سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الاستخبارات الباكستانية السابق في حديث إلى "الحياة" . الجنرال غول : 100 ألف متطوع باكستاني سيقاتلون الأميركيين في أفغانستان وإيران والصين ستدعمان "طالبان" لمنع إقامة حكومة موالية لواشنطن
يعتبر الجنرال حميد غول، رئيس الاستخبارات الباكستانية السابق، الذي عاصر قيام حركة "طالبان" وأسرار حرب أفغانستان منذ العام 1989، أحد أبرز الخبراء في الشأن الأفغاني. وقال غول، في مقابلة مع "الحياة" إن الحرب المقبلة ستكرس انهيار العالم الغربي، وستنجر اليها إيرانوالصين، لأن ايران تخاف من قيام حكومة تنصبها الولاياتالمتحدة في كابول، ولأن الصين ستسعى إلى منافسة واشنطن في السعي الى السيطرة على الساحل الشرقي للخليج العربي. ويضيف ان 100 ألف مقاتل باكستاني سيواجهون الولاياتالمتحدة في أفغانستان، للدفاع عن أقربائهم البشتون، وأن الحملة العسكرية ستفشل في السيطرة على هذا البلد الجبلي الوعر. أعرب الجنرال حميد غول، رئيس الاستخبارات الباكستانية السابق وأحد أكثر المطلعين على تاريخ حركة "طالبان" عن اعتقاده بأن شن الحرب على الارهاب يجب ألا يتم بالطريقة الحالية لأن "محاربة الارهاب مسألة تخص المجتمع، ومن الداخل". وقال: "إذا اراد الاميركيون محاربة الارهاب في أفغانستان فالأولى بهم أن يكلفوا حركة طالبان بالقيام بذلك بنفسها". وانتقد غول، في حديث إلى "الحياة" الموقف الأميركي الحالي القائم على محاربة الارهابيين عبر شن حرب شاملة قائلاً: "إذا كانت الولاياتالمتحدة لا تستطيع تخليص مجتمعها من الارهاب، فلن يكون في وسعها أن تفعل ذلك في بلاد غيرها، ولا عن طريق زيادة العقوبات أو أي إجراء آخر يبدو وكأنه مبادرة مناهضة للاسلام تقوم بها مع حلفائها"، متوقعاً فشل أي هجوم دولي مقبل، نظراً إلى أن "أفغانستان وصفت بأنها نقطة تقاطع الطرق في الشرق. ماذا يعني ذلك؟. يعني أن الغزاة يأتون الىها ويضيعون، لأن أفغانستان أثبتت أنها مقبرة للغزاة". وأعاد إلى الأذهان أن "القوى الكبرى من بريطانيا وروسيا خبرت ذلك. الامبراطورية البريطانية في القرن التاسع عشر ومطلع القرن الماضي أتت ثلاث مرات وهزمت. الروس هزموا بدورهم. وإذا كانت هناك قوة أخرى تحاول غزو أفغانستان لاقامة نظام ألعوبة فيها فهي ستفشل". وبالنسبة إلى الولاياتالمتحدة، اعتبر أن التوقيت الذي اختارته خاطئ والعالم في مطلع القرن الحادي والعشرين، والأسلوب خاطئ بدوره لأن النزاع سيشبه خناقة يقوم بها مصارع ضخم ملم بتقنيات مختلفة ضد شخص أصغر منه حجماً لا يطاله، لذا سيكون هناك جمود في الموقف، وفي النهاية الأضعف سينتصر، لأن الأقوى سيكون محبطاً. وأعاد غول سبب الهزيمة الاميركية المتوقعة إلى أن "الأميركيين يخافون من سقوط ضحايا في صفوفهم، وهم لا يستطيعون قتال الأفغان الخشنين المعتادين على الجبال وعلى الصعوبات. وحتى نساؤهم مشهورات بأنهن يخرجن من بيوتهن بالخناجر، وعُرف عنهن قتل الجنود الغزاة