تنطلق صباح اليوم حلقات المخيم الاعدادي الانتقائي لفريق مارلبورو للمغامرة، الذي يقام للسنة الثالثة على التوالي في لبنان، ومكانه الجديد هذا العام قرب قلعة المسيلحة الاثرية في البترون. ويستمر المعسكر حتى مساء السبت المقبل، حيث تعلن اسماء المتأهلين الى "المغامرة الكبرى" في الغرب الاميركي خلال ايلول سبتمبر المقبل. تفاصيل ووقائع هذا الحدث، سلطت الاضواء عليها امس في موتمر صحافي عُقد في فندق ماريوت في بيروت، واعلن فرانسوا موريون من شركة فيليب موريس لوزان، ان المخيم اللبناني بات دولياً كونه يجمع هذه السنة المشاركين العرب من لبنان وبعض الدول الخليجية، ومشاركين من سويسرا وهنغاريا وبولندا واليونان. والانتقاء لمخيم الغرب الاميركي سيكون في لبنان، وفي لقاء اعدادي آخر سيقام في المكسيك في الاسبوع المقبل، واوضح ان نجاح التجربة في لبنان العامين الماضيين، جعل من حدث سنة 2000 دولياً. وكشف اسعد سعيد المسؤول عن المخيم اللبناني وأحد اعضاء فريق "ادفنتشر تورز" المتخصص في مثل هذه النشاطات، عن الفقرات التي سيتضمنها المخيم في البترون والذي "سيضم اكبر مجموعة في تاريخ هذا الحدث الذي اطلق العام 1984، حيث سيتجمع اكثر من 210 اشخاص لمزاولة خمسة انواع من المغامرة الحقيقية، عنوانهم الاندفاع وروح الفريق الواحد، يقبلون على الاختبارات بسرور وغبطة، ويعيشون تجربة جديدة ومثيرة...". وعن موقع الحدث، لفت سعيد الى ان المكان مثالي عابق برائحة الريف والقرية... بيوت قديمة صخرية خضعت للترميم واعادة البناء. وسيقيم المغامرون هناك، ويتذوقون اصناف الضيافة اللبنانية القروية ايضاً... ومن جديد مخيم فريق مارلبورو للمغامرة 2000، ابدال التجذيف في الانهر، بتمارين الحيطة والوقاية على متن الزوارق المطاطية في البحر. اما قائد مجموعة "ادفنتشر تورز" فيرنر فليشر فعرّف بجوانب اخرى من الحدث وبمجموعة الاختصاصيين الذي سيواكبون المشاركين وهم اندرياس جنغ وفيلهلم هوهلز ورانيهارد زفرجر وكريس برونر ويوتاه كلمينشمندت بطلة سباقات راليات الرايد الشهيرة ومنها سباق باريس - داكار، وغيدو غوستر ماير ونوربيرت ساندنر وهولغر هوبر وديتمار لاكر واوليفر دوجرلو وكارستن بوديهل. وعُرض في المناسبة فيلمان وثائقيان عن المخيم الاعدادي العام الماضي الذي اجري في مرتفعات العاقورة، والمغامرة الكبرى في الغرب الاميركي. ثم قدّم المدربون الاخصائيون نماذج من الاختبارات، التي سيخضع لها المشاركون، في بهو الفندق، ومنها الصعود والهبوط بالحبل المزدوج. في المخيم الاعدادي، سيقود المشاركون ايضاً سيارات الدفع الرباعي والدراجات النارية الموتوكروس التي تتعامل جيداً مع الهضاب والمروج والمزالق والوهاد، فضلاً عن اجتياز المنحدرات بالحبال المزدوجة، ويتعاملون مع سر البحر وامواجه، وينامون في بيوت وخيم وسط الطبيعة المترامية... اضافة الى خضوعهم الى اختبارات شفهية ونفسية... وفي كل مساء يتحلقون حول نار المخيم يتسامرون ساردين تجاربهم، ويوثقون تعارفهم. المشاركون بقلوب مستعدة يلمون بالتقنيات التامة ويثقلون مهاراتهم على مختلف انواعها، والمشرفون محترفون يحرصون على اجراءات السلامة الضرورية، ويسهرون على راحتهم ليلاً ونهاراً. اللبنانيون المجموعة اللبنانية التي ستخضع للاختبارات الميدانية الى جانب قادمين كثر من الخليج العربي واوروبا، تضم جانين ابو جودة 22 عاماً واسامة رحال 20 عاماً وريم باسيل 18 عاماً وداني موسى 24 عاماً وبسام مبارك 21 عاماً وداني نصار 22 عاماً وتوفيق قبلان 24 عاماً وبسام فرح 22 عاماً ومازن عبدالخالق 23 عاماً. اجمع افرادها على حبهم لحياة الطبيعة والمخيم، واكتشاف آفاق جديدة والتعارف والاختلاط، وهم من مزاولي رياضات عدة، وسبق ان عاشوا تجارب مشابهة بعضها في المخيمات الكشفية "لكن الامور ستختلف جذرياً" مع فريق مارلبورو للمغامرة الذي يمنحنا فرصة الاكتشاف والاختبار وتحقيق الذات". وسيختار المشرفون على المخيم اثنين منهم للانضمام الى "المغامرة الكبرى" في الولاياتالمتحدة. 