كشفت مصادر سياسية عربية في القاهرة ل"الحياة" تفاصيل ما دار في لقاء الرئيس صدام حسين والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في بغداد أول من أمس، ووصفت المصادر صدام بأنه "كان مرناً وغير متشدد"، وأنه "سمع موسى جيداً كما وعده بالتفكير الجدي في طروحاته". وكان موسى تحدث مع صدام في ضرورة عدم اتاحة الفرصة للولايات المتحدة لتوجيه ضربة الى العراق وذلك عن طريق "تغيير في الخطاب العراقي على المستويين السياسي والإعلامي". وأشارت المصادر الى أن موسى ألحّ في حديثه عن الشق العربي في الأفكار التي بحثها مع صدام على أهمية "رأب الصدع العربي" و"حل مشكلة المفقودين". وأوضحت أن اللقاء بين صدام وموسى الذي دام أكثر من ساعتين بدأ بترحيب بالغ من الرئيس العراقي بموسى حيا أثناءه مواقفه القومية معرباً عن ثقته بقدراته. وقالت المصادر ان موسى طلب صراحة "تحريكاً في الموقف العراقي تجاه الاشقاء العرب"، ورد صدام بأن "بغداد تتحرك" و"أرسلنا وزير الخارجية ناجي صبري في جولة عربية"، وأشار الى زيارة مقبلة لصبري لكل من روسيا والصين. وأعرب صدام خلال اللقاء عن قناعته بأن مشكلة العراق ليست مع الولاياتالمتحدة إنما مع الكويت، و"أن تليين الموقف الكويتي" كفيل بحل الأزمة. وأوضحت المصادر أن موسى سينقل الى القادة العرب والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان "رسائل" فحواها "استعداد العراق للتجاوب عربياً ودولياً بما يؤدي الى رفع الحصار". وذكرت ان الأمين العام للجامعة، الذي فتحت بغداد الباب امامه للتحرك، متحمس وسيواصل مشاوراته خلال الفترة المقبلة ليصل الى "تصور محدد" يعرضه على قمة بيروت في آذار مارس المقبل، موضحة ان هذه التحركات ستشمل الولاياتالمتحدة التي يزورها نهاية الشهر الجاري والسعودية والكويت، وأضافت أن الحديث عن جولة مكوكية لموسى بين الأطراف المعنية في ملف "الحالة بين العراقوالكويت" سابق لأوانه. الى ذلك أ ف ب اقترح احمد منذر المطلق رئيس لجنة عراقية غير حكومية للمفقودين العراقيين خلال حرب الخليج 1991، تبادل الزيارات مع الكويت للبحث في قضية المفقودين من البلدين. وأضافت اذاعة بغداد ان المطلق، الذي رفع مذكرة في هذا الصدد الى عمرو موسى، قال: "ان لجنتنا مستعدة، من اجل انهاء قضية المفقودين الانسانية هذه، للتوجه الى السعودية والكويت واستقبال وفود شعبية من هذين البلدين في العراق".