نيودلهي، اسلام اباد، واشنطن - رويترز، أ ف ب - رحبت الهندوباكستان بقرار الولاياتالمتحدة إلغاء العقوبات التي فرضتها عليهما، إثر التجارب النووية التي اجراها البلدان قبل حوالى ثلاث سنوات. وقال وزير الخارجية الباكستاني عبدالستار، "ترحب باكستان بقرار الولاياتالمتحدة رفع العقوبات المفروضة العام 1990 وتلك المفروضة العام 1998 بعد التجارب النووية التي اجرتها الهندوباكستان". وقال ناطق باسم الحكومة الباكستانية: "إنه قرار ايجابي ونحن نقدره" لكنه اضاف: "لكن كما تعلمون، ما زالت عقوبات أخرى سارية". وفي نيودلهي، قالت نيروباما راو الناطقة باسم الخارجية الهندية ان قرار الولاياتالمتحدة إلغاء العقوبات "تطور طيب من حيث المبدأ. سنحتاج الى النظر في التفاصيل قبل ان ندلي ببيان اكثر تفصيلا". واضافت: "وجهة نظرنا كانت دائماً ان العقوبات... لم تكن أداة فعالة. وقد تأكدت صحة موقفنا الآن". وكان البيت الأبيض أعلن، في بيان، ان الرئيس جورج بوش رفع أول من امس العقوبات المفروضة على الهندوباكستان اثر تجاربهما النووية العام 1998. وقال بوش في مذكرة الى وزير الخارجية الاميركي كولن باول، ان "تطبيق العقوبات والقيود المفروضة على الهندوباكستان لم يعد يخدم مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة". وأضاف بوش: "يسمح لكم ويطلب منكم ان تنقلوا هذا القرار ... الى اللجان المختصة في الكونغرس واتخاذ الوسائل اللازمة لنشره في السجل الفيديرالي". واشارت جيني مامو الناطقة باسم البيت الأبيض الى ان رفع العقوبات بدأ منذ اشهر، وان الكونغرس شارك في مشاورات مكثفة في هذا الخصوص. وقالت: "تقدمنا في مساعينا للحد من انتشار القوة النووية مع هذه العقوبات الى درجة كافية والآن نحن نرفعها". وجاء في تحليل لوكالة "رويترز" من نيودلهي ان الهند تشعر، لقربها من افغانستان وبعدما تحملت وفاة 43 الفا من مواطنيها في تمردات في العقدين الماضيين، بان عليها دورا رئيسيا في "الحرب ضد الارهاب" التي تقودها الولاياتالمتحدة. لكن المحللين يرجحون ان تلعب الهند دورا هامشيا، في هذه الحرب، شبيها بالدور الذي لعبته اسرائيل في حرب الخليج الثانية، وان عليها ان تتوارى بينما تدور المعارك قرب حدودها. ويغيظ المسؤولين الهنود بشكل خاص حقيقة ان باكستان خصمهم اللدود الذي تتهمه نيودلهي بممارسة "الارهاب عبر الحدود" في كشمير، تجلس على ما يبدو على يمين الولاياتالمتحدة الى مائدة التحالف الذي تشيده واشنطن. وكتب المحلل شكهار جوبتا في صحيفة "انديان اكسبرس": "اخطأنا عندما اعتقدنا متمنين ان الولاياتالمتحدة ستختارنا كحلفاء طبيعيين لها لاننا ضحايا الارهاب نفسه". ويضيف المحللون ان واشنطن لا ترغب في اعطاء الهند مكانا بارزا في التحالف خشية اغضاب اسلام اباد والشركاء الاسلاميين المعتدلين. وخاضت الهند التي تسكنها غالبية هندوسية وباكستان المسلمة ثلاث حروب منذ الاستقلال عن الاستعمار البريطاني العام 1947. وخاضتا اخر صراع شامل قبل 30 عاما، لكن العداء لا يزال قائما بين الجارتين. وقال ارون بهجت، وهو رئيس سابق لمكتب المخابرات الداخل: "ليس عندي ادنى شك في ان باكستان ترعى الارهاب في الهند". ويقول مسؤولون هنود ان الرئيس الباكستاني الراحل الجنرال محمد ضياء الحق سمح لجهاز الاستخبارات الباكستاني ببدء عمليات سرية ضد الهند عندما تولى السلطة في انقلاب عسكري العام 1977. ثم استخدمت الولاياتالمتحدة الجهاز كقناة لتحويل مليارات الدولارات لمساعدة الثوار الافغان عندما كانوا يخوضون حربا ضد الاحتلال السوفياتي. وقال مسؤول كبيرفي وزارة الداخلية الهندية ان الاستخبارات الباكستانية استخدمت بعضا من تلك الاموال لادارة عمليات سرية ضد الهند. وتزايدت قوة الاستخبارات الباكستانية ونفوذها بشكل كبير بعد استيلاء حركة "طالبان" على السلطة في كابول، بعدما ساعدت على تشكيلها. وساعدت الحركة في تدريب ثوار كشمير الذين يقاتلون ضد السلطة المركزية الهندية. واتهم المسؤول الهندي الاستخبارات الباكستانية بان لديها مجموعة من "العملاء النائمين" في انحاء الهند، وبانها سعت الى زيادة التوترات الهندوسية - الاسلامية. وفي المقابل، تتهم اسلام اباد التي تقول ان الهند لم تقدم دليلا واحدا على ادعاءاتها، قسم البحث والتحليل في الاستخبارات الهندية بتدبير تفجيرات في انحاء باكستان.