في أسوأ كارثة من نوعها تقع في اليابان منذ نحو 30 عاماً، قتل 44 شخصاًً في حريق ناتج عن انفجار لم تعرف أسبابه بعد، وقع وسط طوكيو أول من أمس، وتزامن حدوثه مع يوم "الوقاية من الكوارث" الوطني الذي شهد مناورات للانقاذ من الزلازل، وأضرم خلاله عدد من الحرائق، ما أثار مخاوف في شأن اجراءات السلامة في اماكن اللهو اليابانية. طوكيو - رويترز، أ ب - قتل 44 شخصاً على الاقل في انفجار تبعه حريق في مبنى مؤلف من أربع طبقات، يضم مطاعم وحانات وبيوت دعارة في منطقة شينجوكو الترفيهية المزدحمة وسط العاصمة اليابانيةطوكيو ليل أول من أمس. وأتى الحريق على الطبقتين العلويتين من المبنى، واثار حال ذعر في الشوارع الضيقة الصغيرة المحيطة به، والمزدحمة بالناس في تلك المنطقة الشعبية. والقتلى 32 رجلاً و12 امرأة. وأصيب ثلاثة رجال قفزوا من المبنى المحترق، ولكن من المتوقع ان يبقوا على قيد الحياة. وأحدث الانفجار فجوة بلغ اتساعها 5،1 متر في 5،0 متر في جدار المبنى. وأوضحت الشرطة ان الانفجار وقع في ناد للقمار في الطبقة الثالثة. وقالت اجهزة الاعلام ان النادي كان به نحو 20 مائدة وموقد غاز في الخلف لتقديم الطعام. وأوضح رجال الاطفاء انهم انقذوا 47 شخصاً ونقلوهم الى 16 مستشفى قريباً، وامضوا اكثر من ثلاث ساعات حتى انقذوا سبعة اشخاص آخرين. وكانت المنطقة مزدحمة بآلاف الاشخاص في بداية عطلتهم الاسبوعية في احدى اكثر مناطق الترفيه ازدحاماً في طوكيو. وأذهل الانفجار الرواد الذين سارعوا الى الخروج من المبنى. وقام رجال الاطفاء بانقاذ بعضهم من فوق سطحه. وقال رجل في العشرينات لشبكة تلفزيون "ان اتش كيه": "رأيت رجلاً يقفز وظننت انها حال انتحار. ثم رأيت دخاناً ينبعث من المبنى". وقال شهود ان عربات اطفاء وسيارات اسعاف تدفقت على الشوارع الضيقة المحيطة بالمبنى ورفعت سلالم طويلة في محاولة لانقاذ المحاصرين، في حين تناثر زجاج محطم في أرجاء المكان. وطالب رئيس الوزراء الياباني جانشيرو كويزومي بفتح تحقيق شامل في اسباب الانفجار. وقال ناطق باسم شرطة شينجوكو: "أكدنا ان 44 شخصاً ماتوا، إما بسبب الحروق الشديدة او التسمم بأول اوكسيد الكربون. وسنبدأ تحقيقاتنا قريباً". لكن الناطق لم يحدد في شكل قاطع الاسباب المحتملة للانفجار الذي وقع في الساعة الواحدة صباحاً بالتوقيت المحلي. ولم يقل المسؤولون ما اذا كان المبنى مجهزاً بمنافذ ملائمة للهروب من الحرائق. لكن مصدراً في دائرة السلامة اليابانية أكد ان المبنى مخالف لاجراءات السلامة، وغير مجهز بوسائل وقاية للجموع. وذكر ناطق باسم رجال الاطفاء ان السلطات اليابانية تعتقد ان الانفجار العنيف ربما نجم عن تسرب للغاز. واشار الى "العثور على عداد غاز محترق في الطبقة الثالثة من المبنى"، مضيفاً: "علاوة على ذلك لاحظنا ان الانبوب الموصول عادة بالغاز كان مقطوعاً". واعتبر مع ذلك انه "لا يزال من المبكر الحسم بأن تسرب الغاز كان السبب في الانفجار" مضيفاً :"يمكن فقط القول ان هناك احتمالاً في ان يكون هذا السبب في حدوث الانفجار". وذكرت وكالة "كيودو" للانباء ان الشرطة تبحث أيضاً احتمال ان يكون الانفجار متعمداً، وبفعل فاعل. واشارت الوكالة الى ان الحي الذي شهد الكارثة معروف بأنه يضم عدداً من العصابات المتصارعة. والحريق هو الاكبر في اليابان منذ عشرات السنين. ففي عام 1973 أدى حريق متجر في مدينة كوماموتو جنوب البلاد الى مقتل 104 أشخاص. وكان أعنف حريق بعد الحرب العالمية الثانية شب في طوكيو عام 1982 في فندق "نيو جابان" في حي اكازاكا وسط العاصمة، وأسفر عن سقوط 33 قتيلاً و29 جريحاً.