تحولت امارة دبي على مدار الاشهر الماضية الى ورشة عمل مفتوحة شملت مختلف المناطق وتحديداً القسم الشرقي باتجاه امارة ابوظبي حيث تنشر عشرات الرافعات العملاقة في أماكن عدة بعضها على الساحل، الذي يُطلق عليه شاطىء الجميرة، وبعضها الآخر في مناطق مقابلة باتجاه الصحراء. وتختلف طبيعة المشاريع الجديدة بين فنادق ومجمعات تجارية ومشاريع تعنى بالتطوير العقاري وأخرى في القطاع الفندقي والمنتجعات السياحية والمجمعات السكنية والمشاريع الصناعية المتعددة. وتأتي هذه المشاريع في اطار انتقال الامارة الى آفاق جديدة تعزز مكانتها الاقليمية كمركز رئيسي للتجارة والتكنولوجيا والخدمات في الشرق الاوسط مفتخرة بأنها تحضن أكبر تجمع للشركات الدولية التي تتخذها نقطة انطلاق الى اسواق المنطقة التي تمتد من شبه القارة الهندية الى دول الاتحاد السوفياتي السابق وشمال افريقيا وشرقها. 12 بليون دولار وتُقدر اوساط مصرفية حجم الاستثمار في المشاريع الجديدة بأكثر من 12 بليون دولار ما حول دبي، التي يبلغ ناتجها المحلي 15 بليون دولار وعدد سكانها مليون نسمة، الى احد أكبر ورش العمل في الشرق الاوسط. وتحدثت عن ان المشاريع التي يتوقع انجازها في غضون السنوات العشر المقبلة كفيلة بابقاء عجلة النمو الاقتصادي في الامارة تسير بوتيرة جيدة الامر الذي يعزز حركة اسواقها الداخلية ويعزز تنافسيتها الاقليمية. ولفتت الاوساط الى ان المشاريع العملاقة التي يجري تنفيذها في الامارة الساحلية المطلة على مياه الخليج في معظمها مشاريع نوعية تنفذ للمرة الاولى في المنطقة ، فيما تكمن اهمية تلك المشاريع بأنها منفذة من قبل القطاعين العام والاهلي ما يعكس التفاعل الكبير بين القطاعين، والتنافس القائم بينهما. وتتصدر قائمة المشاريع العملاقة المنفذة حالياً في دبي، وهي احدى الامارات السبع المكونة لدولة الامارات، مشروع جزيرتي النخيل والمقدر تكاليفهما الاستثمارية بأكثر من ثلاثة بلايين دولار، وتم بالفعل تلزيم عقدين بقيمة 600 مليون دولار لشركتين الاولى ماليزية والثانية صينية لردم مياه البحر وايجاد جزيرتين اصطناعيتين تمتدان لمسافة ستة كلم داخل البحر. وفي الجهة المقابلة لمشروع النخلة على شاطئ الجميرة بدأت الاعمال الانشائية لاقامة المدينة الذكية "مرسى دبي" المملوكة لشركة اعمار العقارية المساهمة العامة على شاطئ بحيرة اصطناعية مرتبطة بالبحر جرى انجازها لاقامة عشرات الابراج السكنية والمرافق الترفيهية والاسواق التجارية تتسع لأكثر من 100 الف نسمة هم سكان المدينة الجديدة التي تُقدر تكاليفها الاستثمارية بنحو خمسة بلايين دولار. وبالقرب من المشروعين العملاقين تجري الاستعدادات لاقامة مشروع سياحي فندقي فاخر يرتبط مباشرة بمنتجع "الجميرة بيتش وبرج العرب"، حيث سيشيد عدد من الفلل الفندقية الفاخرة تطل على البحر، تتوسطها الحدائق الغناء لتشكل بعد انجازها بكلفة تقدر ب600 مليون دولار، أحد ابرز المشاريع السياحية النوعية في الامارة. وفي منطقة ديرة يُنتظر ان يستكمل بحلول نهاية السنة فندق "غراند حياة" الذي يحتوي على 600 غرفة وعشرات التسهيلات الفاخرة في مشروع كلف مئات ملايين الدولارات. اما خور دبي الشهير الذي كان لسنوات شريان الحياة الاقتصادية للامارة فستنطلق امامه الاعمال لبناء مدينة تجارية فاخرة يمكن لزوارها التسوق في اروقتها بالقوارب، في مشهد يقترب من مدينة فينيسيا الايطالية الساحرة وفي مشروع يكلف اربعة بلايين دولار اطلق عليه اسم "دبي فيستفال سيتي" الذي تنفذه مجموعة عبدالله الفطيم الدبوية. والى جانب المشاريع العملاقة المذكورة تنتشر في عدد من مناطق المدينة المشاريع المتنوعة بينها الابراج السكنية المرتفعة والفنادق الفاخرة ومراكز المؤتمرات والمعارض بالاضافة الى عشرات المشاريع الخدمية التي تنفذها بلدية الامارة لاستكمال البنية الاساسية للمدينة. وترى الاوساط الاقتصادية الاجنبية ان من شأن المشاريع الطموحة التي تنفذها حكومة دبي في المرحلة الحالية بما فيها "دبي للانترنت والاعلام" مدعومة بقطاع خاص متميز ومبادر، ان تصبح المركز الاول للاعمال في المنطقة الممتدة من شبه القارة الهندية الى شمال افريقيا، ومن دول الاتحاد السوفياتي السابق الى شرق افريقيا. وترى تلك الاوساط ان هذا الهدف يمكن تحقيقه اذا استمرت الامارة بالزخم الذي انطلقت فيه في مطلع العقد الماضي، إذ اثبتت التجارب قدرتها على استقطاب مجتمع الاعمال اليها وباتت المكان المفضل لمئات الشركات الدولية الكبرى التي اتخذتها مركزاً اقليميا لعملياتها في المنطقة.