الموقع هو بلازا مايور الساحة الكبرى، احدى الساحات الاسبانية الرئيسة المبنية في قلب العاصمة مدريد في بداية القرن السابع عشر والتي تشهد منذ ذلك الوقت الاحتفالات والمهرجانات الشعبية والدينية، والحدث هو الاحتفال بمرور 150 عاماً على تدشين شركة المياه المعروفة باسم "قناة ايزابيل الثانية"، عاش المدريديون والسياح الذين حضروا الاحتفال نهاية الشهر الفائت يوماً من أيام القرن التاسع عشر، يوم كانت مدريد تعاني أزمة مائية خطيرة بعد ان انتهت جميع الامكانات للاستفادة من الانجازات العربية القديمة في تزويد أهالي المدينة بالمياه السطحية، وصلت الحال في منتصف القرن التاسع عشر الى ان تحدد الجهات المعنية كمية سبعة ليترات من الماء للشخص الواحد اسبوعياً، واضطرت الحكومة الى انشاء قناة لنقل المياه من نهر لوزويا سميت باسم الملكة الحاكمة حينذاك، بعد ان صدر القرار الملكي بذلك عام 1851. شارك في الاحتفال التاريخي، أكثر من مئة شخص، منهم من قام بدور موزّع المياه المحمولة على الحمير ومنهم من قام بدور الحداد أو النجار أو الحيّاك، أو الطباخ... ومنهم من قام بدور الإنسان البسيط العابر ومنهم من قام بدور مربي الدواب... بدأ الاحتفال في الساعة الحادية عشرة صباحاً وانتهى في الحادية عشرة ليلاً بتقديم بعض عروض السارسويلا على المنصة التي أقيمت خصيصاً لذلك ولتقديم بعض الهدايا للفائزين بمساهمات تتعلق بتلك الفترة من قبل عمدة المدينة خوسي ماريا ديل مانثاو ومدير شركة قناة ايزابيل الثانية. وغصت الساحة بالمدريديين وبالسياح الذين أخذوا أماكنهم في مقاهي تيراسات الساحة المشهورة بتقديم المشروبات والأطعمة الممتازة وبأسعارها المرتفعة نسبياً مقارنة مع المقاهي المجاورة، وقد استغل الحضور المناسبة التاريخية لالتقاط الصور التذكارية عن تلك الفترة العصيبة من تاريخ مدريد، الى جانب موزعي المياه أو المرحبين بالضيوف أو حتى قرب بعض الحيوانات. وحظي الاحتفال باهتمام الإعلاميين الذين تحدثوا عنه كثيراً، كيف لا وأهالي مدينة مدريد عاشوا يوماً من أيام منتصف القرن التاسع عشر، يعجّ بالمسرات والمفاجآت والضحكات، في بلازا مايور التي تحفظ الكثير من الأبنية والبوابات والاصلاحات العائدة لتلك الفترة التاريخية.