الكتاب: كتابات وديع تلحوق فلسطين العربية والصليبية الجديدة الكاتب: نجيب البعيني اصدار: دار اشارات للطباعة والنشر والتوزيع 2001 يسلط نجيب البعيني الضوء عادة على الكتاب والشعراء والأدباء والأعيان من رجالات لبنان العرب، ويحاول في كتابه الجديد "العروبيون وقضية فلسطين" المتضمن بعضاً من آثار الشيخ وديع تلحوق المولود إبان الحرب الكونية الأولى في العام 1914 والمتوفى في العام 1984 تسليط الضوء على شهاداته الأدبية والفكرية وتعليقاته على معظم الأحداث التي عصفت في الوطن العربي بدءاً من ثورة 1925، والحرب العالمية الثانية 1939-1945، ومعركة ميسلون، ونكبة فلسطين 1948 وصولاً الى الحرب الأهلية اللبنانية 1975. وديع تلحوق، هو أحد أبرز الكتّاب العروبيين الذين خلفوا نتاجاً أدبياً جيداً وكانت له صولات وجولات في عالم الفكر والشعر والأدب والسياسة والتاريخ والصحافة. وكان وظف حياته الفكرية والتاريخية في سبيل نهضة قومية عربية شاملة في كل من سورية والعراق وفلسطينولبنان. يكشف هذا الكتاب النقاب عن المؤامرات الكبرى التي حيكت ضد العرب من الدول الأوروبية وحركة الاستيطان اليهودية في فلسطين ووعد بلفور وكل الوعود الكاذبة ما جعل القضية الفلسطينية في مهب الريح. وأفرد المؤلف في مقدمة كتابه السيرة الذاتية للشيخ تلحوق اضافة الى نتاجه الأدبي والنثري اختار باقات من شعره كمدخل للولوج في حياة هذا العروبي كاشفاً النقاب عن مخزونه الأدبي. ففي قصيدته شوقي بعد حافظ بالاشارة الى وفاة امير الشعراء أحمد شوقي التي تزامنت بعد وفاة شاعر النيل حافظ ابراهيم فيقول: فجع القريض بحافضيه فراعه خطب تحس بهوله الأحجار وطوى اللواء تفجعاً لما انطوى علمان منه وشحت الأنوار خطب ألم بمصر فارتعدت له وتشاركت في وقعه الأمصار وفي قصيدته عن أمين آل ناصر الدين: هذا عكاظ فسر مع الوارد إن كنت حران الجوانح هادي والمس لواء الشعر فوق هضابه وانظر بقبته "أمين" الضار وفي ذكرى موقعة ميسلون الخالدة قوله: أيَ ميسلون وأنت أمجد صفحة قامت على ظلم القوي دليلا تلك الاسود مشت اليك سخية بالروح لا زعماً ولا تضليلا وفي استشهاد كمال جنبلاط يقول: طاطئ الرأس رغم عز الاباء ومنع الجفن عن ذليل البكاء وتأمل في هالة المجد واخشع انه طيف سيد الشهداء. وفي قصيدته "يا أمير البيان" المهداة الى العلامة الأمير شكيب ارسلان: يا أمير البيان والشرق يهفو باشتياق الى أمير بيانهِ كل قطر فيه اليك حنين من أقاصي بطحائه وعمانهِ تهتف الورق في الشام بشوق فترن الألحان في لبنانهِ أما منتخباته النثرية فهي جملة مقالات ومحاضرات كان وديع تلحوق كتبها وألقاها في مناسبات عدة وفي تواريخ متقاربة ومتباعدة بحسب أهمية الحدث ولعل أبرز ما في هذه المنتخبات: - خفايا في زوايا التاريخ اللبناني. - الاصلاح الحقيقي مقوماته ووسائله. - دور الدروز في التاريخ الوطني. أما موضوعه "الصليبية الجديدة في فلسطين" فهو كتاب أصدرته مكتبة محمد حسين النوري في دمشق سنة 1948 تناول فيه الصراع بين الشرق والغرب و"الصليبية الجديدة" وفي ذلك قوله: "لم تكن الصليبية الأولى نزاعاً بين الصليب والهلال، بل حلقة من صراع الشرق والغرب، وليس الاستعمار الأوروبي الحديث الا امتداداً للصليبية الأولى وليست الصهيونية الباغية غير عدوان غربي على الشرق". أما أبواب هذا الكتاب فأفردها المؤلف على الوجه الآتي: صراع الشرق والغرب، الصليبية الأولى، الصليبية الجديدة - الصهيونية، الصراع الأممي - معركة فلسطين. ففي موضوع الصراع الأممي وقضية فلسطين لم يترك تلحوق شاردة أو واردة لها علاقة بموضوع اغتصاب فلسطين إلا وتحدث عنها بدءاً من مؤتمر بازل الذي عقد في سويسرا سنة 1897 مروراً بوعد بلفور الى الاعلان عن تقسيم فلسطين سنة 1948 وما استتبعها من عمل مقاوم في سبيل استعادة الوطن والأرض. أما كتابه "فلسطين العربية في حاضرها وماضيها ومستقبلها" فهو كتاب اصدرته مجلة "العالمان" سنة 1945 عدد صفحاته 112 صفحة، ويتناول عرضاً للقضية الفلسطينية في مختلف نواحيها أثبت فيه حقوق العرب فيها ودافع علمياً عن وجهة النظر العربية ومطاليب العرب في هذه الدعوى الحقوقية الدولية. وحمل الكتاب العناوين الآتية: ماهية القضية الفلسطينية؟ الحركة الصهيونية، الصراع الدائم، لجان التحقيق البريطانية، اللجنة الملكية، مشروع التقسيم، الكتاب الأبيض، مشروع الوطن القومي، اليهود وملكية فلسطين، تفسير وعد بلفور، عناصر الفشل الذاتي، وطن أم مستعمرة، حقوق العرب، الوطن العربي، الفتح والسيادة، مصير فلسطين، التدخل الأميركي، العرب ومصير فلسطين، المصير العادل، نحن واليهود. من خلال المطالعة الهادئة لكتاب "العروبيون وقضية فلسطين" يتوضح باختصار ان الأديب الشيخ وديع تلحوق مقاوم من نوع آخر... مقاوم بالفكر والقلم والهوية والانتماء. فانتصاره لقضية فلسطين لم يبلغها إلا من كان في مثل وعيه واندفاعه العروبي واستمر مناضلاً في سبيلها حتى الرمق الأخير. وبذلك يكون المؤلف نجيب البعيني نجح في إيصال الرسالة الى حيث يريد من خلال القائه الضوء على سيرة مناضل ومفكر من حجم الشيخ وديع تلحوق.