بأيديهن". وفي نظره "لم يحدث أن خسر الأفغان حرباً واحدة ولا حريتهم أبداً، ولم يغزهم أحد وانتصر". وبخلاف الدفاع عن شرفهم "يقاتل البشتون للدفاع عن ضيوفهم. والانتقام جزء من مفهوم شرفهم. لذا أي شخص يفكر في أن أفغانستان يمكن له غزوها أو احتلالها لا يدرك أن ذلك سيكون وبالاً عليه. هذا أمر لن يستطيع أحد أن يقدم عليه". الاستدراج الإقليمي ويعتبر غول أن هناك مخاطر تصعيد اقليمي ومسارعة من الجيران الكبار لدعم "طالبان"، لأن "الصينيين سيستدرجون إلى هذا النزاع. وسيبدأ الأفغان في تلقي مساعدات من ايرانوالصين، لأن الصينيين يعرفون أن الجانب الشرقي من الخليج ليس في يد أحد، وأن الأميركيين يحاولون التقدم لوضع يدهم عليه. أما عن طهران فعندما يأتي الأميركيون ويتمركزون في الحديقة الخلفية لايران فإن هذا سيقلق الايرانيين حتماً. والصين بدورها ستُستدرج". ويضيف ان "الصين قلقة وهي حذرت الأميركيين ونصحتهم بعدم القدوم الى المنطقة"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن حدوث حرب سيدفع الصين إلى التقدم إلى هذه البقعة الساخنة و"الى منطقة الخليج لأن كل القوى أبدى على الدوام اهتمامه بالوصول الى الخليج ومياهه الدافئة. حتى نابليون وهتلر سعيا إلى القدوم الى هذه المنطقة. والآن الأميركيون يريدون القدوم بدورهم". دعوة إلى الجهاد ويحذر رجل الملفات الأمنية من خطورة اندلاع حرب "لأن من طابع الأمة الأفغانية الاتحاد ضد العدوان الخارجي. هم فعلوا ذلك دائماً وسيفعلونه على الدوام". ويضيف: "إذا أطلق الأفغان دعوة إلى الجهاد، وستكون تلك أول دعوة من هذا القبيل تصدر عن دولة إسلامية، وبأن أعطى مجلس الشورى الأمر بالجهاد فسيكون حينها واجباً دينياً إلى الشباب للانضمام إلى الجهاد". الحرب ستعصف بباكستان لكن "الجيش الباكستاني لن يفعل شيئاً وسيبقى ليراقب ما يحدث،، من دون أن يذهب للقتال في أفغانستان، لأنه جيش نظامي ينفذ الأوامر. أما البشتون فهم قبليون ولديهم أقرباء هناك، وهم مسلحون. وعدد المتطوعين سيكون في حدود 100 ألف باكستاني سيذهبون للقتال". أما عن شن "طالبان" الحرب على باكستان، فيقول: "الرئيس مشرف قال في خطابه إننا لن نكون جزءاً من أي هجوم على أفغانستان ولكن يمكن أن نقدم معلومات والفضاء الجوي والدعم اللوجستيكي. هذا ليس عملاً حربياً. وباكستان غير راغبة في دخول الحرب". ويشير إلى أن عدد قوات "طالبان" يبلغ 40 ألفاً، "لكن كثيرين في العالم الاسلامي سيأتون للقتال معهم والقوات غير النظامية في باكستان تضم أفراداً من البشتون، يتقاسمون الانتماء نفسه على القاطع الآخر في أفغانستان، وهؤلاء سيذهبون إلى أفغانستان حتماً". ويعتبر الجنرال غول أن قدرة الأفغان على دحر أي غزو أميركي لا ترتبط بالتفوق التقني لخصومهم، ولا بعدم وجود منافذ للحصول على السلاح في شكل متواصل. ويضيف: "الولاياتالمتحدة أعطتهم في الماضي بضعة ألغام ورشاشات خفيفة وقاذفات فردية ضد الدبابات وضد الطائرات، لكنها