تعرض المنتخب السعودي لكرة القدم لهزة جديدة في مستهل مشواره في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم التي ستقام العام المقبل في كوريا واليابان، اذ خسر ثاني مبارياته أمام "مضيفه" الايراني 2/صفر، وسجل الهدفين علي دائي 57 و65. أحبط الحكم الاسترالي معنويات لاعبي السعودية باحتسابه ركلة جزاء غريبة لمصلحة المنتخب الايراني، وسط دهشة لاعبي ايران انفسهم. وحصل الفريق الايراني على أول ثلاث نقاط في أولى مبارياته، فيما بقي المنتخب السعودي على نقطة واحدة من مبارتين. استهل الفريقان المباراة بحذر، وحرص كل منهما على جس نبض الآخر، بيد ان الوضع لم يطل، اذ مالت الأفضلية للمنتخب الايراني بعد مرور الدقائق العشر الأولى بفضل تألق خط وسطه الذي استطاع ان يسيطر على منطقة المناورة، ويزود خط المقدمة بتمريرات أحسن علي رضا وعلي دائي وعلي كريمي استخدامها. ونجح الايرانيون في تهديد مرمى حارس المنتخب السعودي محمد الخوجلي في اكثر من مرة، خصوصاً عندما عمدوا الى اللعب عن طريق الاطراف. وفي الشوط الأول، لم يجد لاعبو المنتخب السعودي أمامهم، لمقاومة نظائرهم الايرانيين، سوى اغلاق المناطق الخلفية والاعتماد على الكرات المعاكسة التي لم تكن تشكل خطورة، بعدما استسلم ثنائي الهجومي السعودي سامي الجابر وعبيد الدوسري باكراً لدفاع ايران، الى جانب عدم وجود الإمداد الكافي لهما من خط الوسط. وكثف المنتخب الايراني في ربع الساعة المتبقي على نهاية الشوط الأول هجومه على المرمى السعودي آملاً في تسجيل هدف يعطيه نوعاً من الارتياح في الشوط الثاني، لكن محاولاته باءت بالفشل. وكانت الكرة التي لعبها المهاجم الايراني علي دائي بكعب قدمه ومرت بجوار القائم الأيسر من أخطر الفرص 36. في الشوط الثاني انتهج المنتخبان منوالهما السابق، اذ استمر الايرانيون في الهجوم في مقابل تراجع سعودي. ولم تمض الدقائق العشر الأولى على انطلاقة هذا الشوط حتى فاجأ الحكم الاسترالي الجميع باحتساب ركلة جزاء، بإيعاز من مساعده الأول، بحجة ان الحارس السعوديي أعاق المهاجم الايراني كريمي، وتمكن دائي من تسجيل هدف السبق لمنتخب بلاده 57. ولم يجد السعوديون حلاً سوى التقدم الى أمام، بحثاً عن تعديل النتيجة، فيما اضطر الايرانيون الى التراجع للمحافظة على تفوقهم والاعتماد على الهجمات المعاكسة. وطغى الاستعجال على الأداء السعودي، ما تسبب بحصول لاعب الوسط الأيسر صالح الصقري على البطاقة الحمراء لمخاشنته أحد لاعبي ايران. وفي ظل اندفاع لاعبي السعودية الى أمام، فاجأهم علي دائي بتسجيله الهدف الثاني من تسديده قوية بعدما استثمر احدى الهجمات المعاكسة 65. وشمّر السعوديون عن سواعدهم في الدقائق المتبقية على نهاية المباراة بحثاً عن هز الشباك الايرانية، وحاول مدربهم اليوغوسلافي سلوبودان سانتراتش، الذي بات على وشك المغادرة الى بلاده، تنشيط الفريق بإشراك المهاجمين مرزوق العتيبي وابراهيم السويد بدلاً من عبيد الدوسري وسامي الجابر ودخول لاعب الوسط عمر الغامدي بدلاً من ابراهيم ماطر، لكن الوضع استمر على ما هو عليه. وسنحت للمنتخب السعودي في الدقائق الأخيرة العديد من الفرص التي لم تستثمر، فيما مال الأداء الايراني عقب الهدف الثاني الى الهدوء من أجل المحافظة على فوزهم الغالي ونجحوا في ذلك.