حسم مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر جدلاً استمر نحو ثلاثة أشهر في شأن السماح بعرض فيلم رسوم متحركة عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، بعنوان "محمد خاتم الأنبياء". ووافق المجمع في اجتماع عقده مساء أول من امس وترأسه شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي على عرض الفيلم، وأقر ما فيه من معلومات تاريخية ودينية. ومثل القرار مفاجأة كبيرة إذ كانت جهات تابعة للأزهر بينها الصحيفة الناطقة باسمه هاجمت الفيلم والقائمين عليه بشدة. وأعد علماء من أعضاء المجمع وأساتذة في جامعة الأزهر بحوثاً انتهت الى إدانة الفيلم وطالبت بمنع عرضه. وكانت صحيفة "صوت الأزهر" أكدت إن "انتاج الفيلم استمر سنتين ويحتوي 196 ألف رسم ويستغرق عرضه 90 دقيقة بكلفة 10 ملايين دولار أميركي. وطوال سنتين لم يسمع أحد عن الفيلم إلا بعد الانتهاء منه. وجرت عمليات تصميم الفيلم في ريتش كريست انيميشن في بيربانك كاليفورنيا وتحت اشراف وعناية المنتج التنفيذي للفيلم وشخصيات اسلامية وتم تصوير شخصيات وخلفيات اسلامية. وبمجرد اختيار الممثلين قام المخرج ريتشارد ريش باجراء سلسلة من جلسات التسجيل الصوتي. ومنذ البداية اتضح أن صوت ابو طالب عم الرسول غاية في الاهمية، ولذلك اختار ايلي وليم الممثل المسرحي الكبير لتجسيد الشخصية. من أين عرف المخرج نبرات صوت عم الرسول وملامحه حتى يختار الممثل المناسب؟"، واضافت: "لا ندري ما علاقة المؤلف والسيناريو والمخرج بالدين الاسلامي، فالمشاهد للدقيقتين اللتين عرضتا من الفيلم يرى أن السيناريو مفكك الاجزاء لعدم دراية المؤلف بالتاريخ الاسلامي، والموسيقى لا تصلح إلا لافلام رعاة البقر الاميركيين، ولا تتناسب مع الهدوء والسمو الروحي في عرض حياة الانبياء. وحتى اختيار الاشخاص من جانب المخرج تشوبه بعض الاخطاء. فمثلاً نرى اللحية رسمت بشكل لم نره من قبل في الافلام الاسلامية ومنظر الشعر المهذب والاشكال الغريبة التي تخرج الكراهية من عيونها، وشكل الصحراء وشكل الغار، وحتى شكل الكعبة يختلف تماماً عما هو معروف. دقيقتان من الكذب والخداع لأهم مشاهد الفيلم. والملاحظ لتاريخ اصحاب العمل الفني المخرج والكاتب والموسيقي يراهم تخصصوا في الترفيه عن المشاهدين فما الذي دفعهم الى انتاج مثل هذه الدراما التي لا تحوي على أي مشهد ضحك أو سخرية". وتساءلت الصحيفة: "ما الذي دفع هذه الشركة الى ان تتكبد كل هذا المبلغ الكبير في سبيل انتاج مثل هذا الفيلم؟". واختتمت: "المعروف أن الاميركيين واليهود عموماً يكرهون سيرة الرسول والمسلمين. وكان الأولى بهم أن ينتجوا عن سيرهم هم، فالمسألة تحتاج الى وقفة وبسرعة حتى لا تتفشى هذه الظاهرة وهي الحديث عن رسولنا من أي شخص وفي أي مكان". وفي موقف مختلف طالب مجمع البحوث في ختام الاجتماع القائمين على الفيلم "بذل مزيد من الجهد لإخراج أفلام أخرى تتناول التاريخ الإسلامي ليستفيد منها الناشئة من المسلمين". وأجمع الأعضاء بعد مشاهدتهم الفيلم في عرض خاص على أنه "لا يحتوي على ما يخالف نوايا الإسلام أو التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية المشرفة".