على رغم محاولات شرطة المرور ضبط عمل سائقي "التاكسي" ومراقبة تشغيل عدادات الأجرة، فإن أساليب السائقين لإخفاء العداد وتوقيفه أصبحت أكثر من أن تضبط. إذ يغطي بعضهم العداد بقطعة من قماش، وعلى الراكب أن يتمتع بجرأة كافية ليطلب من السائق رفعها، إذ يقابل عندها بالشتم أو برميه عند أقرب زاوية. وقد يتناسى السائق أن يعيد العداد الى الصفر بعد صعود راكب جديد. أو يتظاهر بأن العداد معطل أو أن سيارته تتبع مكتباً خاصاً ويطلب من الراكب دفع مئة ليرة للتوصيلة الواحدة حتى وان كانت قصيرة. فإذا رفض، يلجأ السائق الى المساومة: "ما رأيك بخمس وسبعين... ستين... وبعضهم لا يساوم بل يقول ببساطة: "الله معك عمي!". ويطلب بعض السائقين أجرة تتناسب مع المكان المقصود. فالذهاب الى شارع "أبو رمانة"، مثلاً، يكلف أكثر من الذهاب الى "الطبالة" أو أي مكان شعبي آخر. وغالباً ما ينتقي السائقون زبائنهم، فهم يفضلون الشابة على المسنة والأجنبي أو الخليجي على السوري. لذا يصعب العثور على سيارة أجرة في الصيف. فالسائقون يفتشون عن السائح الخليجي الذي أصبح، بحسب قول أحمد عزيز أحد سائقي التاكسي: "يعرف حيل السائق ويشترط عليه تشغيل العداد". وخلافاً لسائقي التاكسي في البلدان المتطورة لا يتبع سائقو التاكسي في سورية أي دورة خاصة أو مدارس متخصصة، بل ان قيادة التاكسي مهنة مفتوحة للجميع. فبعض سائقي التاكسي من أصحاب الشهادات الجامعية. وكثيرون منهم لا يعرفون الشوارع والمناطق المختلفة في دمشق، فهم "جديدون على المصلحة" وعليك ان تعلمهم الطرق وأن تدلهم إلى المكان المطلوب... أما البعض الآخر فيرفض أن تدله أو أن تطلب منه ان يسلك طريقاً ما. فهو حتماً أقدر منك على فهم الشوارع وطولها والوقت الذي يتطلبه سلوكها، وإذا استطعت اقناع احدهم باتباع أحد الطرق، كان عليك أن تتحمل تهكمه طوال الطريق وقوله: "أنا السائق أم أنت؟ قضيت في هذه المصلحة 25 عاماً". ويروي احد السائقين "أوقفني شرطي لأنني لا ألبس اللباس المخصص لسائقي التاكسي، وأخذ مني 500 ليرة أي غلة يوم كامل لمجرد أنني لم أحمل معي الجاكيت اللعين". ويبقى الركوب في سيار أجرة في شوارع دمشق المزدحمة هماً يبدأ في كيفية الحصول على سيارة أجرة أولاً وفي أن يرضى السائق عن المكان الذي تريد الذهاب اليه ثانياً. فهو يسألك فور وقوفه "لوين يا أخي". وإذا لم يكن المكان على هواه، عليك انتظار سيارة أخرى ومزاج آخر.