} بحث مسؤولون مغاربة واسبان في اجتماع عاجل في مدينة تطوان قرب مدينة سبتة المغربية المحتلة شمال البلاد، في مضاعفات الوضع الأمني المتدهور في نقطة العبور "باب سبتة" اثر الاشتباكات العنيفة التي اندلعت أول من امس بين قوات الحرس المدني الاسباني ومهاجرين مغاربة مما ادى الى سقوط بعض الجرحى. أفاد مصدر مغربي رسمي ان مسؤولين مغاربة واسبان بحثوا امس في المواجهة بين الحرس الوطني الاسباني ومهاجرين مغاربة قرب مدينة سبتة التي تحتلها اسبانيا في شمال المغرب. وعلم ان المواجهة اندلعت عندما حاول مهاجرون مغاربة العبور الى سبتة، على أمل الانتقال منها الى مضيق جبل طارق، فتصدى لهم رجال الحرس الوطني باطلاق العيارات المطاطية مما أدى الى جرح عدد منهم. وأشار المصدر الى ان الجانب المغربي ابلغ القنصل الاسباني، في الاجتماع الذي عقد في مدينة تطوان المغربية قرب سبتة، القلق من هذا "التدهور المفاجئ والخطير للأوضاع"، خصوصاً انها المرة الأولى التي تلجأ فيها قوات الحرس المدني الاسباني وقوى الأمن الى اطلاق العيارات المطاطية على المغاربة. يذكر ان "باب سبتة" يشهد يومياً عبور آلاف المغاربة الناشطين في تهريب المواد الغذائية من أوروبا ومعاودة بيعها في المغرب. لكن تزايد الضغط على المعبر الحدودي بسبب عودة المهاجرين المغاربة الى الديار الأوروبية أدى الى تكدس مئات المهاجرين والمهربين أمام نقطة الجمارك الاسبانية، مما أدى الى تفجر الوضع واندلاع اشتباكات استمرت يومين، وقالت المصادر ان بعض المهربين رشقوا رجال الأمن الاسبان بالحجارة بسبب رفضهم السماح لهم بالعبور خلافاً لما هو معتاد، اذ تتساهل السلطات الاسبانية في نشاطهم الذي يتناول اساساً المنتوجات الغذائية الاسبانية. وهدأت الأوضاع مع تدخل قوات الأمن المغربية التي فرقت المتظاهرين، واستقدمت حافلات لإبعادهم عن المعبر. وتعتبر الأوساط المغربية ان تشديد الحرس الاسباني الرقابة أثناء العبور واقامة سياجاً حديداً للراغبين في العبور من سبتة واليها "اجراء مهيناً للمغاربة". وقالت المصادر ان السياج أدى الى وقوع حالات اختناق وازدحام شديد أدى الى اصابة عدد من طالبي تأشيرة الدخول بالإغماء. في غضون ذلك، ذكر مصدر رسمي ان القضاء الاسباني تسلم أول من امس ملفات ثلاثة من المهربين المغاربة المتهمين بالاشتباك مع الحرس الاسباني، وأحيل الثلاثة على محكمة سبتة. ورأت المصادر في اشتباكات "باب سبتة" رداً من الجانب الاسباني على تدفق الهجرة غير الشرعية، واتهام مدريد للرباط بعدم "بذل الجهود الكافية لتطويق ذلك التدفق نحو أوروبا". وعبرت المصادر عن مخاوفها من تجدد الاشتباكات في ضوء استمرار تدفق المهاجرين المغاربة الراغبين في العودة الى مقرات عملهم في أوروبا، وكثير منهم يختارون سبتة للعبور مخافة التكدس الحاصل في نقاط العبور المختلفة في طنجة ومليلية خصوصاً في هذا الوقت من العام.