أوقدت الملكة نور الحسين اول من امس شعلة مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته العشرين ، فيما ألقت الانتفاضة الفلسطينية بظلالها عليه، فالغت ادارة المهرجان الطابع الكرنفالي حين كانت الساحة الرئيسة للمدينة الرومانية التاريخية تضج بالالاف من الزوار في حركة احتفالية تعطي فاعليات المهرجان الثقافي والموسيقي امتدادها الشعبي. دورة جرش هذا العام "مهداة الى الانتفاضة الفلسطينية" بحسب مدير المهرجان الشاعر جريس سماوي مؤكداً انها "تجزم بدور الثقافة الفاعل في التعريف بالهوية الوطنية الاردنية والفلسطينية والعربية". في الافتتاح حضر "البعدان الاردني والفلسطيني ضمن مكان مشترك" فكان الاردني عمر العبداللات اشهر مطرب شعبي اردني في "المسرح الجنوبي" يغني لبلاده وملكيها: العاهل الراحل الملك حسين والملك عبدالله الثاني، فيما كان السوري بشار زرقان في "المسرح الشمالي" يصوغ تجربة موسيقية - غنائية اعتماداً على "جدارية" الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي حضر التجربة وحرصت الملكة نور علي حديث خاص معه. وفي حين قصد المهرجان من الغاء الاحتفالات في "الساحة الكبرى" و"شارع الاعمدة" حيث تطل ملامح العمارة الرومانية التي تعود الى القرن الاول بعد الميلاد، ان "يحترم ظروف المواجهة وقدسية الدم الفلسطيني" الاّ ان حفلات "نجوم الغناء العرب" لا تتصل مع هذا المنحنى ، فهي تضم اجواء الايقاعات الراقصة ومشهد الحشود اللاهية على انغام اغنيات الاماراتية أحلام، واللبناني عاصي الحلاني، والعراقي كاظم الساهر، والمصري ايهاب توفيق والسوري جورج وسوف. مهرجان جرش الذي بدأ عام 1981 بمبادرة خاصة من شباب "جامعة اليرموك" الاردنية عانى اعباء مالية من تظاهرات موسيقية ومسرحية وعروض عنيت بالموروث الشعبي الاردني والعربي والاجنبي، فأبعدها هذا العام مبقياً على "الغناء الشعبي" الذي يتكفل نجومه "بتحقيق ايرادات مالية تعود على المهرجان بما يمكنه تغطية "نفقات" الثقافة، حين سيحضر اكثر من 50 من الشعراء والنقاد العرب في مهرجان الشعر والحلقة النقدية التي ستراعي حقائق الانتفاضة. ثنائية "الغنائي الشعبي" والتظاهرة "الثقافية الجادة" قيدت أيضاً في لفتة المهرجان الى الاديب المصري نجيب محفوظ فثمة تظاهرة خاصة بأدبه.