أثناء اجتياح بيروت عام 1982، نهبت القوات الاسرائيلية من أحد مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية أشرطة وأفلاماً توثيقية وروائية عن السينما الفلسطينية، وسطت على كل الوثائق المكتوبة والمرئية. واذا كانت السينما الفلسطينية عانت على الدوام مشكلة التوثيق والأرشفة، فإن من أهم أسبابها محاولات إسرائيل المتكررة لطمس التاريخ الفلسطيني. وضمن هذا الاطار، وفي مشروع لإعادة أرشفة السينما الفلسطينية، أصدر الناقد تيسير خلف كتاباً يحمل عنوان "دليل الفيلم الفلسطيني"، ويؤرخ فيه هذه السينما من عام 1935 حتى عام 2000، ويوثق 200 فيلم، من "زيارة الملك عبدالعزيز" للمخرج ابراهيم حسن سرحان الذي يعد رائد السينما التسجيلية الفلسطينية، حتى فيلم "المكان" للمخرجة عزة الحسن. يتحدث الكتاب عن بداية الصالات السينمائية في فلسطين منذ ثلاثينات القرن الماضي، والصعوبات التي واجهتها في عرض أفلامها تحت سلطة الانتداب البريطاني التي كانت تخشى تسرب أي صورة حقيقية عن الوضع في فلسطين، تمهيداً للوجود الصهيوني في المنطقة. وتنبع أهمية هذا الكتاب من أنه جمع أكبر كمية ممكنة من المعلومات الفنية والتقنية المبعثرة عن كل أفلام السينما الفلسطينية، إضافة الى ما استطاعه الناقد خلف من إلمام بمعلومات عن المخرجين والجهات الانتاجية الفلسطينية، مراعياً بذلك الترتيب الزمني بالنسبة الى تسلسل الأفلام والترتيب الهجائي بالنسبة الى المخرجين. وضم الدليل مقدمة عن السينما الفلسطينية بمراحلها الثلاث: 1- ما قبل النكبة، 2 - سينما الثورة، 3 - الموجة الجديدة.