أعلنت وزارة الاحصاء المغربية امس ان عدد سكان المغرب يقدر حالياً ب29 مليون نسمة وانه مرشح ليصل الى 35 مليون نسمة بنهاية سنة 2014 بمعدل زيادة سنوية تقدر ب4 في المئة. وذكرت أن نسبة الشباب دون سن ال30 عاماً تمثل حالياً أكثر من ثلثي مجموع السكان. وجاء في التقرير الذي صدر لمناسبة "اليوم العالمي للديموغرافيا" ان السنوات ال15 المقبلة ستشهد زيادة كبيرة في عدد السكان في المغرب، تتلوها فترة تباطؤ تمتد حتى سنة 2060 يقل فيها النمو السكاني الى نحو 0,5 في المئة وهي النسبة نفسها الموجودة في الدول الاوروبية. وستستمر قاعدة السكان في المغرب بكثافة شبابية حتى الربع الأول من القرن الحالي مع ما تتطلبه هذه الشريحة من جهود في مجالات التعليم والصحة والبنى التحتية وفرص العمل والادماج الاجتماعي - الاقتصادي. واعتبر التقرير ان الضغط السكاني على الموارد الطبيعية والبيئة سيؤدي في الأمد المتوسط الى "اختلال التوازن" خصوصاً في مجالات المياه الصالحة للشرب والأراضي الصالحة للزراعة التي تعاني من الجفاف والتصحر والتوسع العمراني والاقتصادي، مشيراً إلى أن الظروف المناخية "غير المناسبة" تهدد بخفض المساحات الزراعية، حيث تندثر مساحة 25 ألف هكتار من أراضي الغابات سنوياً، ما يؤدي الى تراجع الانتاجية وتزايد فقر السكان في الأرياف. وأضاف التقرير ان التمدن السريع والتأخر في انجاز البنيات التحتية يتجاوز القدرات المالية ما يترتب عليه مشاكل بيئية وتدهور في حياة السكان من فقر وبطالة وارتفاع أعداد النازحين من الأرياف الى المدن. وكان نحو 10 ملايين قروي انتقلوا إلى المدن في العقود الثلاثة الأخيرة. يذكر أن عدد سكان المدن في بداية القرن الماضي كان يقل عن نصف مليون شخص، أي 8 في المئة من مجموع السكان. وارتفعت النسبة الى 51 في المئة عام 1994، ثم بلغت 56 في المئة سنة 2001، حيث بات 16 مليون شخص يسكنون المدن منهم نسبة 10 في المئة يقيمون في منازل غير صالحة أو أحياء هامشية من دون مرافق صحية أو تنعدم فيها شروط التمدن. وتوقع التقرير ان يرتفع عدد سكان المدن إلى 70 في المئة من مجموع السكان في النصف الاول من العقد المقبل، وانهم سيتجمعون في المنطقة الاطلسية الممتدة بين القنيطرة والدار البيضاء، حيث توجد 80 في المئة من الأنشطة الصناعية والاقتصادية.