خلا الخطاب الذي ألقاه الرئيس صدام حسين امس في الذكرى الحادية عشرة لاندلاع حرب الخليج من أي اشارة الى الدول العربية، سلباً او ايجاباً، ما يؤكد مساعي العراق لتحقيق انفراج في علاقاته العربية. تزامن ذلك مع تجديد وزير الخارجية العراقي ناجي الحديثي استعداد بغداد لاستقبال وفد كويتي للبحث في مسألة المفقودين، فيما قالت مصادر ديبلوماسية عراقية في القاهرة ان بغداد ستطرح على الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الذي يتوجه اليها اليوم في اول زيارة لأمين عام للجامعة منذ الغزو العراقي للكويت عام 1990، "مبادرة" لتسوية ملف الأسرى والمفقودين. في الوقت ذاته، حذر رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب امس من عواقب توجيه ضربة عسكرية الى العراق، مشيراً الى ان الملك عبدالله يبذل جهوداً لتفادي مثل هذه الضربة. وقالت مصادر في الجامعة ان موسى سيلتقي الرئىس صدام حسين ونائبه طه ياسين رمضان، فيما ذكر مصدر ديبلوماسي عربي ان الأمين العام سيزور الكويت خلال ايام قليلة لاطلاعها على "المبادرة العراقية وسبل توحيد الموقف العربي في مواجهة التهديدات للعراق". واشار مصدر في الجامعة الى ان موسى سيناقش مع القيادة العراقية "عدم اعطاء اميركا فرصة لتنفيذ تهديداتها المبطنة بتوجيه ضربة عسكرية الى العراق"، لافتاً الى "التحركات الهادفة الى ربطه بالارهاب". ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر ديبلوماسي قوله ان "العراق سيثير مع موسى كل المواضيع الخاصة بالملف العراقي - الكويتي، وسيطرح مبادرة لاغلاق ملف المفقودين والأسرى الكويتيين والسعوديين". وقال صدام في خطابه، بعد ساعات على تحذير جديد وجهه الرئيس جورج بوش الى بغداد من عواقب رفضها عودة المفتشين، ان العراق "لن يفاجئه شيء، وحال مما تحسّب له وأعد له". وشدد على ان "احداث الحادي عشر من ايلول سبتمبر، وردود فعل اميركا عليها، جاءت لتكشف على نطاق واسع كيف ان اميركا سائرة لتجعل العالم كله بقلبه، وكثيراً منه بلسانه.. ضدها". وذكّر بمقولة له قبل احدى عشرة سنة قائلاً: "اميركا ستنزاح من القمة الى بداية السفح مع سقوط اول قنبلة تطلقها على بغداد، ولن تستقر على القمة التي تربعت عليها قبل السابع عشر من كانون الثاني يناير 1991، ولن تستطيع بعد ذلك معاودة الصعود الى القمة ابداً" راجع ص3. في عمان أ ف ب اكد رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب امس خلال لقائه رئيس مجلس الأعيان واعضائه "حرص الاردن الدائم على وحدة العراق الشقيق وسلامته الاقليمية وسيادته على كامل اراضيه واجوائه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية".