} أعلن الرئيس صدام حسين ان العراق مستعد لأي هجوم أميركي و"سينتصر على أي عدوان"، مؤكداً في ذكرى اندلاع حرب الخليج التي مهدت لتحرير الكويت أن العراقيين تعلموا من هذه الحرب. وقال انه يتوقع "سقوط أميركا إذا لم تغير طريقتها في التعامل مع العالم ومع ذاتها" لتتعلم من "دروس جديدة". بغداد - أ ف ب، رويترز - اعتبر الرئيس صدام حسين في خطاب ألقاه أمس في الذكرى الحادية عشرة لاندلاع حرب الخليج ان الولاياتالمتحدة "تتدحرج من القمة"، مؤكداً ان العراق "سينتصر على اي عدوان" تشنه عليه، وأن العراقيين تعلموا من الحرب. وحمل الرئيس العراقي بعنف على الادارة الاميركية، معتبراً ان "اميركا سائرة الى الهاوية"، على رغم انها "قادرة على الضرب والتدمير". وزاد ان "الصعود الى القمة لا يحققه امتلاك القوة الغاشمة". وقال ان "المسؤولين الأميركيين لم يؤسسوا حتى الآن حضارة، بل أسسوا لقوة خالية من الالتزام الأخلاقي والمعاني التأريخية المستندة الى ما يرضي الله". وزاد ان الاعتداءات التي استهدفت الولاياتالمتحدة في 11 ايلول سبتمبر الماضي "وردود فعل أميركا عليها، جاءت لتكشف كيف أن أميركا سائرة لتجعل العالم كله بقلبه ضدها وضد دورها الذي تقوم به أو خططت لتقوم به". ورأى صدام في الخطاب الذي بثته محطات الاذاعة والتلفزيون العراقية ان عدم مراجعة الولاياتالمتحدة أسباب الاعتداءات "قبل سعيها الى معرفة المسببين والانتقام منهم، وعدم اتعاظها لتكون أمام دروس جديدة، جعلا الزمن يتسارع ليشهد السقوط". وأضاف: "سيكتب لابناء هذا الجيل ان يشهدوا سقوط اميركا إذا لم تغير طريقتها في التعامل ليس مع العالم فحسب بل مع ذاتها ايضاً، ومن خلال النظرة الى ذاتها والتصرف على هذا الأساس بانصاف وعدالة، والنظرة الى صلتها وجذورها في العالم". واشار إلى أن بدء الهجوم على العراق في السابع عشر من كانون الثاني يناير 1991 هو "أول يوم من بداية الصفحة العسكرية الكبرى في المنازلة"، وكرر ان هذه الذكرى هي "يوم في المنازلة العظيمة أم المعارك الخالدة التي أراد الله ان تستمر حتى يومنا هذا". وشدد على ان الشعب العراقي "لن يفاجئه شيء وحال مما تحسب له وأعد له، وسيكون المستقبل له مثلما هو الحاضر"، شعب "عرف اين الحق واين الباطل وعرف مواطن قوته واستخدامها، وعرف أعداءه الأساسيين او المتغيرين والمتلونين الظاهر منهم والباطن وأعد لهم". ووجه "تحية الى كل مؤمن غيور وكل عربي اصاب قلبه وجع ضربات العدو على جيش العراق وشعبه وممتلكاته"، مختتماً خطابه بهتاف "بحياة فلسطين حرة عربية وابتهال الى الله ان يكون مع محرريها". وكان الرئيس الاميركي جورج بوش جدد ليل الاربعاء تحذيراته الى صدام، مطالباً اياه بالموافقة على عودة مفتشي الاسلحة. وقال خلال استقباله رئيس الوزراء التركي بولنت اجاويد في البيت الابيض: "انتظر من صدام حسين ان يسمح بعودة المفتشين الى بلاده، نريد ان نعرف هل يطور اسلحة للدمار الشامل. هو يؤكد انه لا يفعل، فليترك العالم يحكم في ذلك، واذا لم يوافق سنهتم به في الوقت المناسب". وأعلن قبل لقائه اجاويد انه سيبلغه حرص واشنطن على "التشاور في شكل وثيق" مع تركيا في شأن أي قرار يتخذه. ولفت الى ان تركيا "حليف وصديق، وحتى الآن لم يُتخذ أي قرار عسكري يتعدى المسرح الأول للعمليات في افغانستان". وكانت أنقرة أبدت مخاوف من أن ضرب العراق قد يؤدي الى تفتيته، وقيام دولة كردية في شماله، مما يشجع الأكراد في تركيا على خطوة مماثلة. وأعرب اجاويد عن ارتياحه لاستعداد الولاياتالمتحدة لاقامة شراكة اقتصادية مع تركيا، فيما أعلن بوش رفع القيود على سفر الأميركيين الى هذا البلد. هولاكو وجنكيزخان وفي سياق احياء بغداد ذكرى اندلاع حرب الخليج، حمل وزير الخارجية ناجي صبري بعنف على الادارة الأميركية، فشبهها بالمغول الذين دمروا العاصمة العراقية في القرن الثالث عشر. وداس خلال افتتاحه أمس معرضاً، صورة يظهر فيها الرئيس جورج بوش. وفي تصريحات أدلى بها الى الصحافيين في افتتاح معرض للصور عن المنشآت المدنية التي دمرها القصف خلال الحرب، وصف ناجي صبري الأميركيين بأنهم "متوحشون أعادوا الى الأذهان حقد المغول والتتار وكل الأقوام المتوحشة التي حاولت أن تؤذي هذا البلد الخير. انهم قوم متوحشون مثلما كان المغول وغزوات هولاكو وجنكيزخان". ومشى الوزير على صورة طولها عشرة أمتار وعرضها متر ونصف تحمل صوراً للرؤساء بوش الأب وبوش الابن وبيل كلينتون، ورئيسي وزراء بريطانيا السابقين مارغريت ثاتشر وجون ميجر. وقال صبري ان المعرض "يقدم شواهد على حقد الحاقدين وعلى ايغال المجرمين في الجريمة والشر ضد هذا البلد المؤمن، وشواهد على الارادة الجبارة للشعب العراقي".