ضمن سياسة التطهير العرقي والديموغرافي التي ينادي بتطبيقها غلاة اليمينيين في اسرائيل اقترح وزير البنى التحتية المتطرف افيغدور ليبرمان "تبادلاً للسكان"، كجزء من اتفاق سياسي، ينقل بموجبه مواطنون عرب في اسرائيل الى مناطق السلطة الفلسطينية مقابل نقل مستوطنين يهود من مستوطنات معزولة الى داخل حدود اسرائيل. ولا يشير ليبرمان بالطبع الى ان وجود المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة غير قانوني حسب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، أو الى كون المواطنين العرب في اسرائيل اناساً يقيمون في أراضٍ ومنازل تملكها عائلاتهم منذ مئات السنين في وطنهم الأصلي قبل قيام دولة اسرائيل في العام 1948. وإمعاناً في العنصرية، ورغبة في تطبيق سياسة ال"ترانسفير"، يقترح ليبرمان ايضاً ارغام جميع العرب في اسرائيل، اي فلسطينيي 1948، على توقيع "اعلان ولاء واضح" مكتوب لدولة اسرائيل، بما في ذلك استعدادهم للخدمة في الجيش الاسرائيلي. ويضيف ان أي شخص لا يوافق على توقيع اعلان الولاء سينقل فوراً الى مناطق السلطة الفلسطينية. وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية امس ان اقتراح ليبرمان هذا وارد في مسودة "خطة سياسية عريضة" يقوم بإعدادها حالياً، وان وزير البنى التحتية الذي كان مدير مكتب رئيس الوزراء السابق المتطرف بنيامين نتانياهو سيناقش الخطة في مكاتب حزبه "اسرائيل بيتنا" ربما الاسبوع المقبل. واضافت الصحيفة ان ليبرمان سيعرض خطته ل"حل سياسي" المكونة من 12 نقطة على رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. وذكرت "معاريف" انها حصلت على نسخة من خطة ليبرمان التي قالت انه أعدها بتعاون وثيق مع نتانياهو وان مطالبته بمناقشتها في الحكومة ستكون خطوة نحو استقالة حزب "اسرائيل بيتنا" من حكومة شارون، لتعزيز صفوف اليمين المتطرف بزعامة نتانياهو تمهيداً لإسقاط شارون. وينتقد ليبرمان في مقدمة خطته حكومة شارون التي هو عضو فيها ويقول، حسب ما نشرت "معاريف" امس ان "اسرائيل ليس لها استراتيجية وانما تكتيكات فقط" و"لا أحد يعلم الى أين نحن ذاهبون، ولا احد يعلم ما الذي سيعتبر نصراً". وكتبت "معاريف" ان بند "نقل السكان" هو النقطة الثانية عشرة في الوثيقة وفيها يقول ليبرمان: "ان التمزق في نسيج العلاقات الهش بين اليهود والعرب في دولة اسرائيل لن يمكن اصلاحه. فوجود مثل هذه الاقلية الكبيرة التي لها مثل هذه الميول الواضحة نحو الجانب الآخر يضمن ليس فقط استمرار الاحتكاك بين مجموعتي السكان وانما ايضاً فقدان السيطرة والسيادة الاسرائيليتين على أماكن ذات تجمعات عربية كبيرة مثل أم الفحم ...". ويضيف: "من هنا لن استبعد الاتصال بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة طالباً رعاية رسمية لفصل مجموعتي السكان في الحدود الحالية لدولة اسرائيل".