} لا يزال صدى التحذيرات التي اطلقتها منظمة الصحة العالمية الثلثاء الماضي من تهديدات محتملة بهجمات كيماوية جرثومية، تتفاعل في عواصم غربية. إذ اُعلن في الولاياتالمتحدة عن اختبارات على دفاعات في "مترو" الانفاق ضد هجمات كيماوية. وكانت محطات "مترو" في لوس انجليس اخليت الاربعاء إثر شكوك في انتشار مادة كيماوية، كما اغلقت اربع محطات انفاق في هولندا، فيما واصل الاميركيون شراء اسلحة نارية واقنعة واقية من الغازات. امستردام، واشنطن، دنفر - كولورادو الولاياتالمتحدة - أ ف ب، رويترز - قالت مسؤولة في ادارة الامن النووي القومي الحكومية ان الولاياتالمتحدة تعد لتجربة نظام متطور لرصد الهجمات الكيماوية في محطات "مترو" الانفاق، بسبب مخاوف من هجمات محتملة بالاسلحة الكيماوية، بعد ضرب مركز التجارة العالمية في نيويورك ووزارة الدفاع في واشنطن في 11 ايلول سبتمبر الجاري. وتعكف الحكومة الاميركية منذ ثلاث سنوات على بناء نظام انذار مبكر يعتقد انه الاول من نوعه في العالم. وقالت المسؤولة التي طلبت عدم ذكر اسمها "ان هجوم 11 ايلول عزز تصميمنا، ونتطلع الى الحصول على موارد اضافية". ويرصد هذا النظام المواد الكيماوية السامة ويحدد نوعها، ويعد خريطة تُبين المناطق الملوثة ويتوقع الاتجاهات التي يحتمل ان تنتشر فيها الغازات السامة، كي يتمكن عمال الطوارئ من اعادة توجيه القطارات والمسافرين. وتابعت المسؤولة ان النظام "مثل اجهزة الاحساس بالدخان في المنزل، متصل بمحطة اطفاء الحريق... كي تعلم ادارة الاطفاء ان هناك حريقاً وفي أي طابق وما نوعه... انه نظام رد، وهو الوحيد من نوعه في العالم". ويتوقع ان تجري التجربة الاولى على هذا النظام الذي يطلق عليه "برنامج خيارات الرد وتعزيز التكنولوجيا المتعلقة بمكافحة الارهاب الكيماوي والجرثومي"، في احدى محطات "مترو" الانفاق في واشنطن التي يبلغ عددها 83 محطة، قبل نهاية السنة. وبحلول عام 2003 يأمل المسؤولون باجراء تجارب اخرى في محطات. ويعتقد خبراء ان اكثر مادتين كيماويتين محتملتين هما غاز الاعصاب مثل السارين الذي يعطل الجهاز العصبي، وغاز الخردل الذي استخدم في الحرب العالمية الاولى ويسبب تقرحات داخلية أو خارجية قاتلة. كيماوي في انفاق لوس انجليس؟ وكانت سلطات لوس انجليس اخلت، للمرة الأولى، اكثر خطوط "مترو" الانفاق ازدحاماً الاربعاء، بعدما شكا الركاب من شعورهم بدوار وحكة في عيونهم وحلوقهم. لكن السلطات لم تجد اثراً لمواد كيماوية او جرثومية خطيرة. وقال ناطق باسم ادارة الاطفاء في مدينة لوس انجليس: "امضينا اكثر من ساعة في تفتيش محطة مترو ريد لاين بمعدات متطورة وفتشنا كل بوصة، لكننا لم نجد اي دليل على وجود اي مواد خطرة او عناصر كيماوية او جرثومية او أخرى للاعصاب". ونقل ضابطان من شرطة لوس انجليس وامرأة في السبعينات الى مستشفيات محلية لاجراء فحوص لهم وعلاجهم، لكن السلطات اعادت فتح خط "مترو" الانفاق. وكان خط مترو بلو لاين المحاذي اغلق جزئياً ثم اعيد فتحه. واوضح الناطق ان المسؤولين لا يعتبرون هذا الحادث "حال هلع جماعية"، لكنه اعترف باحتمال ان يكون الركاب تأثروا بمادة مضرة نسبياً. وقال: "الامر ببساطة ان شخصاً ربما كان معه عطر قوي جداً". ... وقنابل في هولندا؟ الى ذلك، اغلقت اربعة انفاق رئيسية امام حركة المرور في امستردام وروتردام امس بعدما بثت وكالة انباء "ايه ان بي" الهولندية المحلية معلومات عن تهديدات بوجود قنابل. وذكرت الوكالة انها تلقت رسالة من مجهول الاربعاء تحذر من ان ثلاث سيارات مسروقة محملة كبريتاً ونترات وبنزين ستنفجر في ثلاثة انفاق نحو الساعة السادسة بتوقيت غرينتش امس. ولكن لم ترد انباء عن اي انفجار. وقالت الشرطة الهولندية ان انفاق كوين وزيبورغ في امستردام وبوتليك وبينليوكس في روتردام اغلقت. اسلحة نارية واقنعة الى ذلك، اشارت تقارير إعلامية امس الى ان الاميركيين يواصلون شراء الاسلحة النارية والاقنعة الواقية من الغازات. وقال احد بائعي الاسلحة في متجر في منطقة دنفر كولورادو برايان كوبر: "ثمة شعور لدى السكان بأن الحكومة لا يمكنها حمايتهم، وان عليهم الاعتماد على انفسهم". ويُترجم هذا الشعور بالاقبال على شراء مسدسات وذخيرة اضافية واقنعة واقية من الغازات، ووجبات معالجة الجفاف واقراص تنقية المياه. ومن المفارقات ان ظاهرة الاقبال على شراء السلاح تتسع في منطقة دنفر، حيث اطلقت قبل سنتين ونصف سنة نداءات تدعو الى مزيد من السيطرة على تجارة السلاح، بعدما فتح صبيان النار على زملائهما في المدرسة الثانوية في منطقة لتلتاون التابعة لكولورادو مما ادى الى مقتل 13 شخصاً قبل انتحار الصبيين. وقال ديف افنر الذي يقع متجر الاسلحة الذي يمتلكه قرب مسجد: "عادة يبلغ اجمالي مبيعاتنا في اليوم بين خمسة آلاف وسبعة آلاف دولار، ولكن منذ الهجمات في نيويوركوواشنطن ارتفعت المبيعات 25 الف دولار يومياً". وقال لاري كوهين، وهو صاحب متجر يبيع الأقنعة: "الناس يشعرون بقلق من التعرض لهجوم بأسلحة كيماوية أو جرثومية... بعنا مئات الأقنعة ونفد المخزون، وهناك مشكلة في جلب مزيد منها". وقال بيل ثورب صاحب متجر آخر: "كل ما يقولونه انهم يخافون من طائرات رش المبيدات... انه جنون. لم نكن نبيع هذه الأقنعة قبل اسبوعين".