أثار السويد صباح أمس خبر مفاده ان شابة كردية في السادسة والعشرين من العمر سقطت ضحية "جريمة شرف" نفذها والدها في وقت متقدم من ليل أول من امس في مدينة اوبسالا الجامعية امام أنظار والدة الضحية واختيها الصغيرتين. الشابة فاطمة وجه معروف في الأوساط الاعلامية والاجتماعية والسياسية منذ العام 1998 عندما وقعت في حب شاب سويدي لم يرض عنه والدها، فأخذت قرارها بالانفصال عن العائلة والعيش وحيدة وسط تهديدات مستمرة من الأب بقتلها على مخالفتها ارادته. خرجت فاطمة عن كنف عائلتها وراحت تؤسس لموجة تغيير اجتماعية وسط الشابات الاجنبيات. حصلت على دعم كبير من أبرز سياسيي السويد مثل وزيرة الاندماج منى سالين التي ما ان وصلها خبر مقتل فاطمة حتى قالت: "أذرف الدمع على تلك الشابة الحرة منذ الصباح ولكن ما ان تجف دموعي سأتحرك على كل المستويات لمنع تكرار ما حصل، وذلك عبر اعادة النظر في بعض القوانين وتسهيل مراكز حماية للفتيات المعرضات للعنف العائلي". ولكن رصاصات والد فاطمة التي مزقت رأسها كانت أقوى من دموع الوزيرة. فوالد فاطمة اتخذ قراره منذ العام 1998 عندما خرجت فاطمة عن كنفه وظهرت في وسائل الاعلام تقول: "يجب على رجال مجتمعنا ان يغيروا من عاداتهم السيئة وان يتركوا للمرأة ان تعيش حرة بعيدة عن عنفهم. انا لست نادمة على قراري بالاستقلالية ولا يوجد من يساندني سوى صديقي الذي أحبه". ولكن فرحة فاطمة لم تكتمل وقتها، إذ توفي صديقها بعد شهور في حادث سير وبقيت وحيدة تعيش حياتها بسرية. عادت وظهرت مرة اخرى في الاعلام المحلي لتقول: "يحاول والدي وبعض أفراد عائلتي ملاحقتي ليلحقوا بي الأذى، ولكن لن أعطيهم فرحة موتي وسأستمر في تشجيع فتيات مجتمعي على استرداد حرياتهن". ولكن والد فاطمة فاجأ الجميع عندما تسلل خلسة ليل أول من امس الى شقة أختها الصغرى حيث كانت فاطمة تودع أمها مسافرة الى كينيا لتعمل على اطروحتها في مجال العلوم الانسانية، فأطلق عليها رصاصة في الرأس ثم سلم نفسه الى الشرطة معترفاً بأنه قتل ابنته من اجل "الحفاظ على الشرف". وبهذا تصبح هذه الجريمة الرقم 6 التي تشهدها السويد خلال سبعة اعوام.