سيول - أ ف ب - جددت بيونغ يانغ التظاهرات الضخمة المعادية للولايات المتحدة أول من أمس عندما سار عشرات الآلاف مطالبين بمغادرة الجنود الاميركيين كوريا الجنوبية لمناسبة الذكرى الحادية والخمسين للحرب الكورية. ورأى خبراء من كوريا الجنوبية أن التظاهرة الكبيرة في ساحة كيم ايل سونغ، وسط بيونغ يانغ، شكلت نقطة الذروة في الحملة المعادية للولايات المتحدة التي تشنها الدولة الشيوعية رداً على تشدد أبدته واشنطن مع وصول جورج بوش الى الرئاسة الأميركية . وبث التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي صوراً لعشرات آلاف المتظاهرين الذين ارتدوا قمصاناً بيضاً، وربطات عنق سوداً، وهم يسيرون وراء لافتة كتب عليها "ايها المعتدون الامبرياليون الاميركيون غادروا كوريا الجنوبية فوراً". وكانت بيونغ يانغ توقفت عن المطالبة برحيل 37 ألف جندي اميركي عن القسم الجنوبي من شبه الجزيرة منذ القمة التي عقدت في بيونغيانغ عام 2000 بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل ورئيس كوريا الجنوبية كيم داي جونغ. وفي ذاك العام، أحييت الذكرى في شكل طوعي وخفي، في الشمال وفي الجنوب. ورفعت لافتات اثناء مسيرة أول من أمس في بيونغ يانغ كتبت عليها شعارات أطلقت ابان ازدهار الشيوعية مثل: "الامبرياليون الاميركيون اعداؤنا"، و"أيها اليانكيز عودوا الى بلادكم". وتصدر الأمين العام للجنة المركزية لحزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية تشي تاي بوك الصفوف بينما كان مسؤولون وأسرى حرب يلقون كلمات تندد بالسياسة الاميركية. وقال رئيس لجنة الشعب في بيونغ يانغ راينغ مان جيل إن الحرب الكورية كانت "نزاعاً إجرامياً بدأ بعدوان امبريالي أميركي هدفه خنق الجمهورية الديموقراطية في كوريا وتحقيق طموحاته عبر السيطرة على العالم". واتهم ادارة بوش بمخالفة المبادرات التي اطلقت لمصلحة اعادة توحيد الكوريتين، موضحاً ان النهح المتشدد للولايات المتحدة سيكون موضع "ردود لا ترحم". وكانت ادارة بوش انجزت أخيراً اعادة النظر في سياستها حيال كوريا الشمالية، وأنهى الرئيس قرار تجميد الاتصالات مع بيونغ يانغ بعدما كان فرضها فور تسلمه السلطة من سلفه بيل كلينتون. وأجريت اتصالات على مستوى بسيط بين واشنطن وبيونغ يانغ، لكن وزارة الخارجية في كوريا الشمالية أعلنت، الاسبوع الماضي، انها لن توافق على الشروط الاميركية في مفاوضات تجرى مستقبلاً. ومنذ انتهاء النزاع، عام 1953 بموجب هدنة، لا تزال الولاياتالمتحدة التي قادت التحالف الغربي المؤيد للجنوب، تحتفظ بجنود هناك ضماناً لعدم تكرار عملية غزو جديدة من الشمال. وفي الشطر الجنوبي من الجزيرة، طغى الحادث البحري الذي تخلله اطلاق نار تحذيري على قارب صيد كوري شمالي اخترق المياه الاقليمية على احياء الذكرى التي مزقت شبه الجزيرة كيانين قبل نصف قرن.