القاهرة - "الحياة" - بعد 31 عاماً من رفض الرقابة على المصنفات الفنية في مصر سيناريو فيلم "تزوج وعش سعيداً" الذي كتب فكرته المخرج الراحل صلاح ابو سيف، وشاركه فيه لينين الرملي، وبعدما اعتزل السينما بسبب ذلك الرفض حتى مات من دون أن يحقق حلمه، ها هو ابنه المخرج محمد أبو سيف في طريقه إلى أن يحقق حلم والده بإخراج هذا الفيلم وانتاجه تحت اسم "دروس في الحب". "الحياة" التقت المخرج محمد أبو سيف وأجرت معه هذا الحوار: هل أجرت تعديلات على السيناريو، وماذا يحمل من أفكار وأحداث؟ - لم يحدث تغيير في السيناريو، بل حدث في الرقابة، لأنها اصبحت أكثر انفتاحاً وتفهماً لمشكلات المجتمع وطرق تناولها... والدليل أن فيلم "أسرار البنات" للمخرج مجدي احمد علي الذي يناقش قضية الجنس في شكل جاد وموضوعي، عرض قبل اسابيع. فهذه القضية موجودة في حياتنا وتنطوي على تراكمات اجتماعية، وآن الأوان اليوم لكي نتغير ونتلافى أخطاء الماضي. فنحن نتجنب هذه المشكلة ونتجاهل حلها، نتيجة للعادات الخاطئة والترسبات التاريخية أو سوء الفهم وعدم التفسير الصحيح للدين والعلم. فقد تربينا جنسياً في شكل مغلوط، إذ كنا نأخذ معلوماتنا إما من الكتب الساخرة وإما من الافلام. كذلك كان هناك دائماً تخويف للبنت من جسدها الى أن تكبر. ثم ان الختان يتقدم المشكلات التي تؤثر في العلاقة الزوجية. فالسعادة بين الازواج تبدأ من السرير، وهذا هو موضوع الفيلم. وماذا عن المعالجة؟ وهل ثمة مشاهد ساخنة؟ - الفيلم ليس إباحياً ولا يحوي مشاهد عري، بل يعالج طبيعة العلاقات بين الزوجين: "حمدي" الموظف البسيط في قسم المحاسبة في إحدى الشركات، و"سميرة" الموظفة في أحد "المشاغل". والمشكلات الجنسية تكاد تعصف بحياتهما معاً. فالزوجة تعاني برودة جنسية نتيجة للتربية الجنسية الخاطئة وانعدام الثقافة الخاصة بها، بينما يعاني الزوج رغبات جامحة متأججة تطفئها الزوجة ببرودتها وخوفها، ما يدفعه الى الارتماء في احضان فتيات الليل. ألم تتغير هذه المفاهيم منذ 31 سنة، ما قد يوجب إجراء تعديل على السيناريو؟ - اطلاقاً، فالفيلم لا يحتاج الى إضافة أو تعديل، لأننا نناقش قضية اجتماعية لا علاقة لها بالموضة. ونعرف جميعاً أن صلاح ابو سيف تظل كل أفلامه وقضاياه حية. فاحتكار التجار السلع وأثره في المجتمع قضية حية الى اليوم، وقد ناقشتها السينما منذ 50 عاماً في فيلم "الفتوة"، وقضية الريفي الذي تبتلعه المدينة في فيلم "شباب امرأة" ما زالت مطروحة. ما الفلسفة والطرح اللذان تتبناهما أحداث الشريط؟ - هناك وجهات نظر كثيرة أريد طرحها. فعلى سبيل المثال لي رأي في قضية الختان من خلال العمل، إذ أرى أن فيه تشويهاً لجسد الفتاة، لأن استئصال جزء حساس منه يسبب لها صدمة نفسية تترتب عليها مشكلات كثيرة لا تظهر آثارها إلا بعد الزواج. ومن هم أبطال الفيلم؟ - الفيلم من بطولة لبلبة وبسمة ومصطفى شعبان وحنان يوسف. وكلهم وجوه جديدة باستثناء لبلبة. وبصراحة أزمة السينما تكمن في أن 70 في المئة من الموازنة تنفق على النجوم والدعاية، وال30 في المئة الباقية على عناصر العمل الأخرى. عموماً الناس سئموا الوجوه المتكررة والانماط الموجودة، ويريدون دماً جديداً ومواضيع جديدة.