أول الكلام: لشاعر اليمن الكبير/ عبدالله البردوني: - يا أخي/ يا ابن القدس ... فيمَ التمادي وفلسطين تُنادي ... وتنادي: ضجّت المعركة الحمرا ... فقُمْ نلتهب فالنور ... من نار الجهاد! يا أخي/ يا ابن فلسطين التي لم تزل تدعوك من خلف الحداد عُد إليها ... لا تقل: لم يقترب يوم عودي ... قل: إنه يوم المعاد!! ... وما زال بريدي الالكتروني يفيض بمداخلات وتعليقات القراء الذين يعبّرون عن نضج المواطن العربي، وعمّا عبّر عنه الأمير/ سعود الفيصل بعبارة: "لقد طفح الكيل" ... فتأتي رسائل القراء: صرخة، ومزيداً من الفضح لغياب الضمير العالمي الانساني. وأولى رسائل هذا اليوم، من الأخ/ يحيى ملك ... بدأها بسؤال كان يدور في خاطره منذ فترة، وهو: ما الفرق بين شعور مواطن عربي أو مسلم، وشعور زعيم عربي أو مسلم؟!! - يستطرد: عندما نرى قتل الصهاينة للأطفال والنساء في فلسطين وتدمير البيوت ... هل ينتاب الزعماء شعور بالغضب والرغبة بنصرهم؟! سؤال آخر يطرحه: ما الفرق بين الزعيم العربي الحالي المعاصر، وزعيم عربي من العصور السابقة، مثل: المعتصم بالله؟! لقد قرأت عن "المعتصم بالله": أنه كان مسلماً عادياً، وربما يوجد الآن زعماء معاصرون أشد التزاماً منه، ولكن ... بالرغم من ذلك، عندما وصله صوت تلك المرأة: بادر بالنجدة، وأية نجدة! والقصة معروفة، ولكن - ايضاً - اسمح لي بعرض هذه الرؤية: تلك المرأة ... كانت من "عمورية"/ المدينة التي أنشئت على ثغور الشام ... وكان مثار صراع بين الروم والمسلمين، فتصوّر - يا سيدي - كم من الوقت استغرق وصول طلب النجدة لتلك المرأة؟! فلنقل: اسبوعاً ... ورغم ذلك: نصرها المعتصم بدون حرب، حيث خاطب قيصر الروم قائلاً: "من خليفة المسلمين الى كلب الروم ... والله لآتينّك بجيش لا قبل لك به ..." الى آخر ما حملته تلك الرسالة! اما اليوم ... فعلى رأي جدي، وما غنّته فيروز: "لا تندهي ... ما في حدا"! أتعلم - يا سيدي - ما هو الجواب؟! إنه الذل في هذا العصر الذي نعيشه، ونحاول ان نجلي ذاكرتنا بكلمة قالها الإمام "عليّ" كرّم الله وجهه: "ما ترك قوم الجهاد ... إلاّ ذُلّوا"!! الأخ الكريم/ مرضي الزهراني - محاضر في مادة الثقافة الإسلامية - جدة: - أشكرك على تفهمك المنصف والجميل لما أكتب ... أما أديبنا الكبير/ احمد عبدالغفور عطار - رحمه الله، فقد كان من المنافحين عن الاسلام، وكان راصداً لمخازي الصهيونية العنصرية وفضح مخططاتها، وله كتاب مشترك في تأليفه مع الأديب المصري الكبير/ عباس محمود العقاد - رحمه الله ... ويا ليتك تكتب لنا موجزاً - في حدود مساحة هذا العمود - مما طرحه العطار.