} على رغم تراجع أرباح الشركات الأميركية وإستمرار متاعب الإقتصادين الأميركي والدولي واصل عمالقة صناعة النفط الأميركية تسجيل أرقام قياسية في الأرباح للفصل الثاني على التوالي مستفيدين من عوامل عدة أهمها زيادة إنتاج النفط والغاز وإرتفاع هوامش الربح في عمليات تكرير النفط وتسويقه في السوق المحلية. أفاد تقرير أصدرته إدارة معلومات الطاقة أول من أمس أن الأرباح الصافية التي حققتها 27 شركة نفط وغاز رئيسية في الفصل الثاني من السنة الجارية تجاوزت 17.5 بليون دولار مسجلة زيادة بنسبة 35.3 في المئة على الفترة المقابلة من العام الماضي حين لم تتجاوز الأرباح الصافية 13 بليون دولار. وجاءت الأرقام القياسية الجديدة لشركات النفط مع تراجع أرباح الشركات المدرجة في مؤشر "ستاندر آند بور 500" في الفصل الثاني بنسبة 17.3 في المئة. وفعليا انخفضت أرباح غالبية الشركات الأميركية أكثر من النسبة المشار إليها سوى أن أرباح شركات النفط والغاز، التي تشكل نحو 6 في المئة من المؤشر، عدلت النتيجة النهائية. وحسب تقرير إدارة معلومات الطاقة قدمت عمليات إنتاج النفط والغاز المحلية أكبر مساهمة للأرباح الصافية وتبعها في المقام الثاني عمليات التكرير والتسويق ثم في المقام الثالث العمليات الخارجية، إلا أن جانباً لا بأس به من الزيادة المحققة في الأرباح الصافية نتج عن عمليات الدمج والتملك التي نشطت في صناعة النفط والغاز الأميركية في الأعوام القليلة الماضية. وأفادت شركات النفط من إرتفاع متوسط أسعار الغاز الطبيعي في الفصل الثاني وللفصل الرابع على التوالي بنسبة 49 في المئة علاوة على ارتفاع الإستهلاك المحلي 2 في المئة. وتمت تغطية الإستهلاك الإضافي عبر رفع الإنتاج المحلي بنسبة 3 في المئة والواردات بنسبة 7 في المئة. ونجمت الزيادة عن إرتفاع الاستهلاكين المنزلي والتجاري اللذين يشكلان 40 في المئة من الاستهلاك المحلي. وساهم إرتفاع أسعار الغاز الطبيعي في زيادة أرباح الشركات الأميركية من عمليات انتاج والغاز وفي درجة أقل النفط سوائل المحلية بنسبة 19 في المئة لترتفع إلى 5.5 بليون دولار وانفردت ثلاث شركات هي "إكسون موبيل" والفرعان الأميركيان لشركتي "بريتيش بتروليوم" و"شل" بنحو 40 في المئة من إجمالي الأرباح المحققة. وعلى رغم إنخفاض متوسط أسعار النفط الخام بنسبة 10 في المئة في الفصل الثاني من السنة مقارنة بالفترة المقابل من العام الماضي إلا أن أرباح الشركات الأميركية من عمليات التكرير والتسويق المحلية إرتفعت بنسبة 78 في المئة لتصل إلى 5.4 بليون دولار وعزت إدارة معلومات الطاقة السبب إلى إرتفاع كل من هامش الربح في عمليات التكرير والإنتاج والمبيعات. وأشارت الإدارة إلى أن إرتفاع هامش الربح في عمليات التكرير بمقدار يصل إلى 6 دولارات للبرميل لاسيما في الولايات الوسطى والغربية نجم عن قوة أسعار المشتقات علاوة على تراجع كلفة التخزين لدى الشركات الكبرى التي خفضت مخزوناتها من الغازولين بنسبة 8 في المئة عن متوسط الفصل الثاني في الفترة من 1995 إلى 1999. إلا أن إنخفاض أسعار النفط الخام إنعكس سلبا على عمليات الإنتاج الخارجية للشركات الأميركية إذ إرتفعت الأرباح الصافية لثماني شركات من هذه العمليات بنسبة 2.3 في المئة لتصل إلى 3.2 بليون دولار. وشكل إنتاج النفط الخام والسوائل 61 في المئة من إجمالي عمليات الإنتاج الخارجية مقارنة بنحو 65 في المئة في الفصل الثاني من العام الماضي. وانفردت "إكسون موبيل" بنحو 34 في المئة من إجمالي الأرباح الصافية المحققة لمجموعة شركات الطاقة الأميركية الرئيسية إذ بلغت أرباحها 4.5 بليون دولار مسجلة زيادة بنسبة 6 في المئة.