أبت وزارة العمل إلا أن تبقي الجدل حول قيادة المرأة للسيارة في السعودية ساخناً، بعدما اختارت أن يكون أول سؤال لإكمال البيانات الشخصية للمتقدمات على الموقع الإلكتروني لبرنامج «حافز» هو «هل لديك رخصة قيادة؟»! وعلى رغم من غرابة وضع سؤال للمتقدمات عن امتلاكهن لرخصة قيادة ليكون أول سؤال في بيانات المتقدمين الرئيسية، لاسيما والنظام في البلاد لا يسمح صراحة للمرأة في أن تقود السيارة، إلا أن الأكثر غرابة كان في اختيار السؤال ضمن الأسئلة الإجبارية التي لا يمكن للمتقدمات أن يتجاهلنها أو يرفضن الإجابة عليها. وبعكس أسئلة للمتقدمات صنفها موقع «حافز» ضمن الأسئلة الاختيارية التي يمكن إكمال الاستمارة من دون الإجابة عليها، مثل السؤال عن «رقم صندوق البريد» أو «الرمز البريدي» أو «رقم الهاتف الثابت» أو «جوال أحد الأقارب» أو «البريد الإلكتروني»، شدد الموقع على إلزامية الإجابة على سؤال عن امتلاك المتقدمات لرخصة قيادة للسيارة أم لا، وذلك بوضعه نجمة حمراء بجوار خانة الإجابة على هذا السؤال. وشملت الأسئلة الرئيسية المقرونة بنجمة حمراء أسئلة عن «المكان الذي تستخدم منه الإنترنت بشكل رئيسي؟» و «الحي السكني» و «المدينة» و«المنطقة»؟ و«الحالة التعليمية؟» و«اسم الجامعة» و«نوع التخصص» و«المعدل» و«تاريخ التخرج» و«مهارات الحاسب الالي» و«الخبرات العملية» والشهادات الأخرى» إضافة إلى «التدريب» و«الخبرات الوظيفية». وفي حين أن سؤال «حافز» عن امتلاك رخصة قيادة للسيارة ليس خاصاً باستمارات النساء من دون الرجال، إلا أن السؤال يفتح باب الجدل من جديد حول الملف الأكثر سخونة في المجتمع السعودي في العشرين سنة الماضية، وحقيقة عدم ممانعة السلطات في السعودية في أن تقود المرأة السيارة، خصوصاً أن نظام المرور في البلاد لا يحوي بين مواده منعاً للمرأة من القيادة، فضلاً عن عدم وجود أي نظام مكتوب في البلاد يبرر قيادة السيارة من الرجال فقط. وكان عدد كبير من المتقدمين في «حافز» استقبلوا نهاية الأسبوع الماضي رسائل نصية على هواتفهم المحمولة تحوي رقماً سرياً وتطلب منهم الإسراع في إكمال بياناتهم على موقع «حافز» على الإنترنت. ويعد برنامج «حافز» البداية لمجموعة من الحوافز والتنظيمات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدعم الباحثين عن العمل وذلك لتعزيز فرصتهم في الحصول على وظيفة تضمن لهم حياة كريمة ويساهمون من خلالها في بناء هذا الوطن المعطاء. وينتظر أن يبدأ صرف مزاياه للمتقدمين الذين تنطبق عليهم الشروط مع بداية السنة الهجرية المقبلة 1433ه، وذلك على دفعات بحسب ما أوضح مسؤولون في وزارة العمل في وقت سابق. وطبقاً لموقع حافز على الإنترنت سيكون أحد عناصر برنامج «حافز» صرف مخصص مالي شهري لدعم وتحفيز الباحثين بجدية عن العمل والمستحقين للإعانة المالية وفقاً لضوابط استحقاق يحددها المجلس الاقتصادي الأعلى، ولاستمرارية الحصول على هذا المخصص يتعين على الباحث استمراره ومواصلته في البحث بشكل جاد عن العمل، إذ إن الهدف الأساسي من هذه الإعانة المالية هو مساعدة الباحث في الحصول على وظيفة دائمة ومناسبة وليس الركون للإعانة كمصدر لدخل ثابت. ولا يقتصر برنامج «حافز» بحسب الموقع على الدعم بمخصص مالي للباحثين عن العمل، بل ويشمل أيضاً على عناصر أخرى يأتي من ضمنها توفير برامج تدريب وتأهيل خلال فترة استحقاقهم وذلك لدعم وزيادة فرصهم في الحصول على الوظيفة المناسبة التي تلبي تطلعاتهم.