رأى المعلق السياسي البارز في صحيفة "هآرتس" ألوف بن ان الحكومة الإسرائيلية الحالية بزعامة بنيامين نتانياهو تكرس جهدها الأول في "قمع الطموحات السياسية للعرب في إسرائيل" من خلال انتهاج سياسة تمييز عنصري وإقصاء، وأنها تستثمر في تحقيق هذا الجهد أكثر مما تكرسه لإنجاح العملية التفاوضية مع الفلسطينيين أو حتى لعرقلة المشروع النووي الايراني. ورأى المعلق في مقال نشرته الصحيفة إلى جانب عنوانها الرئيس أنه بالرغم من أن التشدد تجاه العرب في إسرائيل بغية قمع طموحاتهم السياسية يُنسب إلى زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المتطرف وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان مدعوماً من زعيم حركة "شاس" الدينية الشرقية ايلي يشاي ووزير القضاء يعقوب نئمان إلا أن من يقف وراءهم هو رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو "المبادر والمحرك لهذه السياسة" بالرغم من أنه لا يطلق تصريحات متواترة حول هذه المسألة. وأشار المعلق إلى أن نتانياهو يتجنب لقاء قادة العرب في إسرائيل للاستماع إلى مشاكلهم منطلقاً في ذلك من رؤيته إسرائيل جزءاً من الغرب "بينما تاريخ العرب ولغتهم لا يثيران فضوله" وفي نظره فإن إسرائيل هي أولاً دولة يهودية ثم ديمقراطية. وأعاد المعلق إلى الذاكرة ما قاله نتانياهو في "مؤتمر هرتسليا" قبل سبع سنوات حين كان وزيراً للمال في حكومة أريئل شارون من أن لإسرائيل مشكلة ديمغرافية لكنها ليست في فلسطينيي العام 1967 إنما في العرب في إسرائيل "الذين في حال اندمجوا في حياة الدولة فإن نسبتهم ستصل إلى 35-40 في المائة من مجمل السكان وعندها ستُلغى الدولة اليهودية ونصبح دولة ثنائية القومية". وأضاف المعلق ان الحرب التي يشنها سدنة الدولة العبرية على العرب في إسرائيل هي على جبهات متعددة، خصوصاً من خلال تشريع قوانين مثل قانون "الولاء لدولة يهودية" فيما تقوم وزارة التعليم "بتطهير برامج التعليم من أي ذكر للنكبة (عام 1948). ورأى المعلق أن نتانياهو يقترح على المواطنين العرب "سلاماً اقتصادياً داخليا" لإدراكه أن الاقتصاد الإسرائيلي بحاجة إلى الأيدي العربية العاملة "لكن حكومته تريد دعم العرب اقتصادياً كأفراد لا كمجموعة "وهذا الدعم مشروط بأن يخرسوا كمجموعة ويتخلوا عن فكرة دولة لكل مواطنيها".