بمشاركة ربع مليون ممرض ومتطوع، تُطلق "منظمة الصحة العالمية" حملة ضخمة للتلقيح ضد شلل الأطفال في 4 بلدان إفريقية هي أنغولاوالكونغو والكونغو - برازافيل والغابون. وتعتبر هذه الحملة الأضخم ضد المرض في تاريخ المنظمة، وتُذكّر بحملات مشابهة في خمسينات القرن العشرين وستيناته شملت أوروبا وأميركا الشمالية وإستطاعت تحويلها إلى مناطق خالية من هذا الوباء. وتضع منظمة الصحة نصب اعينها إعلان تلك الدول خالية من شلل الأطفال في العام 2002، وذلك تمهيداً إلى تحقيق هدف أكبر يتمثل في إعلان الأرض كلها خالية من ذلك المرض الُمقعِد مع حلول العام 2005. وتستمر الحملة خمسة أيام متواصلة بمشاركة ربع مليون ممرض ومتطوع. ويؤمل في ان تشمل 16 مليون طفل أفريقي تقل أعمارهم عن الخمس سنوات. ويتوزع هؤلاء الأطفال على 4 بلدان إفريقية هي أنغولاوالكونغو والكونغو - برازافيل والغابون. وشدد بروس أيلوارد، رئيس برنامج لقاح الشلل في منظمة الصحة، أن الأوضاع العالمية لم تعد تحتمل بقاء مناطق واسعة في قبضة فيروس الشلل المعدي. وذكر ان العولمة وزيادة حركة البشر في العالم، زادا خطر إنتقال الفيروس إلى المناطق التي تحررت منه، خصوصاً في أميركا الشمالية وأوروبا والكثير من مناطق آسيا. وعملياً، صارت بعض الدول الأفريقية "معقل" هذا الفيروس، إذ تمنع حروب القبائل والإثنيات، الى جانب الفقر المدقع وضعف البنى الإجتماعية والصحية، من تنظيم حملات مجدية للتخلص من هذا الوباء. وينطبق هذا الوصف في صورة خاصة على دول وسط أفريقيا، التي تعاني أيضاً من أعلى نسب إصابة بالإيدز، وبفعل تلك الأسباب. لذا يخشى كاندجورا درايم الذي يدير هذه الحملة من مركز خاص في كينشاسا عاصمة الكونغو الديموقراطية، من ان تؤدي هذه الأسباب إلى فشل الحملة الحالية الطموحة. وعلى سبيل المثال، يعيش خمس أطفال أنغولا في مناطق تسيطر عليها منظمة "يونيتا" التي تخوض حرباً طويلة مع الحكومة. ووجه درايم نداء إلى أهالي الأطفال في مناطق "يونيتا" للتوجه إلى مراكز تلقيح خاصة على الحدود مع الكونغو. وتبعث هذه الحملات ومثيلاتها ذكرى الطبيب الاميركي الراحل جوناس سالك الذي حوّل لقاح شلل الأطفال نقاطاً تؤخذ من طريق الفم بدلاً من الحقن بالإبر، كما كان الحال في بداية صنع اللقاح. ولا تخلو مثل هذه الحملات الكبرى من المخاطر، اذ رأى بعض الخبراء أن حملات التلقيح الواسعة التي نظمت في مطلع الخمسينات في أفريقيا، بإستخدام الإبر، هي السبب في ظهور الإيدز وإنتشاره. ورأى هؤلاء أن بعض ذلك اللقاح صُنِّع بإستخدام أنسجة أخذت من القردة، وهي مخزن فيروس الإيدز. ولا يوجد إجماع على هذه النظرية على اي حال.