نجحت استراليا في التنصل من استقبال 438 لاجئاًً غالبيتهم من الافغان بعدما اعلنت جزيرة ناورو ونيوزيلاندا استعدادهم لتقاسم اللاجئين، لكن قبطان السفينة النروجية التي تقلهم حذر من ان السفينة غير مجهزة لنقلهم مسافات طويلة، وكرر مطالبته سيدني بالسماح له بالرسو على البر الاسترالي. سيدني - أ ف ب، رويترز، أ ب - أعلن رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد أمس ان اللاجئين الموجودين حالياً على متن سفينة الشحن النروجية "تامبا" قبالة جزيرة كريسماس الاسترالية في المحيط الهندي سيرسلون الى جزيرة ناورو غرب المحيط الهادىء ونيوزيلاندا، بعد موافقة سلطاتهما على استقبالهم. وسيفصل اللاجئون الى مجموعتين واحدة من 150 شخصاً تضم نساء واطفالاً وعائلات سيتم ارسالها الى نيوزيلاندا، على ان يرسل الباقي الى جزيرة ناورو الصغيرة في ميلانيزيا غرب المحيط الهادئ. وأوضح رئيس الوزراء الاسترالي ان اللاجئين لن ينزلوا ابداً على جزيرة كريسماس او على اي اراضٍ استرالية اخرى. واضاف انه ابلغ هذا الامر الى مفوض الاممالمتحدة الاعلى لشؤون اللاجئين بعد اتصاله هاتفياً بنظيرته النيوزيلندية هيلين كلارك ورئيس ناورو رينيه هاريس. ويشار الى ان جزيرة ناورو هي جمهورية صغيرة يبلغ عدد سكانها 12 ألف نسمة تقع شمال جزر سليمان، وعلى بعد ايام عدة بحراً من جزيرة كريسماس. ويوجد فيها ما لا يقل عن 400 مصرف "اوف شور". ولا تزال "تامبا" التي تقل 438 من راغبي الهجرة و26 من افراد الطاقم متوقفة أمس لليوم السادس على التوالي امام جزيرة كريسماس. لكن ملاك سفينة الحاويات النروجية أكدوا ان السفينة لن تنقلهم الى نيوزيلندا وجزيرة ناورو. وقال هانز كريستيان بانغسمون الناطق باسم الشركة النروجية "السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف سيصلون الى هناك. الحل الوحيد هو انزالهم في استراليا". وفي جزيرة كريسماس انطلق صوت المؤذن يدعو المسلمين الى صلاة الجمعة أول من أمس من مسجد صغير يطل على ميناء "فلاينغ فيش كوف" على بعد كيلومترات من متن السفينة. وقال محمود اسماعيل رئيس المجلس الاسلامي في جزيرة كريسماس "سنصلي من اجل هؤلاء". ويقع مسجد الجزيرة المبني بالطوب الابيض في قرية يقطنها متحدرون من أصل ماليزي، تطل على الميناء الذي ينقل منه جنود استراليون المساعدات الى الموجودين على متن "تامبا". وجزيرة كريسماس نتوء صخري في المحيط الهندي وتغطيها غابات مورقة تنمو على مياه الامطار ولها شواطئ صخرية. ولا بد من نقل الاغذية والبضائع الى الميناء باستخدام زوارق من سفن امداد تكون راسية قبالة الشاطئ. وتقع الجزيرة التي سميت باسم قبطان سفينة بريطانية مرت بها في عيد الميلاد عام 1643 قرب اندونيسيا اكثر من استراليا، وهي آسيوية اكثر منها استرالية. ويسكنها نحو 2500 شخص 60 في المئة منهم من أصل صيني و25 في المئة من أصل ماليزي، والبقية يتحدرون من اصول اوروبية. وتستفيد المشاريع التجارية في الجزيرة من الاشخاص الذين يصلون من طريق البحر. وتضاعف المخابز اعداد الارغفة التي تنتجها لاطعام طالبي اللجوء. وتعني كثرة الاستهلاك ايضاً ارتفاع اسعار سلع مثل البيض الذي تنتجه مزرعة الدجاج في الجزيرة، بينما تنخفض أسعار الفواكه والخضر الطازجة.