في اختراق علمي يذكّر بأول عملية نقل قلب، على يد الدكتور كريستيان برنارد في جوهانسبورغ عام 1967، أعلن فريق جراحة في جامعة "لويسفيل" الأميركية زرع قلب إصطناعي كامل في صدر انسان، للمرة الاولى. زرع القلب الاصطناعي، واسمه "أبيو كور" Abio Cor لمريض يشارف الموت، في جراحة استمرت سبع ساعات في المستشفى اليهودي في ولاية كنتاكي. ويتألف "أبيو كور" من مزيج من البلاستيك والتيتانيوم، المعدن المستخدم في صنع مركبات الفضاء، وتبلغ كلفته 70 ألف دولار. ومنذ مطلع الثمانينات، توصل العلماء إلى صناعة قلب إصطناعي حمل اسم "جارفيك" ينهض بوظائف القلب الطبيعي كلها. لكن الأجيال المتعاقبة عانت مشكلات عدة من جرائّه، أبرزها حجمه الضخم نسبياً، والاضطرار إلى وضع بعض المكونّات خارج الصدر. وفي آخر نسخة من "جارفيك"، بقيت البطارية مربوطة إلى حزام المريض، ومدت أسلاك عبر الرقبة لتستمر في تشغيل القلب الاصطناعي. والجديد في "أبيو كور" أنه أول قلب اصطناعي متكامل تزرع مكوناته كلها في الجسم، بما في ذلك البطارية ومضخة تشغيل هيدروليكية. وحلّ علماء شركة "أبيوميد" التي صنعته، مشكلة إعادة شحن البطارية، واخترعوا جهازاً يثبت في الحزام ويرسل موجات إلكترونية إلى أداة تلصق على الصدر من الخارج. وتبث هذه الأداة موجات كهرباء تعيد شحن البطارية داخل "أبيو كور" الذي يقل وزنه عن كيلوغرام واحد. وينبض "أبيو كور" بإيقاع القلب الطبيعي، ومع كل نبضة يضخ الدم إلى الرئتين ثم يوزعه على الجسم. وعلى رغم كل هذه الميزات، لا يتوقع الأطباء أن يعيش صاحب أول "أبيو كور"، أكثر من 60 يوماً، مقارنة بأول مريض زرع له "جارفيك"، وعاش 112يوماً. والمريض الذي استقبل "أبيو كور" عانى حالاً شديدة التدهور من هبوط القلب قبل العملية، فتطوع لإجرائها على سبيل التجربة، وكآخر سهم في جعبة الأمل. وعليه، تفتح هذه الجراحة الناجحة الباب على مصراعيه أمام جراحات مشابهة، علماً ان عدد ضحايا هبوط القلب يصل إلى 700 ألف سنوياً في الولاياتالمتحدة وحدها. ويعد هذا المرض في مقدم أسباب الوفاة للبالغين في العالم. وتعطي عمليات الزرع نتائج جيدة إذا أجريت قبل التدهور التام في حال المريض. ويستعد جراح القلب الاميركي محمد أوز لإجراء جراحة زرع "أبيو كور" قريباً. ويزمع "مكتب الدواء والغذاء" إعطاء موافقته على إجراء جراحات مماثلة في صدور 15 مريضاً. ويحتاج 100 ألف مريض في الولاياتالمتحدة سنوياً إلى هذا القلب الاصطناعي. ويرى بعض الأطباء في سعره المرتفع حاجزاً أمام افادة الجمهور من هذا الانجاز العلمي، في حين يأمل البعض بأن يؤدي الإنتاج الواسع إلى خفض السعر.