وزع سمير غريب رئيس مجلس ادارة دار الكتب والوثائق القومية المصرية أخيراً الجوائز على ستة عشر فائزاً وفائزة في المسابقة التي نظمتها الدار في فن الكاريكاتور وشارك فيها متسابقون من سن 10 الى 25 سنة تحت عنوان "سلوكيات مرفوضة"، وانحصرت اعمار الفائزين الستة عشر بين 11 و23 سنة. وضمَّ اللوحات الفائزة والتي تعكس مقداراً عالياً من السخرية والانتقاد، معرض اقيم في احدى قاعات مبنى دار الوثائق القومية المطل على النيل وبلغ عددها 48 لوحة. واتضح هذا الوعي في أجمل مفارقات أو مفاجآت المعرض حين وجدنا ان اللوحة الفائزة بالمرتبة الأولى سياسية بحتة تحدثت عن القضية الفلسطينية، إذ تصور اثنين من الجنود الاسرائيليين يلعبان الورق ويقول احدهما للآخر "لو كسبت الدور ده هفتح لك مطار غزة يومين وأقفله تاني". ورسم هذه اللوحة احمد مرسي محمد 18 سنة. ولوحظ حرص المتسابقين الصغار على الاشتراك بالمسابقة والأمل بالفوز حتى من هم خارج القاهرة فكان هناك فائزون من محافظاتالاسكندرية والدقهلية والقليوبية وغيرها. إلا أن أهم ما لوحظ في اللوحات الفائزة كثرة الاخطاء الاملائية في التعليقات المصاحبة للرسوم حتى لوحات الكبار منهم، مما يشير الى عيبين خطيرين أولهما ضعف المستوى القرائي والكتابي للمتسابقين وجميعهم في سني الدراسة المختلفة وهذا دليل على ضعف العملية التعليمية بالمدارس. والعيب الثاني هو غياب عاملي المراقبة والتدقيق للأعمال قبل تقديمها للمسابقة سواء من جانب الاهل في المنازل أو المعلمين في المدارس، دليلاً على ضعف دورهم في رعاية مواهب ابنائهم او التفات المدارس للموهوبين فيها. وعلى مدار اكثر من ساعة من متعة المشاهدة ولج بعدها الحضور الى قاعة الاحتفالات في الدار لبدء الأمسية التي تصدرتها كلمة سمير غريب ورحب فيها بالحضور وأبدى سعادته بالمسابقة وفكرتها والفائزين فيها، على أن تظل دار الكتب والوثائق القومية مركزاً للاشعاع الثقافي والفني لكل الوطن العربي. ثم قام بتوزيع الجوائز على الفائزين وتفاوتت بين جوائز مالية للفائزين الثلاثة الأوائل، وأخرى عينية في صورة كتب من "مكتبة الاسرة" ومهرجان "القراءة للجميع" للفائزين من الرابع الى السادس، وثالثة كانت عبارة عن شهادات تقدير للفائزين من السابع الى السادس عشر. واحتفاء بالفائزين ولتعريفهم بالفن وأعلامه في مصر عقدت ندوة فنية لفنان الكاريكاتور المصري عمرو سليم أدارها خالد هاشم نائب رئيس مجلس ادارة الدار تحت عنوان "الشخصية المصرية وفن الكاريكاتور". وهو بدأ حديثه بقوله "اعتقد أننا في زمن لم يعد أحد يهتم بفن الكاريكاتور، ولكنني فوجئت بتلك المسابقة التي أقامتها دار الكتب المصرية والتي لم يكن من ورائها أي قصد غير احياء هذا الفن وتسليط الضوء عليه". واستطرد الفنان عمرو سليم حديثه معلقاً على اللوحات الفائزة بأن الطفل المصري فاجأنا جميعاً كعادته بعبقريته وبعد نظره وكونه فناناً بالفطرة. فهو ابن النيل والصحراء والطبيعة. ولكن أن يكون ذلك في فن الكاريكاتور فتلك هي المفاجأة بحق إذ أنه فن صعب أو أنه السهل الممتنع. فلا بد من أن يكون الفنان معبراً عن فكرة أو مبدأ عقلاني وجداني من خلال رسم موقف معين وجملة تعليق عليه قد لا تتعدى الكلمات السبع احياناً.