شكلت الهيكلية التنظيمية المحترفة لفريق مارلبورو للمغامرة منذ اطلاقة برنامج نشاطاته في الشرق الاوسط، والذي ارتكز على تحدي الطبيعة في البحر والجبل ضمن اربع رياضات هي قيادة السيارات ذات الدفع الرباعي والدراجات النارية وتسلق الصخور والمرتفعات بواسطة الحبال المزدوجة والتجذيف النهري، ضمانة تجسيد المعنى الرئيسي لكلمة المغامرة في ادراكها اللامعقول، واروائها ظمأ الشباب المتعطش الى اثبات الذات، وقيادة طموحاته الى ابعاد غير محدودة. وظهر ذلك جلياً من خلال الانطباعات التي تركتها المغامرة لدى المشاركين المحظوظين، انطلاقاً من وقوع الاختيار عليهم بحسب المعطيات على الورق عبر الاستمارات الخاصة في مرحلة اولى، سواء في المخيمات الاعدادية، او مخيم الغرب الاميركي في مدينة يوتاه، والذي يتوج المغامرة عبر ربطها بمعطيات الحياة الاقسى في قلب الطبيعة الخلابة وذات الجمال الاسطوري في فترة عشرة ايام. ونذكر في هذا الاطار انطباع السعودي حسان القباني، والذي لا يزال يعيش في حلم عدم تصديق واقع خوضه هذه التجربة الفريدة في العام الماضي، والتي جعلته يخضع لتجارب مستحيلة بحسب قوله، من امثال التجذيف في مياه نهر كولورادو وتسلق الجبال، الى اخرى مرتبطة بالحياة اليومية في هذا المخيم المتطلب على غرار التهافت لازالة اثار الوحول والغبار بعد جولات السيارات ذات الدفع الرباعي والدراجات النارية وسواها، والتحلق ضمن مجموعة حول نار المخيم لاستعادة ذكريات النهار الطريفة، والتي تنسي تعب المسارات الشاقة والطويلة. ونذكر ايضاً انطباع الاماراتي علوي سعيد سالم، الذي وصف ايام المغامرة بايام الحلم "والتي لا ازال احرص على مشاهدة كل الصور واشرطة الفيديو عنها مع الاصدقاء والاقارب"، علماً انه شرع اخيراً في اعادة تسجيل شريط الفيديو الخاص بالمغامرة، باعتبار ان تكرار عرضه اياه كثيراً بدأ يؤثر سلباً على نوعية الصور واللقطات الفريدة فيه. تجديد وهذا العام، ارتأت هذه الهيكلية التنظيمية اكساب نشاطاتها المعنى الثاني لكلمة المغامرة، وهو التجديد. وتكرس ذلك في مرحلة اولى في وضع اختبار المغامرة في متناول عشاق التحدي، والذي رفع شعار "اكتشاف المغامرة". وتضمن الاختبار تكنولوجيا متطورة اتاحت اخيراً امام زائري معارض مدن دبي وابو ظبي والعين الاماراتية تحديداً اكتشاف اختبارات التجذيف، وقيادة سيارات الدفع الرباعي وسواها، من اجل تكوين فكرة واضحة عن النشاطات... وبلغ عدد الخاضعين لهذا الاختبار نحو 30 الفاً في فترة شهر واحد تقريباً. وشملت المرحلة الثانية الاعلان عن خطوات التجديد في المغامرة الكبرى في الولاياتالمتحدة، واهمها التخلي عن فكرة خوض المغامرين النشاطات ضمن جدول معين وطويل، وفريق واحد، في مقابل منحهم حرية اختيار المغامرات التي يريدونها. وصب ذلك عموماً في خانة انعاش المغامرة، ومنحها دفعاً جديداً نحو الافضل. ويتم ذلك بالتأكيد على اسس وقواعد ثابتة لا تتغير ابداً، وفي مقدمها توفير السلامة العامة، علماً ان المغامرين سينخرطون ضمن مجموعة مؤلفة من سبعة اشخاص يقودهم