الفارعة الضفة الغربية - رويترز - ينثر المزارع الفلسطيني محمد ضراغمة البذور في حقله ويتفانى في رعاية محصوله، لكنه لا يجني سوى حصاد مر. يجمع ضراغمة مع مزارعيه الطماطم بعد ان تنضج تحت اشعة الشمس لكنه يعلم ان مصير محصوله مقلب القمامة. ويقول: "كل مرة انظر فيها الى الحقل اصاب بالصداع واشعر بالتعاسة". ومنذ اغلقت اسرائيل الاراضي الفلسطينية بعد اندلاع الانتفاضة قبل 11 شهراً يرى آلاف المزارعين، مثل ضراغمة، محصولهم وهو يذوي ويموت على الأرض. وحتى اذا تمكن المزارعون من مراوغة نقاط التفتيش العسكرية في الطريق الى السوق فإنهم لا يجدون ثمنا لبضاعتهم في ظل اقتصاد فلسطيني منهار بسبب الاغلاق الاسرائيلي. ويضيف ضراغمة وهو يلتقط ثمرة طماطم من فوق شاحنة: "ألا ترى... انها كالذهب. من المؤسف ان تلقي في القمامة او تباع بثمن بخس". ومن الارخص لضراغمة ان يلقي بمحصوله في القمامة على ان يستأجر عمالاً لتحميله على شاحنات والوصول به الى مدينة جنين المجاورة حيث يباع قفص الطماطم المحتوي على 15 كيلوغراماً بسعر يساوي 25 سنتا بعد ان كان يباع يوماً بما يساوي سبعة دولارات. ويزيد: "ماذا افعل. انه حكم القوي". ويشعر ضراغمة وهو يرى محصوله من الطماطم يتلألأ تحت شمس الضفة بالقلق من كيفية الحصول على المال اللازم لسداد قروض بنكية اخذها لتمويل شراء بذور وأسمدة. وقال: "هل هذا عدل... كيف لي ان ادفع اجر 30 عاملاً واشتري البذور". وحتى ان نجح في شحن المحصول لسوق الخضار في جنين عبر طرق خلفية غير ممهدة فانه سيباع "بلا مقابل تقريباً". ومع ذلك لا بد لضراغمة ورجاله ان يجنوا المحصول لأن تركه على الارض قد يضر بالمزروعات ويؤثر على المحاصيل التالية. لذلك يزرع ضراغمة ويجني كأن شيئاً لم يكن على امل ان ترفع اسرائيل حصارها حتى يتمكن من بيع محصوله. وعلى الاقل يمكن لضراغمة الوصول الى حقله الواقع في أراضي الحكم الذاتي الفلسطيني. اما محمد صوافطة، فخسر كل ما انفقه تقريبا على حقوله في الضفة قرب الاردن بعد ان اغلق الجنود الاسرائيليون الطريق المؤدي الى ارضه. وماتت الخضروات التي زرعها في الحقول عطشا وفقد 32 عاملاً بها عملهم.