة الاميركية، مع تزايد التكهنات بان اليابان لن تقف في طريق انخفاض العملة. وما أثار هذا الاعتقاد تصريحات زيمبي ميزوغوتشي رئيس المكتب الدولي في وزارة المال اليابانية الذي قال ان ضعف الين مجرد اتجاه تصحيحي بعد ارتفاعه الكبير، اذا وضعت في الاعتبار الاساسيات الاقتصادية. واقر وزير المال الياباني ماساجورو شيوكاوا بان الانخفاض الذي يشهده الين في الفترة الاخيرة "ليس غير ملائم" وانه يعكس الاساسيات الاقتصادية. وقال توني نورفيلد من "أي بي ان امرو": "يبدو ان اليابان تقود الين للانخفاض لدعم صادراتها واسعار الاسهم ... ولم يتضح الى اي مدى سيتركون الين ينخفض ولكنهم يلعبون لعبة خطرة". وتحاول وزارة المال اليابانية اظهار هبوط الين على انه مجرد تصحيح طبيعي وليس محاولة من جانب اليابان للخروج من الازمة من خلال خفض متعمد لقيمته. وقال شوغو ناغايا من مؤسسة "نومورا تراست اند بانكينغ": "المسؤولون الاميركيون أيضاً يلتزمون الصمت، ما يسهل بدرجة اكبر شراء الدولار وبيع الين". واضاف: "التركيز سينصب على ما يقوله المسؤولون اليابانيون عندما ينخفض الين متجاوزا 130 يناً للدولار. وسيبدأون في القلق من ان يثير ذلك موجة بيع واسعة النطاق لكل الاصول اليابانية تشمل بيع الاسهم او هبوط السندات الحكومية اليابانية". ويقول محللون ان مثل هذه الخطوات من جانب السوق من شأنها اثارة المزيد من الاضطرابات في الاقتصاد الياباني. وانخفضت العملة اليابانية بالفعل بمقدار ستة ينات مقابل الدولار واليورو هذا الشهر وسط ضغوط متزايدة على اليابان لتسهيل سياستها النقدية مع تزايد المؤشرات على عمق الركود الاقتصادي الذي تمر به البلاد. ومع بلوغ أسعار الفائدة على الين بالفعل مستوى الصفر يقول المحللون ان اليابان ليس امامها خيارات تذكر سوى قبول انخفاض العملة لمكافحة الانكماش والاعتماد على الصادرات في تحقيق الانتعاش. وارتفع الدولار بنسبة واحد في المئة الى 129.70 ين في الاسواق الاوروبية أمس، وهو أعلى مستوى له منذ تشرين الاول اكتوبر عام 1998، من 128.56 ين في اواخر التعامل في نيويورك أول من أمس. وانخفاض الين بدرجة اكبر من شأنه كذلك اثارة شكاوى من شركاء اليابان التجاريين في آسيا الذين تتنافس صادراتهم في الاسواق العالمية. وقال مسؤول عن اسواق الصرف في كوريا الجنوبية أمس ان تفضيل اليابان لين ضعيف امر غير مرغوب فيه وحذر من ان سيول مستعدة لاتخاذ اجراءات لمعادلة اثر ذلك على عملتها الوون. وتراجع اليورو الى 0.8908 دولار في التعاملات الاوروبية أمس مقابل 0.8974 يورو في اواخر التعامل في اوروبا أول من أمس و0.9005 دولار في نيويورك. ولم يتأثر الدولار مقابل اليورو من اعلان الحكومة الاميركية ان اجمالي الناتج المحلي المعدل في الربع الثالث من السنة الجارية كان تراجع بنسبة 1.3 في المئة مقابل توقعات بتراجعه بنسبة 1.1 في المئة. وارتفع اليورو الى 115.68 ين، وهو اعلى مستوياته منذ عامين، مقابل 115.408 ين اول من أمس. وقال متعاملون في طوكيو ان هبوط الين استمر بعدما خفض بنك اليابان المركزي تقويمه للاقتصاد للشهر السابع على التوالي. وكانت حركة التعامل هزيلة قبل عطلة عامة في اليابان يوم الاثنين. وزاد من تفاقم ازمة الين المزيد من البيانات السلبية، اذ انخفض مؤشر يحظى باهتمام المراقبين لتقدير اتجاه اجمالي الناتج المحلي، ما يشير الى استمرار المشاكل في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وقالت الحكومة في تقديرات رسمية صدرت يوم الاربعاء الماضي انها تتوقع ان ينكمش اجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المئة خلال السنة المالية التي تنتهي في آذار مارس المقبل والا يحقق اي نمو او انكماش في السنة المالية 2002/2003. الارجنتين وأبدت حكومات العالم ثقة وان كانت مشوبة بالقلق في ان تتمكن الارجنتين من التغلب على اعمال العنف المناهضة للحكومة دون الانزلاق الى ازمة اعمق بعدما اضطر الرئيس فردناندو دو لا روا الى تقديم استقالته أول من أمس. ومن دون اشارات واضحة عمن سيحمل المسؤولية في بوينس ايريس لم تقدم الولاياتالمتحدة او صندوق النقد الدولي اي بادرة على الاستعداد لانقاذ الارجنتين بطرح خطة معونات مالية. واعربت الولاياتالمتحدة عن ثقتها في قدرة النظام الديموقراطي في الارجنتين على التعامل مع الازمة وهي الاسوأ التي تشهدها البلاد منذ الثمانينات، في حين قال وزير الخزانة الاميركي بول اونيل ان الارجنتين لن تقدر على سداد خدمة ديونها الخارجية البالغة 132 بليون دولار. الاسترليني وارتفع سعر الجنيه الاسترليني الى اعلى مستوياته منذ خمسة اسابيع امام اليورو أمس بعدما قال ايدي جورج محافظ بنك انكلترا المركزي ان هناك خطورة حقيقية من تطبيق سياسة نقدية موحدة. وأكدت تصريحاته تعليقات صدرت عن اليورو اذاعتها محطات اذاعة وتلفزيون المانية مساء أول من أمس عن ان تطبيق سياسة نقدية موحدة لجميع الدول في وقت واحد ليس هو الحل الامثل. وقال جورج في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية ان الانتعاش العالمي سيكون قد بدأ بحلول مثل هذا الوقت من السنة المقبلة، كما ان الآثار الناجمة عن الازمة الارجنتينية تم استيعابها بالفعل في السوق. وسجل الاسترليني 61.88 بنس مقابل 62.11 بنس في اواخر التعامل في نيويورك أول من أمس، و1.4445 دولار مقابل 1.4496 دولار. كما ارتفع الاسترليني امام العملة اليابانية الى 187.22 ين وهو أعلى مستوى منذ عامين ونصف العام.