لم تعطهم لا دبابات ولا هليكوبتر ليهزموا الروس. وأفغانستان هي أولاً بلد صعب وتضاريسه وعرة وصعبة، وليست لقمة سائغة". ويعتقد غول الذي تعكس توقعاته قراءة "طالبان" للأحداث أن "البدء بالحرب سيستغرق شهوراً"، لكنه يتوقع مع ذلك وجود حل آخر ممكن، "لأن الأميركيين لن يأتوا لأخذ ابن لادن، وسيتم اخراجه إلى بلد ثالث". ونظريته تقوم على أساس السماح باجراء محاكمة لابن لادن في بلد ثالث، ... وتمكن حينها محاكمته في بلد اسلامي، من دون أن يبدو وكأنه تم تسليمه إلى بلد آخر. و"اعتقد أنه حل ممكن التنفيذ"، لكنه يحذر من أن "المشكلة التي تعترض هذا الحل تكمن في أن الولاياتالمتحدة أصدرت أمراً بالقبض عليه حياً أو ميتاً. وهذا الأمر سيؤدي الى تشدد في الجانب الأفغاني". السيناريوهات المحتملة وينبه إلى "أن الحل يجب أن يكون سياسياً، لأنهم لو حاولوا القيام بأي عمل عسكري فلن ينجحوا. والحلفاء الأوروبيون تراجعوا بعض الشيء وأوجدوا لنفسهم بعض المسافة، باستثناء طوني بلير. وأعتقد أن الأحرى بهم البحث عن حل بدل الغرق في مستنقع الحرب. كما يجب ألا ننسى دور الحلفاء الآخرين، وبينهم الرئيس حسني مبارك الذي قال إن الحرب ليست الحل للارهاب". ومع ذلك يعترف بأن خطر الحرب يبقى ماثلاً، يقول: هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة: "الأول هو القيام بضربات جوية وقصف صاروخي، ولكن هذا العمل لن يكون مفيداً لأنه ليس هناك ما يمكن استهدافه. السيناريو الثاني إرسال قوات لاختطاف ابن لادن، وهذا سيكون صعباً وعملية غير سهلة، كما أنها ستثير حفيظة العالم الاسلامي من دون أن تتكلل بالنجاح. السيناريو الثالث سيكون القدوم وإقامة حكومة في كابول، واعتماد وسائل لتهدئة روع السكان واجتذابهم، مثل خطة مارشال". ولاحظ "أن السيناريو الأخير هو أكثر السيناريوهات المعقولة، لكن مشكلته الوحيدة أنه يمكن الدخول الى أفغانستان لكن يصعب الخروج منها، لأن البريطانيين قدموا في القرن التاسع عشر وأقاموا نظاماً ألعوبة، والنتيجة خسروا كل الجيش، وبقي طبيب واحد استطاع أن يخبر ماذا حصل وكيف أبيد الجيش عن بكرة أبيه. بعد ذلك الروس فعلوا الأمر نفسه وأقاموا نظاماً ألعوبة. وما حدث في النهاية أنه وقعت الحرب وخرجوا يجرون أذيال الخيبة". ويضيف بثقة: "شخصياً، وكرجل عسكري ورجل أمن يعرف المنطقة تماماً، أعتقد بأنه اذا تورطت أميركا في هذه المنطقة فستكون تلك بداية نهاية القوى الغربية، لأنه إذا سعى الأميركيون إلى الخروج بعدها من أفغانستان فيستغرقهم هذا الأمر وقتاً طويلاً، وسيخسرون اشرافهم على نفط الخليج، وسينهار الاقتصاد الغربي، وهكذا ستنهار القوى الغربية". ويرفض الجنرال السابق اعتبار هذا التحليل مبسطاً، ويقول: "هذا ليس تحليلاً مبسطاً، لا بل تحليل معمّق من قبل جندي متمرس". ويضيف ان "اعلان الجهاد ضد دول الجوار لن يحدث إلا إذا تورطت في الحرب. وقد أعلن طالبان أنهم سيردون إذا ساهمت أي دولة في شن الحرب ضدهم".