دليل واحد متخصص بالمغامرات الخارجية، والذي يضطلع بمهمة توفير متطلبات المساعدة المثالية لهم، ويزودهم بالشروحات الميدانية المناسبة. ويتوجب على كل مجموعة تحضير كل المعدات اللازمة إضافة الى الطعام من اجل خوض المغامرة المحددة. يذكر ان لائحة الاختصاصيين ضمت العام الماضي الالمانية يوتاه كلينشميدت، بطلة رالي باريسدكار هذا العام، والتي اشرفت على اختبار قيادة سيارات الدفع الرباعي، وعاونها المسؤول التقني كريس برونر، الذي تولى تجهيز السيارات التي بلغت قوة محركاتها 121 حصاناً وتزويدها بالاطارات العريضة على الطرقات الوعرة. ووضع ديتمار لاشير برنامج اختبار قيادة الدراجات النارية، علماً انه امتلك سجلاً باهراً كدراج محترف في السابق، عززه بالخبرة التدريبية الكبيرة في الاعوام الاخيرة، والتي ساعدت على اكتشاف مواهب عدة وتطويرها. ولم يخرج اختبار تسلق الجبال من دائرة اشراف الاختصاصيين عبر غيدوكو سترماير ونوربرث ساندنر، علماً ان الاول شغل منصب مدرب المنتخب الالماني في هذه الرياضة، بينما ادار الثاني مدرسته الخاصة لتعليم التسلق، كما تولى اعداد المجازفين للمشاهد الخطرة في الافلام الاميركية. اما اختبار التجذيف فتم على ايدي هولغر هوبر وكارستن بودل. وامتلك الاول خبرة كبيرة في التجذيف في اخطر الانهر في العالم في كوستاريكا ومدغشقر والولاياتالمتحدة، اما الثاني فشملت خبرته مواقع التجذيف في موطنه كندا خصوصاً. ونذكر بين الاختصاصيين الآخرين الذين اشرفوا على اختبارات متنوعة اخرى هدفت الى كشف ميزات المشاركين لجهة الحنكة والقدرة على ايجاد الحلول السريعة للعقبات وتوفير روح التعاون والانسجام، اوليفر دورغيلهو، وراينهارت زفيغر، الخبير في رحلات الاستكشاف في الغابات والأماكن غير المأهولة. اما المسؤولون عن تنظيم المخيم عموماً فكانوا اويرنر فليشر، اندرياس غانغ، ويلهيم هوهلز واسعد سعيد، المتخصص بتنظيم النشاطات الرياضية الخارجية في الشرق الاوسط. وستواكب المرحلة الثالثة من خطوات التجديد المخيم الاعدادي المقرر من 31 تموز يوليو الى 5 آب اغسطس في قبرص، والتي ستستضيف الحدث للمرة الاولى، بعدما كان جرى في الامارات ولبنان على التوالي في الاعوام الخمسة الماضية. ويتوقع ان يسجل المخيم الاعدادي ارقاماً قياسية جديدة عدة، اهمها في عدد المغامرين المشاركين، والذي يبلغ 82، يمثلون 11 دولة هي السعودية والامارات والكويت والبحرين وعمان ولبنان وتشيخيا ورومانيا وبولندا وسويسرا واندونيسيا، وعدد المنظمين المشرفين على النشاطات 50 والمساعدين اللوجستيين المكلفين تأمين التجهيزات والطعام والاهتمام بالمستلزمات اليويمة 50 والصحافيين 40. ولا ننسى اطنان اليات السيارات والدراجات والقوارب، وامتار المياه المكعبة التي ستنقل خصيصاً في خزانان ضخمة الى موقع المخيم. يذكر ان مخيماً اعدادياً آخراً سيجرى بين 11 و15 آب في جمهورية الدومينيكان لدول اميركا الوسطى والجنوبية يشارك فيه 69 مغامراً، اما مخيم الغرب الاميركي فيجرى بين 29 ايلول سبتمبر و10 تشرين الاول اكتوبر.