أتفق قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم الثانية والعشرين في مسقط على استرتيجية "تفاعل ايجابي" مع المتغيرات الدولية. وجددوا اعلان مواقف دولهم من تداعيات الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة في 11 ايلول سبتمبر الماضي. كما وافقوا على ربط اليمن تدريجاً بمجلس التعاون وإعطائه عضوية بعض المنظمات الاقليمية الخليجية غير السياسية. وفي صنعاء توقعت مصادر قريبة من الحكومة اليمنية ان تعلن في اجتماعها الاسبوعي اليوم ترحيبها بالخطوة التي قررتها قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية امس في مسقط لجهة انضمام اليمن الى عدد من المنظمات في اطار مجلس التعاون. وقالت هذه المصادر ل"الحياة" امس ان الحكومة اليمنية تدرس بعناية ما جاء في البيان الختامي لقمة مسقط أمس، وتوقعت ان تعلن ترحيبها في ضوء تأكيدها المستمر بأن اليمن هو جزء من نسيج دول الخليج والجزيرة العربية وامتداد استراتيجي لها، وان ما اتخذه اشقاؤه في مجلس التعاون هو "خطوة يؤمل بأن تليها خطوات اخرى أكثر تقدماً تحقق التكامل بين دول المنطقة وتعزز الشراكة بين هذه الدول في ضوء العلاقات المتينة والراسخة والمتميزة في ما بينها". وكان قادة دول الخليج الست عقدوا خلال اليومين الماضيين اجتماعاً بحضور وزراء الخارجية والاقتصاد اتبعوه بلقاء مغلق اقتصر على القادة فقط، بحثوا فيه اساليب التعامل مع المتغيرات الجديدة في العالم. وبدا، وفق مصادر القمة، ان هناك قلقاً خليجياً من استحقاقات الأزمة التي يمر بها العالم ومن انعكاساتها على دولهم، لذلك وجدوا ان الأسلوب الأمثل للتعامل معها هو "التجاوب" مع المتغيرات، وأكد القادة في البيان الختامي للقمة دعمهم للتحالف الدولي ضد الارهاب بقيادة الولاياتالمتحدة، واستعدادهم الكامل للتعاون مع المجتمع الدولي لمواجهة هذه الظاهرة. ولكنهم جددوا دعوتهم لعقد مؤتمر قمة عالمي لوضع أسس وقواعد دولية لمحاربة الارهاب ومسبباته. ولوحظ ان القادة الخليجيين وافقوا على تنفيذ استراتيجية أمنية خليجية مشتركة لمكافحة ظاهرة التطرف المصحوب بالارهاب وغسل الاموال. وهذه تشكل احد الاستحقاقات المطلوبة لمواجهة تداعيات أحداث 11 ايلول. وفي شأن المتغيرات في افغانستان، رحب القادة في بيانهم ب"التطورات الايجابية التي شهدتها افغانستان أخيراً المتمثلة في تشكيل حكومة انتقالية برئاسة حامد كارزاي"، مؤكدين "استعداد دولهم للتعاون مع الحكومة الجديدة لتحقيق ما يصبو اليه الشعب الافغاني في الاستقرار والتنمية الاقتصادية". ولم يشر البيان الختامي الى استعداد دول المجلس للمشاركة في الجهود الدولية لاعادة اعمار افغانستان كما كان مقترحاً في السابق، وعلم انه ارتؤي التريث بإعلان ذلك لمعرفة ما سيتم خلال مؤتمر الدول المانحة لإعادة اعمار افغانستان في طوكيو في وقت لاحق هذا الشهر وتمثل السعودية فيه دول مجلس التعاون. كذلك لم يتطرق بيان القمة الى موضوع توسيع الحملة الدولية لمحاربة الارهاب واستهداف دول عربية، وبرر الوزير العماني المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله ذلك ب "أن الولاياتالمتحدة لم تصرح بنيّتها استهداف أي دولة عربية في المرحلة الثانية من حربها على الارهاب"، مؤكداً ان دول مجلس التعاون "ضد ضرب اي دولة عربية، وهذا موقف عربي جماعي". دعم السلطة الفلسطينية واعطت القمة الخليجية دعماً قوياً وتأييداً كاملاً للسلطة الوطنية الفلسطينية ولرئيسها ياسر عرفات ودعت الشعب الفلسطيني "بكل فئاته الى الالتفاف ودعم وتأييد قيادته الشرعية المنتخبة"، ودانوا ممارسات اسرائيل العدوانية ضد الفلسطينيين. وأبدى القادة الخليجيون استعداد دولهم "للقيام بدور فاعل في المساهمة في بناء المؤسسات والبنى التحتية الفلسطينية" ورحبوا ب"رؤية الولاياتالمتحدة بشأن قيام الدولة الفلسطينية القابلة للاستمرار وانهاء الاحتلال الاسرائيلي ...". ودعوا الولاياتالمتحدة "لوضع آلية لتنفيذ تلك الرؤى والمفاهيم". ورغم ان البيان الختامي للقمة لم يشر ايضاً الى حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال واعتبار هذه المقاومة حقاً يكفله المجتمع الدولي الا ان الوزير بن علوي أوضح "ان المنظمات العربية والاسلامية مثل الجهاد وحماس هي منظمات تكافح من أجل حقوقها ولا علاقة لها بالارهاب". بند اليمن الى ذلك قررت القمة الخليجية ربط اليمن بمجلس التعاون وانضمامه في مرحلة أولى لأربع من المنظمات الاقليمية الخليجية هي: مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومكتب التربية العربي لدول الخليج، ومجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية، ودورة كأس الخليج العربي لكرة القدم. واشار بيان القمة الى ان ضم اليمن لعضوية الهيئات الخليجية الأربع التي أعلن عنها "ستتبعه خطوات مع اليمن للمشاركة في المجالات الاقتصادية وغيرها من مجالات التعاون". وسيقتصر ربط اليمن بمجلس التعاون على المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية. وكانت الحياة قد نشرت تفاصيل هذه الصيغة في عددها السبت الماضي وعلمت "الحياة" ان صنعاء أبلغت مجلس التعاون موافقتها على الصيغة المقترحة على أساس انها خطوة أولية تتبعها خطوات أخرى.