دعا الرئيس صدام حسين الولاياتالمتحدة والغرب إلى التحلي بالحكمة وتجنب العمل العسكري، بعد الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة. وقال في رسالة مفتوحة وجهها إلى أميركا والدول الغربية، وبثتها "وكالة الأنباء العراقية" والاذاعة والتلفزيون أمس، إن الولاياتالمتحدة "تحتاج إلى الحكمة وليس القوة، واستخدمت القوة هي والغرب إلى أقصاها ووجدا بعد حين أنها لم تحقق ما أراداه". وتحدث صدام عن "حملة صليبية جديدة ضد العرب والمسلمين"، وكرر ما قاله قبل يومين من أن واشنطن "تحصد الشوك الذي زرعته". وزاد: "على الأميركان ان يعرفوا الوجع الذي أصاب شعوب العالم منهم"، مشيراً الى أن "أميركا قوة غاشمة قتلت واحداً من كل خمسة وعشرين عراقياً". وتساءل الرئيس العراقي: "هل يجرب الحكام، في أميركا والغرب، الحكمة مرة واحدة ليعيش شعبهم والعالم بأمن واستقرار؟". وأعرب صدام، الذي واجهت بلاده تحالفاً دولياً شاركت فيه الولاياتالمتحدة في حرب الخليج عام 1991، في أعقاب غزو العراقالكويت، عن شكوكه في أن ترد واشنطن بعنف لو كان منفذو الهجمات الانتحارية الثلثاء الماضي من بلد غربي. وقال: "لا نعرف ما إذا كانوا الأميركيون يقومون بالشيء ذاته لو كان أي من منفذي العملية ومخططيها وجد أو عاش أو حمل جنسية دولة من دول الغرب، أم أن النية بيّتها من بيّتها وصممت ضد دول عربية أو إسلامية أو أكثر فحسب؟". وحمّل صدام الغرب مسؤولية عدم الاستقرار في العالم. وتابع: "هل سيحل المشكلة توجيه نار أسلحة أميركا إلى هدف محدد، وإلحاق الأذى أو التدمير فيه بدعم الغرب، وبقصة مخترعة؟ وهل سيحقق ذلك الأمن لأميركا والعالم، أم ان استخدام نار أميركا والغرب ضد آخرين، ومنهم وفي مقدمهم العرب والمسلمون، أهم سبب من أسباب عدم استقرار العالم الآن؟". ودعا الأميركيين إلى المقارنة بين الهجمات الانتحارية في واشنطن ونيويورك، وبين التدمير الذي أمرت به حكومتهم في العراق وأماكن أخرى. واستدرك: "مثل عماراتكم الحلوة التي تهدمت وأحزنتكم، تهدمت عمارات حلوة وبيوت غالية على أهلها في لبنان وفلسطين والعراق بالسلاح الأميركي الذي يستخدمه الصهاينة. أكثر من مليون ونصف مليون عراقي قضوا بسبب الحصار الذي تفرضه أميركا والغرب، عدا عشرات الآلاف ممن استشهدوا أو جرحوا في العمليات العسكرية التي ما زال التحالف الأميركي - الغربي يقوم بها". ووصف الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة بأنها ثمرة "سياسة الشر الأميركية"، داعياً واشنطن إلى فك "تحالفها الشرير" مع إسرائيل. إلى ذلك، اتهمت صحيفة "بابل" العراقية إسرائيل بالوقوف وراء الهجمات، معتبرة أنها "المستفيد الوحيد" من نتائجها.