} اعتقلت القوات الاميركية في افغانستان 14 مقاتلاً من تنظيم "القاعدة" وأبقت اثنين منهم وصفتهما بأنهما "مهمان" في حوزتها وسلمت الآخرين الى السلطات الافغانية، وكشفت ان التحقيق مع المعتقلين ساعد في احباط هجمات. فيما اعلن ناطق باسم الحكومة المحلية في ولاية قندهار ان كبار مسؤولي طالبان الذين يستسلمون طوعاً للادارة الجديدة حصلوا على وعد بالعفو التام وبعدم تسليمهم الى الولاياتالمتحدة. واشنطن، قندهار أفغانستان - رويترز، أ ب - أعلن رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز اعتقال 14 مقاتلاً تابعين ل"القاعدة" في منطقة خوست في مقاطعة بكتيا الشرقية صودرت في حوزتهم اجهزة كومبيوتر وهواتف نقالة و"بعض الاسلحة الخفيفة ومستندات تدريب" قرب مجمع كهوف في شرق افغانستان كان تعرض لقصف شديد. ووقعت هذه الاعتقالات بعدما انتقلت الفرق الاميركية من تمشيط منطقة تورا بورا لتركز على مجمع زوار كيلي الذي استخدمه رجال "طالبان" معسكر تدريب لهم قرب خوست. واعلن مايرز ان اثنين من المعتقلين اعتبرا "مهمين" ونقلا الى مركز اعتقال أميركي في قندهار فيما سلم الآخرون الى مسؤولين أفغان. ووصف مايرز الاثنين بأنهما من الاعضاء البارزين في "القاعدة" ما يعني ان لديهما معلومات عن عمليات التنظيم واعضائه. وقال مسؤول العمليات العسكرية في افغانستان الجنرال تومي فرانكس انه يمكن التعرف الى اهمية هذين الشخصين من خلال "طريقة تصرفهما ولغتهما". لكنه قال انه لم يعثر على ادلة مباشرة مخزنة على الاقراص الصلبة في أجهزة الكومبيوتر او على وثائق صودرت من الكهوف في الاسابيع الاخيرة تربط بن لادن وشبكة "القاعدة" بالهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة في 11 ايلول سبتمبر وأودت بحياة اكثر من ثلاثة آلاف شخص. وأضاف: "اشارت الاقراص الصلبة التي عثر عليها الى اتصالات اجريت بين عدد من الاشخاص داخل التنظيم. وسنحاول ربط الاجزاء كلها في ما بينها لتحديد ما اذا كانت هناك اي علاقة مباشرة تربطهم بالهجمات". وأشار مايرز في مؤتمر صحافي في البنتاغون الى ان القوات الاميركية وجدت مجموعة ابنية وكهوف متواصلة في منطقة خوست أثناء عمليات التمشيط بحثاً عن بن لادن والملا عمر. وأوضح: "المجمع واسع جداً ويغطي مساحة كبيرة من الاراضي. ويقول سكان المنطقة انه ليس كبيراً فحسب بل ضخم ايضاً". وذكر مايرز ان عدد مقاتلي "طالبان" و"القاعدة" المحتجزين لدى القوات الاميركية في افغانستان وحولها ارتفع الى 364 وان القوات الاميركية تنوي نقلهم قريباً الى قاعدة اميركية في خليج غوانتانامو في كوبا. وكشف ان التحقيق مع المعتقلين زود الاميركيين معلومات قيمة و"نعتقد اننا احبطنا بعض الهجمات"، لكنه رفض اعطاء تفاصيل. وأكد ان القوات الاميركية تتابع تفتيشها لمجمع الكهوف بينما قصفت الطائرات المنطقة ثانية مساء اول من امس بعد قصف متكرر منذ الخميس. وقال فرانكس ان القوات الاميركية تفتش الكهوف واحداً واحداً بحثاً عن معلومات توضح مدى عمق تنظيم "القاعدة" الذي يدير عمليات في اكثر من 60 دولة. وأضاف: "نبحث في استمرار عن معلومات تسمح لنا باحباط عملية ارهابية في مكان ما في الولاياتالمتحدة او اي مكان آخر في العالم". من جهة أخرى، اطلقت الحكومة الانتقالية سراح زعماء افغان سابقين في حكومة "طالبان"، كوزير الدفاع وقادة آخرين، بعدما استسلموا للحكم الجديد. وقال مسؤول من قندهار انه سيسمح لهم بالعيش في افغانستان بين عائلاتهم ولن يتم تسليمهم الى الولاياتالمتحدة. وأضاف جلال خان وهو مسؤول قريب من حاكم قندهار غول آغا انهم نالوا عفواً شاملاً بعد اعترافهم بالادارة الانتقالية في كابول برئاسة حميد كارازي. وأوضح: "هؤلاء الرجال الذين استسلموا اخواننا وسمحنا لهم بالعيش بسلام. لن نسلمهم للولايات المتحدة، لكنهم لن يشاركوا في الحياة السياسية". والزعماء المستسلمون هم وزير الدفاع الملا عبيدالله ووزير العدل نور الدين الترابي الذي فرض اقسى الاجراءات والقوانين في عهد "طالبان"، وعبد الحق وهو المسؤول عن الامن في مقاطعة هيرات التي قبلت على مضض تدابير "طالبان" المتشددة، ووزير المناجم الملا سعد الدين، ومسؤولون رفيعو المستوى هم ريس عبدالوحيد وعبدالسلام راكتي ومحمد صديق. وأثار العفو عن المسؤولين السابقين في "طالبان" انزعاج الحلف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. لكن الملازم جايمس جارفس من البحرية الاميركية قال في مؤتمر صحافي في مطار قندهار، حيث يوجد اكثر من 300 سجين من "القاعدة"، ان بلاده لا تعارض اطلاق سراح القادة السابقين في حركة "طالبان"، موضحاً: "لسنا الآن في صدد مناقشة من سيسجن ومن سيخلى سبيله". الى ذلك، اعلن ناطق باسم حاكم قندهار، كبرى مدن جنوب شرقي افغانستان، ان زعيم "طالبان" الملا محمد عمر موجود حالياً "في وسط افغانستان". وأكد خالد بشتون الناطق باسم الحاكم حاجي غول آغا : "على حد علمنا، انه في مكان ما في وسط افغانستان وبنوع خاص وسط غربي البلاد وقد يكون في ولايات غور او اوروزجان او هلمند". وتقع ولايتا غور واوروزجان في وسط افغانستان. اما ولاية هلمند الشاسعة فتمتد من وسط البلاد حتى حدودها الجنوبية. واضاف الناطق: "سنعلن في الاسبوعين المقبلين على الملأ اين يوجد بالتحديد. لا نريد التحدث عن ذلك الآن لأسباب عدة". وكان مسؤولون افغان اكدوا الاسبوع الماضي انه تم تحديد مكان وجود الملا عمر في قطاع باغران شمال ولاية هلمند وانه قد يسلم قريباً الى القوات المناهضة ل"طالبان" او القوات الاميركية. وأعلن مسؤول في اجهزة الاستخبارات ايضاً السبت الماضي ان زعيم "طالبان" غادر هلمند الى جهة مجهولة.