باركينغ ساندز هاواي، لندن - "الحياة"، رويترز - أجرت وكالة الطيران والفضاء الأميركية ناسا في هاواي أول من أمس أول تجربة للطائرة الخفيفة "هيليوس" التي صنعتها وتعمل بالطاقة الشمسية، وتستطيع أن تحلق لأشهر عدة على ارتفاع يمكن ان يصل الى 100 ألف قدم. واستمر اختبار هذه الطائرة، التي يمكنها منافسة الأقمار الاصطناعية في المستقبل، على حد قول صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أمس، بضع ساعات السبت والأحد، حيث وصلت إلى ارتفاع نحو 67 ألف قدم، علماً أن أول رحلة كاملة لها ستتم الشهر المقبل عندما ستحلق لمدة 4 أيام متواصلة. وكلف تصميم الطائرة وصنعها 15 مليون دولار. لكن كلفة صنعها بكميات تجارية في المستقبل ستهبط إلى 600 ألف دولار للطائرة الواحدة، ما سيلغي الحاجة لمنصات اطلاق وصواريخ مكلفة يتطلبها اطلاق الأقمار، على حد قول الصحيفة. وبالإضافة إلى الاستخدامات التجارية المتعددة للطائرة "هيليوس"، فإن "ناسا" ستستعين بها أيضاً لرصد المناخ والتلوث ومستويات الأوزون. وانطلقت المركبة، التي تعمل بنحو 62 ألف خلية شمسية من دون طيار ويتم التحكم فيها عن بعد، في الخامسة والدقيقة الخامسة بتوقيت غرينتش من مساء السبت فوق كاواي، إحدى جزر هاواي. وبعدما سارت على الممر بسرعة 32 كيلومتراً، أقلعت الطائرة مع انحناء جناحيها المرنين اللذين يبلغ طولهما 75 متراً إلى الأمام أثناء ارتفاعها. وحلقت الطائرة لبضعة مئات من الأميال البحرية، حيث أمضت معظم فترة طيرانها فوق المحيط الهادئ تحسباً لاحتمال سقوطها فوق منطقة مأهولة بالسكان. وقال مدير المشروع جو هيكس إن الطائرة، التي تشبه جناحاً مقوساً شفافاً ومرناً، قامت بمناورات بين كل ثلاثة آلاف متر من رحلتها التي استمرت نحو 51 ساعة. ويمكنها التحليق على ارتفاع 30500 متر، ما يزيد بنحو 6100 متر على الرقم القياسي المسجل حالياً في الارتفاع بالنسبة للطائرات. وكانت شركة "ايروفايرونمنت انك" التي تعاقدت مع "ناسا" لتطوير الطائرة، خططت لاطلاق "هيليوس" في 5 تموز يوليو الجاري، إلا أن الرياح العاصفة وحدوث عطل في الكومبيوتر تسببا في تأجيل ذلك. ويمكن ل"هيليوس" الهبوط بسهولة لاجراء الصيانة الروتينية وبعض التغييرات نظراً إلى أنها لا تسير عبر مدارات مثل الأقمار الاصطناعية، ويمكنها أيضاً التحليق بثبات فوق أي بقعة من سطح الأرض لفترة طويلة. وقال هيكس إن هذه الإمكانات ستجعل من "هيليوس" "القمر الاصطناعي للفقراء"، حيث أنها ستوفر خدمات اتصالات وخدمات تلفزيونية رقمية في المناطق النائية. وتهتم "ايروفايرونمنت" بهذا النوع من التطبيقات التجارية. ويمكن أن تستخدم المركبة أيضاً في مراقبة وضع المصايد والغابات وتَتَبُع اتجاهات العواصف والأعاصير والبراكين وتحديد صلاحية المحاصيل للحصاد. وذكر هيكس أن الجيش يمكن أن يستخدمها أيضاً في عمليات الاستطلاع، لأنها صامتة ولا يمكن رصدها بالرادارات، وعلى أقصى ارتفاع يمكنها الطيران بسرعة 320 كيلومتراً في الساعة.