شيكاغو، سنغافورة - رويترز - ازدادت الهوة، التي تردت فيها صناعة الطيران الدولية، عمقاً بعدما هوت اسهم شركات الطيران الاميركية الاثنين في أول ايام التداول منذ الهجمات المدمرة على نيويورك وواشنطن الاسبوع الماضي. وبينما تتابعت بيانات الشركات عن الاستغناء عن آلاف الموظفين والعمال في الولاياتالمتحدة واوروبا، طلبت شركات الطيران الاميركية مساعدات حكومية قدرها 24 بليون دولار لتصحيح اوضاعها المالية في أعقاب الهجمات التي تمت بطائرات ركاب مخطوفة. وذكرت رابطة النقل الجوي، التي تمثل شركات الطيران الرئيسية ان الطلب الذي قدمته الشركات يشمل ضمانات قروض بقيمة 11.2 بليون دولار واعفاءات ضريبية حجمها 7.8 بليون دولار ومساعدات نقدية مباشرة بحجم خمسة بلايين دولار. واشارت الرابطة ايضاً الى ان اجمالي عدد الموظفين الذين قد تستغني عنهم الشركات في الشهور القليلة المقبلة قد يتجاوز 100 الف شخص. والتقى مديرو شركات الطيران امس مع نورمان مينيتا وزير النقل الاميركي ولورانس لينزي المستشار الاقتصادي للبيت الابيض. وتعقد اللجنة الفرعية لشؤون الطيران في مجلس النواب اجتماعاً اليوم الاربعاء مع ممثلي صناعة النقل الجوي للبحث في المشاكل المالية التي تواجهها الصناعة. وانضمت شركة "يو. اس. ايروايز" الى طابور الشركات المتعثرة واعلنت انها ستستغني عن 11 الف موظف 23 في المئة من مجموع العاملين فيها وتقلص رحلاتها بنسبة 23 في المئة ايضاً. وقررت شركة "اميركان ترانز اير" ايضاً خفض رحلاتها بنسبة 20 في المئة والاستغناء عن 1500 موظف. وقال ستيفن وولف رئيس "يو. اس. ايروايز" في بيان "ان نظام الطيران الاميركي بأسره يتعرض للخطر، واذا لم تتخذ اجراءات حاسمة فإن الخطر يحدق بمستقبل النظام بالاضافة الى ما يعنيه ذلك من اثر على اقتصاد البلاد". وفي نهاية المعاملات الاثنين انخفض مؤشر ستاندرد اند بورز لشركات الطيران، الذي يقيس اداء اسهم شركات الطيران الاميركية، 171.48 نقطة 32.16 في المئة. وفقدت شركات الطيران اجمالا 6.66 بليون دولار من رأس المال المتداول تحملت شركة "دلتا ايرلاينز" وحدها 2.044 بليون دولار منها. وقال برايان هاريس المحلل لدى "سالومون سميث بارني" ان انخفاض أسعار الاسهم جاء أسوأ قليلاً من المتوقع بناء على متوسط الانخفاض الذي سجل بعد حرب الخليج وهو 30 في المئة. وأضاف هاريس في تقرير "على أساس حادث لوكربي وأزمة الخليج من المحتمل ان تتأثر ايرادات شركات الطيران الاميركية سلباً لمدة تراوح بين تسعة و12 شهراً". وتتمثل الأزمة التي تعاني منها صناعة الطيران بعد هجمات الثلثاء الماضي المدمرة في ثلاثة جوانب هي احجام المسافرين عن السفر جواً وزيادة التكاليف للالتزام بالاجراءت الامنية ومخاطر حدوث مزيد من الضعف في الاقتصاد الدولي. وأعلنت الخطوط الجوية الكندية "اير كندا" اكبر شركة طيران كندية وعاشر اكبر شركة على مستوى العالم انها تجري محادثات مع الحكومة في شأن الازمة. وقالت انها ستخفض رحلاتها الى الولاياتالمتحدة بنسبة 20 في المئة وحذرت أيضاً من انها قد تخفض رحلاتها المحلية والدولية. وانضمت شركة "فيرجن اتلانتك" الى الشركات الاميركية في خفض عدد رحلاتها واعلنت انها ستستغني عن 1200 موظف لتصبح أول شركة اوروبية تُعلن تقليص عمالتها منذ بدأت الأزمة. وجاء في بيان اصدرته الشركة انها ستوقف خمس طائرات من طراز "بوينغ 747/200" عن العمل وتلغي 20 في المئة من رحلاتها عبر الاطلسي. واعلنت شركة "سابينا" البلجيكية امس ايضاً انها قد لا تتمكن من مواصلة نشاطها حتى نهاية السنة اذا لم تتوصل الى اتفاق مع اتحادات العاملين لإعادة هيكلة الشركة وان الهجمات المدمرة على نيويورك وواشنطن زادت اوضاعها المالية المتعثرة سوءاً. وأعلنت "لوفتهانزا" الالمانية ايضاً انها ستخفض رحلاتها عبر المحيط الاطلسي. وكانت شركة "كونتننتال ايرلاينز"، خامس اكبر شركة طيران اميركية، أعلنت السبت الماضي انها ستستغني عن 12 الف موظف وتوقع مديرها التنفيذي جوردون بيثون ان يصل عدد الوظائف التي ستستغني عنها صناعة الطيران الى 100 الف.ومنذ السبت الماضي بلغ عدد الموظفين الذين اعلنت شركات الطيران الاستغناء عنهم 26500 موظف. وأعلنت شركات الطيران الخمس الكبرى كلها في الولاياتالمتحدة خفض رحلاتها بنسبة 20 في المئة، واشارت "كونتننتال ايرلاينز" الى انها تخسر 30 مليون دولار يومياً وانها قد تطلب حمايتها من الدائنين بموجب قانون الافلاس في أواخر تشرين الاول أكتوبر المقبل اذا لم تحصل على مساعدات حكومية. وذكرت "الخطوط الجوية البريطانية" انها ستصدر بياناً مفصلاً خلال الاسبوع حول ردها على الاحداث الاخيرة. وفي امستردام اعلنت شركة "كي. ال. ام." الهولندية انها تتوقع ان تمنى بخسارة في السنة المالية الجارية بسبب الاثار السلبية للهجمات. وكانت شركات الطيران الاجنبية بدأت الجمعة الماضي وبشكل تدرجي استئناف رحلاتها الى الولاياتالمتحدة. وأعلن عدد كبير منها استئناف رحلاته العادية الى الولاياتالمتحدة من جديد، لكن ليس هناك ما يؤكد ان الحجوزات ستظل على المستوى الذي يمكن الشركات من مواصلة هذه الرحلات. واشارت شركة "الخطوط الجوية اليابانية" الى ان نحو عشرة في المئة من الركاب ألغوا رحلاتهم في الفترة من 12 الى 30 ايلول سبتمبر الجاري. وقدمت شركة "أماديوس للحجوزات" أول دليل مادي على مدى الضرر الذي لحق بصناعة الطيران اذ قالت "ان عمليات الحجز الدولية بين الثلثاء والجمعة من الاسبوع الماضي انخفضت بنسبة 28 في المئة مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي".