قد لا يجذب النشر المكتبي كثيرين، والسبب ربما أن كل الافكار الجديدة في مجال البرامج تنتبه، في شكل أو آخر، إلى النشر على شبكة الإنترنت لا على الورق. ولا يزال الورق مهماً جداً في الكثير من في ضوء هذا الواقع، طرحت شركة "أدوبي" الاصدار الأول من برنامج "إن ديزاين". وتساءل كثيرون في حينه عن الحكمة من وراء ذلك، خصوصاً أن الشركة تمتلك برنامج "نشر مكتبي" يوفر كل ما يحتاج إليه المصمم، هو "بيج ميكر"، الذي يستطيع العمل باللغة العربية. وأول ما يميز "إن ديزاين" عن "بيج ميكر" اشتغاله على مفهوم التحكم ب"الكتلة"، وهي الكلام الذي يكوّن النص. وفي أبسط قول يستطيع "إن ديزاين" التعامل مع وجود صور أو إعلانات، خلال عملية إعداد الصفحات للنشر. ومن الواضح أن ذلك يسهل تصميم كتب الأطفال المصورة والكتب العلمية وصفحات الجرائد وما إلى ذلك. وجاء رد فعل إيجابي من السوق، مع إلحاح كثيرين على ضرورة إحداث المزيد من التطوير. لذلك طرحت "أدوبي" إصدارها من البرنامج نفسه، وقد حمل الرقم 1.5. وطوعت شركة "وِنْ سوفت" البرنامج ليتعامل مع اللغة العربية في سهولة ويسر. وأول ما يلاحظه المستخدم في الاصدار الجديد تحسّن الواجهة الأساسية ومجمل اللوائح حتى غدا متشابها مع برامج "أدوبي" الأخرى، خصوصاً "فوتوشوب". وتهدف تحسينات برنامج "إن ديزاين" إلى تسهيل عمل المستخدم، وعلى سبيل المثال، يمكن سحب الألوان من لوحة خاصة ورميها على العناصر في الصفحة، ومن المتاح أخذ عينات من أنماط العناصر على عناصر اخرى. وأدخلت "ادوبي" وظيفة المعاينة preview في معظم مربعات الحوار في البرنامج، لأنها تساعد كثيراً على الابداع. وإذا وضع "إن ديزاين" بين يدي مصمم مهني، يصبح أداة إنتاج تصاميم مدهشة، خصوصاً في ما يتعلق بالسيطرة على الكتابة وحروفها. وثمة وظيفة بسيطة لكنها شيقة، هي تعبئة كتلة محددة بنصوص زائفة، ما يخدم تجربة تصاميم صفحات من دون اضاعة الوقت في البحث عن نصوص حقيقية للاختبار. ويتيح برنامج النشر والتصميم "إن ديزاين" اعداد انماط تصدير متعددة، باستخدام الطابعة او بواسطة ملفات "بي دي اف" مع إمكان إعادة استخدامها. لا شك في أن "ان ديزاين" يوفر كل ما يحتاج إليه المصمم لإنتاج اعمال مهنية، ما يضعه في طليعة برامج النشر المكتبي، وبسعر مدروس تماماً. لكنه يعاني قوة متطلباته في ما يتعلق بقدرات الكومبيوتر وذاكرته. فمع ان البرنامج يتمكن من العمل في 20 ميغابايت من الذاكرة، يحتاج عملياً الى ضعفيها. واذا برزت الحاجة إلى تشغيل "فوتوشوب" مثلاً الى جانبه يجب حجز اكثر من 128 ميغابايت من ذاكرة الجهاز لإتمام اي عمل جدي.