اعرب المغرب عن استغرابه الشديد لاسلوب تعاطي الحكومة الاسبانية مع قضايا الهجرة غير الشرعية بعد اعتقال الشرطة الاسبانية مطلع الاسبوع نحو 800 مهاجر غير شرعي انطلقوا من الشواطئ الشمالية للمغرب. وفي ما بدا رداً على استدعاء وزارة الخارجية الاسبانية القائم باعمال السفارة المغربية في مدريد وابلاغه "استياء مدريد من عدم بذل المغرب جهوداً كافية للحد من تدفق الهجرة غير الشرعية"، قال كاتب الدولة المغربي في وزارة الخارجية الطيب الفاسي الفهري خلال اجتماعه اول من امس في الرباط مع القائم باعمال السفارة الاسبانية في المغرب ان "المسؤولية مشتركة بين المغرب واسبانيا ازاء ملف الهجرة". واضاف ان "الاطراف الفاعلة والمصالح المعنية مغربية واسبانية". واتهم الفاسي الفهري الحكومة الاسبانية ب"تبني مقاربة اختزالية لا تعكس الطابع المعقد للملف". ورأى ان تحميل بلاده المسؤولية الكاملة في هذا الملف "أمر مبالغ فيه. ومن الخطأ تحليل الوضع الحالي وتقويم اثاره انطلاقا من مسؤوليات ملقاة فقط على المغرب". وعرض المسؤول المغربي الجهود البرية والبحرية والجوية "المهمة والدؤوبة التي يبذلها المغرب لوقف تدفق الهجرة غير الشرعية". وكشف عن اعتقال مصالح الدرك الملكي والامن المغربيين اكثر من 15 الف مهاجر يتحدرون من افريقيا وآسيا وترحيلهم الى بلدانهم في الفترة الممتدة من كانون الاول يناير 2000 وحتى30 حزيران يونيو 2001، اضافة الى اعتقال اكثر من 20 الف مغربي مرشح للهجرة غير الشرعية. واعتبر ان المغرب "تحمل مسؤولياته دوماً بهذا الجهد الامني اليومي من اجل كبح جماح الهجرة غير الشرعية، وعلى اسبانيا ايجاد حل سياسي واقتصادي للمشكلة في المقام الاول". ونفى وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى من جانبه امس انباء في شأن اجراء نظيره الاسباني جوزيف بيكي اتصالاً معه، وبحثهما في تداعيات الهجرة غير الشرعية. وتنذر الحرب الكلامية بين المسؤولين المغاربة والاسبان بتدهور الموقف، خصوصاً مع الضغوط التي يمارسها لوبي الصيد الاسباني على الحكومة لحض المغرب على ابرام اتفاق للصيد الساحلي، كان رفض تجديده بعد نفاده العام الماضي. ويتوقع ان ينعكس الموقف على مستقبل المفاوضات الجارية في شأن الشق الزراعي بين المغرب والاتحاد الاوروبي. ويرى المغرب ان وعود الاتحاد الاوروبي بدعم نمو مناطقه الشمالية المصدرة للهجرة غير الشرعية تبخرت على رغم جهوده في محاربة زراعة مخدر الشيرا في الشمال وشنه حملة غير مسبوقة على تجار المخدرات في العام 1996. ويرى المغرب ان اسبانيا تستفيد من دعم اوروبا جهود محاربة الهجرة غير الشرعية، في وقت تظل جهوده في هذا الاطار من دون جدوى مالية من جانب شركائه في اوروبا. ويتهم مسؤولون مغاربة اسبانيا ايضاً باغراق السوق المغربية بمواد مهربة.