خروج ... مدرستي ... تحجز للصبية الراكضينَ مقاعدهم في الكتابِ وحين يولونَ مثلَ الحروفِ التي تتقافزُ هاربةً من مقاعدها في المعاجم خارجةً للقصائدِ أجلسُ معترفاً للمدرِّسِ - والبردُ يأكل أطراف كفّيَ - أني لعبتُ قليلاً خرجتُ من المعجم اللغويِّ لألهوَ منفرداً في مدار القصيدة........ حينَ مرَّ المديرُ صمتُّ... ........ هدَّني تعبي فاتكأتُ على الحائط المدرسي لم أنمْ... ... ولكنما، مال جفن على آخرِ فحلمتُ... أن عصفورتي آتية انني زهرة وهي لي آنيةْ!! سفر الغامدي - جدة وداعة... الى وديع سعادة تعرف يا وديع، منذ أعوامٍ وأنا أحاول فك ألغازك صعب جداً أن تحاول فك ألغاز رجل لا ألغاز له رجل محمّل بسحابة من العصافير تحط أينما شاء وترحل حينما يرحل الآن فقط رأيتك لم تكن العصافير التي دلت عليك ولا لحيتك المهذبة بعناية أو قامتك التي لا تزيد عن قامتي سوى سنتيمترٍ واحدٍ ربما يبدو الشبه متقارباً تماماً في عين مَنْ لا يستطيع معرفة الفروق جيداً فثمة تاريخ لا يحمله المرء على كتفيه ولا يضعه كقبعة أو منديل يستدل به. كنت أسفل النافذة تصافح الباعة المتجولين وتعبئُ آخر النهار في كيس بلاستيكي كي تفتحه في شقتك وتجلسُ وحيداً طيلةَ الليلِ في ساعة الغروب. رأيتك؟! نعم! فلا مجال للشك حينما يحلم المرء لا مال للأخذ والرد حين ترى سيداً، وديعاً يصافح الذين قتلوه بأكثر مما ينبغي للوداعة أن تكون لم يكنْ حلماً فنافذتي وبيتي المهترئ لا يأتيان في الحلم ولا مكان في النوم لرجل يكتب على ظهره "إنما جئت لأشعل من تحتي ناراً". صبحي موسى - مصر تهافت النهار في مساء قديم بين جيمين من جنة وجحيم مادت الأرض بي فتهاويت في الماء بعض يرمم بعض الرميم شبه مندثر لم يدثر دمي غير هذا العذاب العميم الذي يملأ القلب والطرقات ويسلمني للنهار الذي لم يكن بالتقي ولا بالنقي ولا بالرحيم واحد ووحيد يستبيح البراري ينادم غربانها فنعم الصعاليك من رفقة ونعم الردى من نديم واحد ووحيد ها أنا جئتكم راحلاً من دياري لأهبط في وادي العاشقين وأتلو على ليلهم لعنتي فاتقوا لوعتي انني ذاهب في الغواية حتى أقاصي السديم حيث لا وجهة ارتجيها ولا أمنيات امني بها الروح ولا شيء يفضي الى أي شيء وحيث المدينة نائية والزمان سقيم ها أنا أهبط الآن في وادي العاشقين وأرمي على عرصات الهوى غربة العاشق المستهيم ارتجيها تجيء تهل على زمن مالح ونهار أليم وتغسل أردانه فأطلت مبرئة من عذاباتها واتتني من الأفق تغمرها فتنة مرة وجمال أثيم تهبط ناصعة من جحيم الظهيرة والشمس تستوطن القلب تجتاحني بالنعيم ... النعيم فكأني أسيل على مرفقيها كأني سقطت على صدرها من علِ مقبل ... مدبر راحل ... ومقيم فرأيت الذي لم أرَ ورأيت الندى طالعاً يتشكل أسئلة في فضاء بهيم والأرض زرقاء ... زرقاء والبحر أنقى فصرخت بهم: ها أنا دون رمضاء وحدي على الرمل ملقى فأي الفضائل للنور والنار؟ أي مجد لهذي الظهيرة إذ شمسها تستقيم أي مجد لها...؟ أي مجد لهذا النهار الرجيم؟ جدة