16 سنة من الإثارة والتشويق شبّان كلهم حماسة دفعهم حبهم للمغامرة الى البحث عن شيء مختلف فاختاروا "فريق مارلبورو للمغامرة"، لأنه فريق يزخر عالمه بالتحديات الآسرة والنشاطات المثيرة منذ 16 سنة. الانطلاقة الأولى ل"فريق مارلبورو للمغامرة" كانت في عام 1984. ثلاثة فرق ضمّ كلّ منها خمسة شّبان شاركوا في منافسات مشوقة، فخطوا سطوراً أولى في كتاب الفريق. وتواجهت الفرق في أربعة نشاطات هي امتطاء الخيل وركوب الدراجات النارية وقيادة سيارات الدفع الرباعي والتجذيف. وكان على المغامر أن يتمتع بقدرات جسدية هائلة، وأن يملك مهارات تقنية عالية، لذا تم اختيار المغامرين بعناية فائقة. وتطورت المغامرة مع مرور السنوات وارتفاع وتيرة الحماسة والإثارة. وابتداء من عام 1987 شاركت ثمانية فرق ضم كل منها مغامرين اثنين فقط فتضاعف التشويق. التحديات ازدادت، نمط الأحداث تسارع، فتخلّى المنظمون عام 1994 عن نظام المواجهة بين الفرق واعتمدوا فكرة تكوين فريق واحد يضم مشاركين من أنحاء العالم كافة، ويتحدى طبيعة صارمة. شبّان من ثقافات مختلفة تعرّفوا، اكتشفوا وتعاونوا، فكرّسوا روح الفريق الواحد. تكاتفوا وتناغم أداؤهم في مواجهة الجبال الشاهقة والوديان المهيبة والممرات الضيقة ومياه الأنهر الهادرة، فحققوا هدفهم. وفي المساء، حول نار المخيم تبادلوا أخبار يوم مثير في جو طغت عليه روح الصداقة. المشاركة العربية في كبرى المغامرات بدأت عام 1996، وعاد منها الشبان بذكريات رائعة. وأطلعوا رفاقهم على عالم "فريق مارلبورو للمغامرة" العامر بالإثارة، وما اختبروه في الغرب الأميركي، تلك المنطقة التي أضفت رونقاً على أفلام "الويسترن" الأميركية. وسارع الآلاف من الشبّان العرب الى تقديم طلبات الاشتراك للانضمام الى مغامرة 97، اشتراكات يزداد عددها مع كل سنّة ومع كل مغامرة. عالم بلا حدود ويمضي شبان "فريق مارلبورو للمغامرة" 10 أيام من الإثارة تمتد بين ولايات اريزونا ونيفادا ويوتاه وكولورادو في جنوب الغرب الأميركي. مناطق غنية بمشاهد طبيعية رائعة يصعب وصفها بلغة الكلام ومناظرها تفوق حدود الخيال ما يمنحك شعوراً بالحرية والمغامرة لا يوفره أي مكان آخر على هذه الأرض. مدينة "مواب"، موقع مخيم "فريق مارلبورو للمغامرة"، هي المدينة الوحيدة التي تقع بالقرب من نهر كولورادو ومياهه العاتية التي لاطمت الصخور على مدى السنين لتكون أودية في غاية الروعة، وطقسها معتدل بسبب ارتفاعها المتوسط عن سطح البحر والذي يصل الى 4000 قدم. وتأتي صخور "غراند كانيون" الحمراء لتضفي على المكان رهبة وروعة، والوديان يصل عمقها الى 1700 م وعرضها 30 كلم وتغطي مسافة تبلغ 400 كلم تنتشر فيها نباتات الصبار العملاقة التي يبلغ ارتفاعها 17م ويصل عمرها الى 200 عام. أما جبال "لاسال" الساحرة والتي تبعد 35 ميلاً عن مدينة "مواب" ويصل ارتفاعها الى 7000 قدم، فتتميز بطرقات متعرجة لا تصلها إلا سيارات الدفع الرباعي كتلك التي في تصرف شبان "فريق مارلبورو للمغامرة". مناظرها خلابة وطالما شوهدت في الأفلام الأميركية، طبقات صخرية متباينة الألوان طبعت هذه المنطقة بلوحات رائعة الجمال. وتتواصل المغامرة لتصل الى "أركس ناشيونال بارك" المعروف بطبيعة جيولوجية رائعة، من أقواس متعددة الألوان، وجيوب صخرية، الى أودية ضيقة الممرات تكونت بفعل عوامل طبيعية. في الختام، يتفاجأ المغامرون عند عودتهم كل مساء بروعة المنظر، فالشمس تقارب على المغيب والسماء صافية ومليئة بالنجوم المتلألئة. ويتأمل المشاركون جمال الطبيعة وهم يرددون حكايات يوم زاخر بالنشاطات... إنه حقاً منظر لا ينسى.